٢٨نيسان/ أبريل ٢٠٢٥ | عمّان، الأردن -اجتمع اليوم مسؤولون حكوميون وخبراء سياسات من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عمّان لحضور حدث إقليمي رفيع المستوى نظّمته "إكسبيرتيز فرانس" بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) ومنظمة "ٍSPARK"، بهدف دفع إصلاح السياسات وتعزيز الحوار الاستراتيجي حول الاقتصاد الأخضر والدائري.
تأتي هذه الفعالية ضمن مبادرة "Green Forward" الإقليمية الممولة من الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى دعم تطوير أطر سياسات الاقتصاد الأخضر والدائري الشاملة عبر ثماني دول في جنوب البحر المتوسط.
افتُتح الحدث بحفل رسمي حضره كل من: معالي المهندس يعرب القضاة، وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني؛ ومعالي المهندس معاوية الردايدة، وزير البيئة الأردني؛ وسعادة السيد بيير-كريستوف شاتزيسافاس، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن؛ وسعادة السيد ألكسيس لوكور غراندميزون، السفير الفرنسي في الأردن؛ والسيد جيريمي بيليه، المدير العام لإكسبيرتيز فرانس؛ والسيد مراد حنتاتي، المدير الإقليمي لمنطقة شمال أفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء في منظمة SPARK ؛ والسيد جيروم ستوكي، رئيس وحدة الكفاءة الدائرية للموارد في (UNIDO).
من الحوار إلى العمل: جسر الفجوات نحو مستقبل دائري
شدد المتحدثون على أهمية التعاون الإقليمي، وتآزر المؤسسات، وتبادل الخبرات باعتبارها عوامل رئيسية لتسريع الانتقال الدائري وبناء اقتصادات أكثر مرونة واستدامة في المنطقة.
وقد وفر الحدث، الذي استضافته "إكسبيرتيز فرانس"، منصة لتعزيز انخراط القطاع العام ودعم الأهداف الوطنية المتعلقة بكفاءة استخدام الموارد، والاستدامة، والمرونة الاقتصادية، وغيرها من موضوعات الاقتصاد الأخضر والدائري. كما تناول المشاركون الإصلاحات التنظيمية وآليات الحوكمة والتنسيق بين القطاعات لتهيئة بيئات داعمة للانتقال الدائري.
ناقش الحدث أيضًا أهمية توسيع نطاق مبادرات الاقتصاد الأخضر والدائري، مع التركيز على دور المؤسسات المالية الدولية في دعم إصلاح السياسات وتحفيز الاستثمارات. وأكد المتحدثون أن الجهود المنسقة والتمويل الموجه يمكن أن تترجم الاستراتيجيات إلى أثر ملموس.
كما كان تبادل المعرفة والخبرات بين واضعي السياسات والخبراء من الدول المشاركة جزءًا محوريًا من الحدث، حيث تم عرض إنجازات، مناقشة تحديات، وتحديد أولويات مشتركة لملاءمة استراتيجيات الاقتصاد الأخضر والدائري مع الأهداف الإنمائية الأوسع.
في حين ركز الحدث على تعزيز السياسات، فقد عكس أيضًا الهيكل متعدد الأبعاد لمبادرة "Green Forward"، حيث تدعم SPARK ريادة الأعمال الخضراء وخلق فرص العمل عبر التنمية المحلية، بينما تركز UNIDO على دمج الممارسات الدائرية في نظم الإنتاج الصناعي وسلاسل القيمة.
,أكد السيد جيروم ستوكي، رئيس وحدة كفاءة استخدام الموارد الدائرية فيUNIDO على أهمية البناء على الخبرات الصناعية القائمة في المنطقة، قائلاً: "تتمتع المنظمة بعقد من الخبرة العملية في دعم الصناعات في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط لتحسين قدرتها التنافسية من خلال نماذج أعمال دائرية وكفؤة في استخدام الموارد". وأضاف: "من خلال مشروع الصناعة الخضراء المستدامة، نعمل على توسيع نطاق هذه الخبرة لدعم الصناعات في تبني نماذج إنتاج ليست أنظف فحسب، بل وأكثر مرونة وتوجهًا نحو المستقبل".
وقال سعادة بيير-كريستوف شاتزيسافاس، سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن: "تتكثف الجهود الرامية إلى خفض انبعاثات الغاز وتحقيق اقتصاد محايد للكربون في أوروبا وخارجها. ويمثل التحول إلى اقتصاد دائري، حيث سيتم استعادة المواد وإعادة استخدامها وتدويرها، محورًا هامًا لهذا المسعى. سيتطلب ذلك سياسات وتشريعات، فضلاً عن دعم الأعمال والتكيف على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ومن خلال هذا البرنامج المتكامل الذي تبلغ قيمته 20 مليون يورو، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة شركائه في الجوار الجنوبي للمتوسط على إحراز تقدم على جميع هذه الجبهات الثلاث".
وفي بيان مكتوب، شددت السيدة كريستل بولتمان، الرئيسة التنفيذية لمنظمة SPARK، على أهمية تمكين منظمات دعم الأعمال كرافعة رئيسية للانتقال الأخضر:
"من خلال برنامج Green Forward تعمل SPARK مع سبعة شركاء إقليميين لتعزيز دور منظمات دعم الأعمال في ربط السياسات بالتطبيق العملي. مستندين إلى خبرتنا الراسخة في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، نعمل على تطوير قدرات هذه المنظمات لتوفير دعم أكثر شمولية وتخصصًا للمشاريع الخضراء الناشئة عبر التدريب وبناء الشبكات الإقليمية."
وبتيسير الحوار الإقليمي وتبادل الخبرات التقنية، أكدت هذه الفعالية الدور الجوهري للسياسات العامة كأساس للانتقال الأخضر في المنطقة.
وتواصل مبادرة "Green Forward" دعم الدول في رسم خرائط طريق وطنية، وحشد الخبرات، وتعزيز التعاون نحو مستقبل أكثر استدامة.
كما نظم حوار سياسات مغلق جمع كبار المسؤولين لمناقشة الأولويات الوطنية، التحديات المؤسسية، وسبل مواءمة السياسات. وشكلت الجلسة مساحة للتفكير الصريح حول الثغرات التنظيمية والتنسيق بين الوزارات وآليات دفع عجلة صياغة السياسات الداعمة للاقتصاد الأخضر والدائري. استلهم المشاركون أيضًا من التجربة الأوروبية عبر الاتفاق الأخضر الأوروبي، مع تكييف الدروس المستفادة مع الواقعين الوطني والإقليمي.
واختتم السيد جيريمي بيليه:
"Green Forward قبل كل شي منصة للدفع نحو حوار السياسات وإصلاحها. نحن في إكسبيرتيز فرانس فخورون بدعم التعاون الإقليمي الذي يقوي المؤسسات ويثري التشريعات ويساعد الحكومات على قيادة التحول نحو نماذج مستدامة ودائرية. هذه المبادرة لا تتعلق فقط بمشاركة الخبرات الأوروبية، بل بالتعلم المشترك من الابتكارات والخبرات المحلية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا."
حول مبادرة Green Forward:
Green Forward هو مشروع تعاون إقليمي يتم تنفيذه في الأردن ولبنان وفلسطين ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب. يهدف إلى تسريع التحول الأخضر عبر دعم المؤسسات العامة، تعزيز تماسك السياسات، وتعزيز الحوار عبر الوزارات والقطاعات.
يعمل المشروع على ثلاثة مستويات: على المستوى الكلي، تدفع "إكسبيرتيز فرانس" إصلاح السياسات والأطر التنظيمية؛ على المستوى المتوسط، تقوي "ٍSPARK" الفاعلين المحليين ونظم ريادة الأعمال؛ وعلى المستوى الجزئي، تدعم "UNIDO" الشركات في تبني ممارسات دائرية ونماذج إنتاج مستدامة.
ويعمل الشركاء بشكل وثيق مع الحكومات الوطنية والمحلية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص لتطوير استراتيجيات الاقتصاد الدائري ودمج الاستدامة في التخطيط التنموي.