اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الأردن والاتحاد الأوروبي التي شهد على توقيعها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بروكسل بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد لتقديم مساعدات مالية للأردن بقيمة 3 مليارات يورو للأعوام 2025-2027، تحمل أكثر من رسالة للداخل الأردني والعالم أجمع.
فتوقيع الاتفاقية الذي يأتي بالتزامن مع قرار سيد البيت الأبيض الجديد دونالد ترامب وقف الولايات المتحدة الأمريكية تقديم المساعدات للمملكة الأردنية الهاشمية الحليف التاريخي لأكثر من سبعة عقود ودون سابق انذار أو مبررات موضوعية بمثابة رسالة للعالم على المكانة العالمية التي يحظى بها جلالة الملك وتحظى بها الدولة الأردنية .
ورسالة للداخل الأردني لكي لا يخشون من تداعيات وقف المساعدات الأمريكية وان الخيارات امام شعبها كثيرة ومتنوعة وان الأبواب امامهم مشرعة للتعاون مع كثير من الدول التي تقدر أهمية التشبيك والتعاون الدولي .
ورسالة للعالم العربي والعالم الإسلامي إلى جانب دول الإقليم أن الأردن دولة محورية ذات سيادة وطنية وذات سياسية متزنة يجعل لها دورا وحضورا فاعلاً للتعامل مع مختلف القضايا ومجالاتها.
لا اعتقد ان راسمي السياسية في الولايات المتحدة لا يدركون تداعيات قرار سيد البيت الأبيض على اقتصادياتهم وسياساتها وبالتالي من المؤكد ان يكون لهم موقف لتخرج المؤسسة الأمريكية عن صمتها بقرارات تحترمها العقول ويقدرها العالم ولا أعتقد انهم سيسمحون بتنامي الغضب العالمي حيال السياسات الجديدة والذي من شأنه تشويه صورة الأمريكيين المحبين للإسلام والانفتاح والحرية لكن وتحت جميع الاعتبارات يبقى قرار وقف المساعدات شأنا خاصا بهم ومن حقهم علينا ان نشكرهم على علاقتنا بهم لنحو ستة وسبعين عاماً غير نادمين على ما اقدم عليه الرئيس الجديد .
امامنا فرص كثيرة وخيارات عديدة لكي نبدا بترتيب بيتنا الداخلي وهي فرصة لبناء شراكات دولية جديدة وفي مختلف الاتجاهات وفقا لاحتياجاتنا ومصالحنا الوطنية وهي ذات النظرة والتطلعات للدول التي تعي مصالحها.
الاردن الذي استوعب الهجرات وعشرات الجنسيات وما زال محافظا على سيادته قادر أيضا على التشبيك مع كافة الدول المحبة للسلام ويهمها رفاه شعوبها في تبادل منتظم للمصالح بكافة أشكالها وأنواعها دون أن تستطيع جهة ما التدخل بشؤونه أو التأثير على سياسته ومواقفه واتجاهاته ولن تثنينا اية تطورات او تداعيات عن وقوفنا كما منا الى جانب قضايا الامة العربية التي تتصدرها القضية الفلسطينية وسندا لجميع الدول العربية الشقيقة ملتزمين بكافة العهود الدولية التي تستهدف خير البشرية.
خطوة خطوة بحكمة وتروي والتفاف حول قيادتنا التاريخية للننعم والأجيال بمستقبل مشرق.