الكرم الهاشمي الذي امتد عبر قرون طويلة من العدل والرحمة، ليس مجرد إرث تاريخي، بل هو نهج قيادة حكيمة حمل لواء الإنسانية فوق كل اعتبار. وفي هذا السياق، نرفع أيدينا متضرعين بأن تشمل مكرمة العفو الملكي بالحق العام الكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي، ليعود بين أطفاله وأسرته.
أحمد حسن الزعبي، ذلك القلم الحر الذي اختار أن يكتب بصدق وإخلاص لوطنه وشعبه، هو نموذج للإنسان الأردني الملتزم الذي يبذل جهده لتسليط الضوء على قضايا الناس وتحدياتهم. قد يكون اجتهاده في التعبير قد قاده إلى موقف صعب، لكننا على يقين أن العفو الهاشمي قادر على احتواء كل أبناء الوطن، خاصة من أثبتوا ولاءهم وحبهم لبلدهم.
نناشد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، صاحب القلب الكبير، أن يمنح الزعبي فرصة جديدة ليعود إلى بيته، ويضم أطفاله في أحضانه، ويواصل مشواره كأب وكاتب ومواطن يخدم وطنه بالكلمة الصادقة. إن العفو ليس فقط قرارًا قانونيًا، بل هو رسالة تسامح وحب من القيادة إلى أبناء الشعب، تؤكد أن الأردن هو وطن الجميع، وأن الأبواب مفتوحة دائمًا للعودة والتصحيح والبناء.
لطالما عرفنا الهاشميين بسعة صدورهم، وحكمتهم التي تنظر إلى الإنسان قبل أي شيء آخر. إن العفو عن أحمد حسن الزعبي سيكون تجسيدًا عمليًا لهذا النهج، وسيعطي رسالة أمل لكل من أخطأ أو تعثر في طريقه، بأن الوطن يحتضن الجميع، وأنه لا يقسو على أبنائه، بل يفتح لهم دروب التصحيح والعمل.
ختامًا، نرجو أن يخرج الكاتب أحمد حسن الزعبي قريبًا من سجنه، ليعود بين أطفاله، وينعم بدفء أسرته، وليلعب دوره في بناء الوطن بقلمه الصادق. هذا هو النهج الهاشمي الذي لطالما أشرق بإنسانيته على شعبه، وهذا هو الكرم الذي نثق أنه لن يخيب آمال أبناء الأردن.