رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الأردن ومساعداته لغزة: إنسانية بلا مقابل في وجه حملات التشويه

الأردن ومساعداته لغزة: إنسانية بلا مقابل في وجه حملات التشويه
جوهرة العرب 

انتصار سالم 

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، برز الأردن كأحد أبرز الداعمين إنسانيًا للشعب الفلسطيني، من خلال إرسال قوافل المساعدات الطبية والغذائية، وإقامة المستشفى الميداني الأردني، وتسيير جسر جوي وبري عبر مصر. 
إلا أن هذه الجهود، بدلاً من أن تُقابل بالتقدير، أصبحت هدفًا لهجمة شرسة وممنهجة من بعض الأطراف التي تدّعي أن ما يقوم به الأردن لا يخرج عن كونه مساعدات بمقابل

الأردن، بقيادته وشعبه، لم يتوانَ يومًا عن دعم الأشقاء في فلسطين، لا سياسياً ولا إنسانياً. والتاريخ مليء بالمواقف المشرفة، من حماية المقدسات الإسلامية في القدس، إلى الدعم المتواصل للسلطة الفلسطينية، ورفض مشاريع التصفية. ومع ذلك، تحاول بعض الجهات -إعلامياً وسياسياً– التقليل من هذه الجهود أو التشكيك فيها،

من يتابع المواقف الأردنية يدرك أن المملكة تدفع أثمانًا سياسية واقتصادية وإعلامية بسبب تمسكها بمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية. مساعداتها لغزة لا تتم بإذن أحد ولا مقابل شيء، بل تنطلق من واجب قومي وأخلاقي. الأردن لا يستخدم ورقة غزة للحصول على امتيازات، بل يعرض نفسه للانتقاد من قِبل أطراف عدة فقط لأنه يفتح أبواب الدعم للفلسطينيين رغم التهديدات والضغوط.

هذه الحملات لا تهدف فقط لتشويه صورة الأردن، بل تسعى لضرب الثقة بين الشعوب العربية، وتشويش الرأي العام، وإرباك الجهود الحقيقية للإغاثة. تقف خلفها أطراف تسعى لاحتكار "بطولة القضية”، وتضرب أي طرف يساند غزة من خارج منظومتها. ويستخدم فيها الإعلام المأجور، ومواقع التواصل، لتصوير الأردن وكأنه يستغل الأزمة، بينما الواقع يثبت أن الأردن كان من أول الدول التي سارعت للنجدة.

مواقف الأردن تجاه غزة ليست جديدة، ولن تتغير تحت أي ضغط. المساعدات التي يرسلها ليست جزءًا من مساومة، ولا مناورة سياسية، بل التزام راسخ بدعم الأشقاء وقت الحاجة. وما تتعرض له المملكة من اتهامات باطلة لا يزيدها إلا إصرارًا على مواصلة دعمها الإنساني والوطني، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة أو شعارات فارغة