جوهرة العرب - مرح المناصير / معالجة نفسية ومعالجة بالفنون
تحليل الرسومات جزء من العملية التشخيصية المستخدمة في العلاج بالفنون ، وتشمل العديد من العلامات والملاحظات والنقاط المهمة التي يلاحظها المعالج ،من خلال أنه علم كامل ومتكامل في تحليل الرسومات والألوان والأشكال التي يقوم الشخص بالتعبير عنها خلال جلسة العلاج بالفنون وبالأخص العلاج بالرسم والتلوين والتي يعبر من خلالها عن مكنونات عقله الباطن ( العقل اللاواعي) والصدمات والاضطرابات التي يعاني منها ، والتنفيس عن اللاشعور والمشاعر التي لا يستطيع التعبير عنها بالكلام فنستطيع أن نسمع كلاماً غير منطوق بلغة المنحنيات والأشكال والخطوط والألوان ، بالإضافة إلى انه يعكس لنا شخصيات الآخرين ،فتكون الورقة والقلم الملاذ الآمن له .
ان لغة (الرسم والألوان) لا تفرق بين (كبير او صغير) بالسن ،او (ذكر او أنثى) بالجنس ، وتتعدى حدود الأصل والفصل والعرق واللغة .
ومن خلال آلية الإسقاط على الورقة في عملية التعبير بالفنون ، يستطيع المعالج المختص تفسير وتحليل كل خط وكل منحنى وكل لون إلى معاني ومشاعر واضطرابات نفسية .
وقد اثبت هذه الطريقة فاعليتها في التشخيص والعلاج من اضطرابات ومشكلات نفسية عديدة وايضاً تعديل السلوك لدى الأطفال والكبار والتحسين من جودة حياتهم وزيادة الوعي الذاتي …وغيرها
بالإضافة إلى أن المعالج بالفنون يقوم بتحليل لغة الجسد للشخص خلال عملية الرسم ، وهذا يساعد ايضا في التشخيص ، وتكون عملية الرسم اماً موجهة او غير موجهة حسب نوع الجلسة ، بحيث انه إذا كانت موجهة يقوم المعالج بطلب رسم شيء معين من الشخص ويكون له دلالات معينه يكون المعالج على دراية بها ، ام الرسم غير الموجه فهو رسم حر يعبر من خلاله الشخص عن مشاعره بطريقة عشوائية وايضاً يكون لها دلالات معينة يقوم المعالج بتحليلها وتفسيرها والاستفادة منها في عملية التشخيص والعلاج.
بالإضافة إلى أن علم الالوان النفسي جزء لا يتجزء من العملية العلاجية بحيث ان لكل لون يستخدمه الشخص في العملية التعبيرية على الورقة له دلالات نفسية ، ويعد اللون اداة اتصال قوية ويمكن استخدامه للدلاله على الحالة المزاجية للشخص وايضاً يستخدمه المعالج للتأثير على ردود الفعل الفسيولوجية للشخص خلال رحلة العلاج بالفنون.