رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

لا بديل عن الشراكة الفلسطينية

لا بديل عن الشراكة الفلسطينية

جوهرة العرب
حمادة فراعنة

جريدة القدس 

بدل أن يتعلم الفلسطينيون أهمية الوحدة في مواجهة العدو، كما هي لدى الإسرائيليين، يبدو أن الإسرائيليين تعلموا وتأثروا من الفلسطينيين ووقعوا بالانقسام، وهذه بداية إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني، فالفلسطيني لن ينتصر إطلاقاً إذا لم يتحقق من شرطين لازمين: أولهما وحدة شعبه، ووحدة أدواته النضالية من الفصائل والأحزاب والشخصيات المستقلة ذات الحضور والاحترام والاندماج بالقضية الوطنية، وثانيهما كسب انحيازات إسرائيلية لعدالة المطالب الفلسطينية وشرعيتها، يعني إحداث إنقسام لدى المجتمع الإسرائيلي، وأن يطرأ عليه التغيير من موقع العداء والعنصرية والأحادية إلى موقع الايمان والقبول بالشراكة، والاحساس أن أمن الإسرائيليين مرتبط بتوفير الأمن والكرامة للفلسطينيين، على قاعدة حل الدولة الواحدة أو حل الدولتين.
الانقسامات البائنة لدى المجتمع الإسرائيلي والتعارض بين مؤسسات صنع قراره السياسي والأمني والعسكري، لم تصل إلى مستوى قبول الطرف الآخر الفلسطيني، ولكنهم يختلفون على عنوان مهم وهو: استمرار أو وقف إطلاق النار على قطاع غزة، وهذا يعود إلى فشل الحرب الإسرائيلية على شعب فلسطين في قطاع غزة، فقد قتلوا عشرات الآلاف، وأعطبوا وجرحوا وعطلوا ضعفهم، ودمروا حوالي ثلثي قطاع غزة، ولكنهم فشلوا بوضوح في تحقيق أغراضهم ولم يستسلم أهالي غزة، لازالوا متشبثين بالوطن، ليس في حساباتهم ولا في نواياهم الرحيل، وإن كان البعض يمكن أن يفكر أو يستجيب، فهو أمر مشروع وطبيعي، ويجب التعامل معه بوعي، وليس بتطرف أوعدوانية أو عبر وسائل التخوين. 
حركة حماس التي دفعت أثماناً باهظة في معركة غزة، مثلما سبق وفعلت حركة فتح وباقي الفصائل، كل حسب قدراته وامكاناته طوال سنوات النضال والثورة، ولذلك على حركة حماس وكافة الفصائل أن تدرك أن التفرد والأحادية والاستئثار حالة مرضية حزبية ضيقة، لن توفر لشعب فلسطين تحقيق: 1- دحر الاحتلال المتفوق المدعوم، 2- وتحقيق الحرية والاستقلال. 
ولهذا تتوهم حركة حماس أنها شكلت حالة البديل لحركة فتح على أثر: 1- فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006، 2- سيطرتها الأحادية على قطاع غزة بعد قرار "حسمها العسكري" بالانقلاب الدموي عام 2007، 3- إدارتها المنفردة لقطاع غزة 17 سنة، 4- مبادرتها الكفاحية الناجحة يوم 7 أكتوبر 2023، وصمودها في حرب غزة، تتوهم أنها البديل لحركة فتح، وأن معركة 7 أكتوبر هي أول وآخر المحطات الفلسطينية على طريق الانتصار. 
كما تتوهم حركة فتح إذا اعتقدت وراهنت أن حركة حماس، تم تصفيتها وإنهاء دورها، على أثر اغتيال أجهزة المستعمرة لأغلبية قياداتها السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية، فقد سبق لحركة فتح وأن وقعت بنفس المصائب والأوجاع، وتم اغتيال مؤسسها ورئيسها الراحل أبو عمار، و13 من أعضاء لجنتها المركزية، وتم اغتيال مؤسس وقائد حركة حماس الراحل أحمد ياسين والعديد من قياداتها، أمين عام الجهاد الإسلامي وأمين عام الجبهة الشعبية، ومع هذا بقيت حركة فتح، والجهاد والشعبية كما ستبقى حركة حماس. 
البديل لحالتي الاستئثار لدى طرفي المعادلة الفلسطينية فتح وحماس، هو الشراكة بينهما مع باقي الفصائل والشخصيات، لقيادة منظمة التحرير وسلطتها الوطنية في كل من رام الله وغزة، ومواجهة العدو الواحد، ببرنامج موحد، ومؤسسة موحدة وأدوات كفاحية متفق عليها، هذا هو التحدي، هذا هو الخيار، هذا هو الطريق الموصل نحو الانتصار.