في كلمة لافتة أمام مجلس النواب، خلال مناقشة الثقة بالحكومة الثلاثاء، ألقت النائب مي الزيادنة الضوء على معاناة أبناء البادية وتطلعاتهم، مستعرضةً أبرز التحديات التي تواجههم بأسلوب مؤثر ومفعم بالسجع.
الكلمة، التي اتسمت بالجرأة والوضوح، كانت بمثابة صرخة تعبّر عن صوت هذه الفئة المهمشة التي تبحث عن العدالة والإنصاف.
استهلت النائب كلمتها بتسليط الضوء على الواقع الاقتصادي المأزوم في البادية، مشيرةً إلى تفاقم مشكلتي الفقر والبطالة، في ظل غياب الاستثمار وتلاشي المشاريع التنموية.
وأوضحت أن هذه الظروف أدت إلى إحباط أبناء البادية، الذين يجدون أنفسهم دون وظائف أو فرص تلوح في الأفق.
متسائلة بمرارة: "كم من مستثمرٍ ولا الدبر؟ وكم من مشروعٍ تعثر واندثر؟"، مؤكدةً أن هذا الوضع يتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا لإيجاد حلول جذرية تعيد الأمل إلى هذه المناطق المنسية.
وفي محور آخر، بيّنت النائب الدور البطولي للقوات المسلحة والاجهزة الامنية في حماية الوطن والذين يقدمون أرواحهم فداءً للأردن، مطالبة بزيادة رواتبهم والمتقاعدين العسكريين وتحسين أوضاعهم المادية، مؤكدةً أن فتح باب التجنيد بصورة أكبر لأبناء البادية سيعزز من دورهم الوطني، ويضمن لهم حياة كريمة يستحقونها بجدارة.
وتابعت النائب كلمتها، مشيرةً إلى خطر المخدرات الذي اجتاح حدود البادية وترك أثرًا مدمرًا على العائلات والشباب، موضحة أن البطالة هي أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع البعض للانخراط في هذا الطريق المظلم، مبينةً أن الحرب ضد المخدرات لا تقتصر على الجهود الأمنية، بل يجب أن تشمل أيضًا تقديم الدعم للشباب وتوفير فرص عمل تسهم في حمايتهم من الانحراف.
وانتقدت النائب الزيادنة موضحةً أن أبناء البادية، رغم ما يواجهونه من تحديات، أثبتوا كفاءتهم واستحقاقهم لتولي المناصب القيادية. وبيّنت أن تغييبهم عن هذه المواقع يعكس صورة غير عادلة، مؤكدةً أن أبناء البادية هم جزء أصيل من نسيج الوطن، ولديهم الحق في أن يكونوا شركاء حقيقيين في قيادة الوطن وتنميته.
وفي سياق الحديث عن الخدمات، أشارت النائب إلى أن البادية تعاني نقصًا شديدًا في الخدمات الصحية، موضحةً الحاجة الملحة لتوسيع المراكز الطبية وزيادة الكوادر المؤهلة.
كما بيّنت أن أزمة شح المياه تعد من أبرز التحديات التي تواجه البادية، مؤكدةً أهمية السماح بحفر الآبار الارتوازية واستغلال الموارد الطبيعية في الصحراء لتحقيق التنمية المستدامة، وخلق فرص عمل تسهم في تحسين حياة السكان.
واختتمت النائب مي الزيادنة كلمتها مؤكدةً أن قضايا البادية يجب أن تحظى بأولوية قصوى لدى الحكومة والمجلس، مشيرةً إلى أن تحقيق التغيير يتطلب تكاتف الجهود والعمل المشترك. أوضحت أن أبناء البادية لا يطالبون بالمستحيل، بل بحقوقهم الأساسية التي تكفل لهم حياة كريمة، متمنيةً أن تستجيب الحكومة لهذه المطالب العادلة بما يخدم مصلحة الوطن في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.