اليوم يقف الأردنيون أمام واقع مُثقل بالتحديات، يُضاف إليه شعور متزايد بالغبن نتيجة ممارسات لم تعد تُخفيها التصريحات أو الوعود الفضفاضة. قصة التعيينات الأخيرة التي أثارت الجدل ليست مجرد حادثة عابرة، بل انعكاس لأزمة أعمق تكرّس الظلم وتُضعف الأمل في دولة العدل والمساواة التي يحلم بها الجميع.
يا دولة أبا جاد، كيف يُمكننا الحديث عن وطن يفتح ذراعيه لأبنائه وهم يرون أن الوظائف تُوزَّع بناءً على علاقات أو مصالح، بينما آلاف الخريجين يطرقون أبواب العمل بلا جدوى؟ كيف يمكن إقناع شابٍ أنه مستقبل بلده، وهو يشاهد تمييزًا صارخًا يجعل من البعض أصحاب امتيازات، بينما يُترك الآخرون لمصيرهم؟
أسئلة تنتظر إجابات شجاعة
ما هي المعايير التي تُتّبع في تعيين الأشخاص للمناصب الحساسة؟
لماذا تُمنح الفرص لأسماء معينة دون غيرها، بينما تتجاهل الدولة كفاءات شابة تحمل مؤهلات وخبرات قد تساهم في بناء الوطن؟
كيف يمكن تفسير الانتقال السريع لبعض الأفراد بين المناصب العليا، بينما يقبع الآخرون في طوابير الانتظار لسنوات؟
نزيف العقول والهجرة: ناقوس خطر
يا دولة أبا جاد، حين فتحت السفارة البريطانية أبوابها للأردنيين، غادر الآلاف من شبابنا بحثًا عن فرص عمل ومستقبل أفضل، ولم يعودوا. أما من لم يجد الفرصة عبر القنوات الرسمية، فقد سلكوا طرقًا شاقة عبر المكسيك ودخلوا الولايات المتحدة، حاملين معهم أحلامهم وطموحاتهم التي لم تجد مكانًا لها في وطنهم.
إن تفريغ الأردن من أبنائه لا يمكن أن يستمر دون أن يترك أثرًا كارثيًا على مستقبل الوطن. هؤلاء الشباب هم طاقة الأردن الحقيقية، وعندما يضطرون للرحيل بسبب غياب العدالة وندرة الفرص، فإننا نخسر أعمدة المجتمع ومستقبله.
ماذا نريد؟
1. شفافية كاملة في التعيينات: يجب أن تكون كل الوظائف القيادية خاضعة لإعلانات عامة ومفتوحة للجميع، مع معايير تقييم شفافة ومعلنة.
2. محاسبة المسؤولين عن القرارات غير العادلة: التعيينات التي تثير الشبهات يجب أن تخضع لمراجعة صارمة، ومن يثبت تورطه في انتهاك مبادئ العدالة يجب أن يُحاسب.
3. إنشاء نظام وطني للتوظيف: منصة وطنية تجمع جميع الفرص الوظيفية في القطاع العام، وتُتيح التقديم عليها بشفافية، مع ضمان التنافسية بين المتقدمين.
4. إعادة الأمل للشباب: عبر خطط اقتصادية واجتماعية تعيد بناء الثقة، وتُوفر فرص عمل حقيقية لهم داخل بلدهم، حتى لا يكونوا مضطرين للهجرة وترك عائلاتهم وأوطانهم.
يا دولة أبا جاد، الأردنيون صبروا كثيرًا، لكن هذا الصبر ليس بلا حدود. الثقة تتآكل، والشعور بالظلم يتفاقم، والخوف الأكبر أن يتحول هذا الإحباط إلى أزمة تؤثر على تماسك المجتمع ومستقبله.
الإصلاح الحقيقي يبدأ من مواجهة الحقائق بشجاعة، والعمل على تصحيح الأخطاء التي جعلت الشباب يشعرون أن الوطن لم يعد ينصفهم. الأردنيون ليسوا أرقامًا، بل هم عماد هذا الوطن وركيزته الأساسية، ولن يكون هناك استقرار أو نهضة دون توفير بيئة عادلة تُقدّر كفاءاتهم وتُعطيهم حقهم.
الفرصة لا تزال سانحة، يا دولة الرئيس. اتخذوا خطوات جادة تُثبت أن الأردن لكل أبنائه، وليس لفئة دون أخرى. أعيدوا الأمل لشباب الوطن، فهم أساس استمراره وأمله الحقيقي في مستقبل أفضل.
[10:02 م، 2025/1/2] Intisarانتصار: وزير الشباب يتفقد مركز شابات المفرق ويتابع برنامج بناء قدرات العاملين مع الشباب
تابع وزير الشباب المهندس يزن الشديفات، اليوم في مركز شابات المفرق جانبا من تدريبات برنامج بناء قدرات العاملين مع الشباب، خلال زيارة تفقدية أجراها الشديفات ضمن الزيارات التفقدية غير المعلنة للمنشآت والمرافق الشبابية والرياضية في المملكة.
وأكد الشديفات خلال لقائه رؤساء ومشرفي المراكز الشبابية في محافظة المفرق المشاركين في البرنامج، بحضور مدير شباب المفرق د.عيسى الحراحشة، على أهمية البرنامج باعتباره محورا رئيسا من محاور خطة تفعيل المراكز الشبابية التي من شأنها النهوض بالمراكز الشبابية والمتضمنه تطوير البرامج الشبابية وتهيئة البنية التحتية وتمكين العاملين مع الشباب.
وبين الشديفات أهمية تطوير البرامج التي تنفذها المراكز الشبابية، بما يترجم التوجيهات الملكية السامية ومضامين الخطاب الملكي نحو الشباب؛ والمتمثلة في تنمية مهارات الشباب وتعزيز برامج الريادة في الأعمال وتحصين الشباب من آفة المخدرات وبرامج تمكين الشباب من المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية.
ولفت الشديفات إلى دور رؤساء ومشرفي المراكز في التشبيك والشراكة مع كافة المؤسسات العاملة مع الشباب والمجتمع المحلي واستقطاب الشباب نحو المراكز الشبابية، مشددا على ضمان مشاركة الشباب أنفسهم في وضع البرامج التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم، ضمن خطط المراكز للعام 2025، مشيرا إلى أن كافة الخطط تخضع إلى المتابعة والتقييم لضمان تنفيذ الخطط وتحقيق أهدافها وفق مؤشرات أداء محددة.
وخلال اللقاء طرح رؤساء ومشرفي المراكز مجموعة من القضايا والتحديات التي تواجههم وتطلعاتهم نحو تفعيل العمل الشبابي .