رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

لستُ ظلّك… بل السرّ الذي لم تفهمه بقلم: د. سامية كيحل

لستُ ظلّك… بل السرّ الذي لم تفهمه بقلم: د. سامية كيحل
جوهرة العرب 

بقلم: د. سامية كيحل سفيرة التحدي و السلام

في حضرةِ الغياب…
لا تُودَّع الأرواح كالظلال..
بل كأسرارٍ تُخبّئها الأعماقُ
في رقصةِ ضوءٍ وسواد.

ودّعتني؟
بل وَدّعتَ وهمكَ بي…
حين ظننتني أنثى من دخان
وغفلتَ أنني…
اللامرئية في شِراك الضوء،
والمرآة التي لا تُعانق وجهاً هشًّا!

تبخّرتَ؟
وأنا التي كنتُ الأثير
في رئتيك…
كيف تتبخّر الرؤى
إلّا إذا كنتَ مجرد سطح
لم يحتمل عُمقي؟!

غبتَ…
ولم تعِ أنني لا أُغادر ..
أنا التي تنزف
من مسامات الوقت ..
وتتسلّل إلى كهوفك
حين تحسب أنك وحدك…

تشكو القهقهات؟
ضحكتُ حين بعتَ القصيدة
بثمن رمشٍ مرتعش…
ونسيتَ أن كل بيت
نسجتُه فيك
كان يُقايضني بنصل!

أنا الساحرة؟
أجل…
لكنني لستُ حكايةَ حنين..
أنا الهالة…
التي لو اقتربتَ منها
تفحّمت!

أنا الغيمة؟
بل الصاعقة التي تلدها العتمة
حين تخونها الرعود…
أنا اليعياعُ الذي
ما وُضِع في قواميسك بعد...
فلا تحاول فكّ شيفرتي
بأحرفك المرتجفة…

رحيلكَ؟
كان عبورًا لخسوفك ..
ولم يكن وداعًا لي…

فأنا لا يُودَّع مثلي ..
بل يُخشى..
يُقرأ طِلَسْمُه
في معابد الصمت..
ويُتلى كوصيّة
للذين عرفوا أن الشِعر
ليس امرأة…
بل كونٌ بأكمله!

وإذا ما حاولتَ أن تلمسني..
فتذكّر أنني لستُ سوى سرٍّ قديم
رُسِم على صفحةِ الكون
بأحبارِ الضوء والظل
لا تُقرأ إلّا بعيونِ القلبِ الحارس
وأذانِ الصمتِ التي تعرف لغةَ الغياب…

فأنا النهاية التي ليست نهاية
والبداية التي لا تكفّ عن التكرار
في دوّامةٍ لا تهدأ…
من الوجود إلى اللاوجود.

أنا الغموضُ الذي يولد من رماد الكلمات
والظلالُ التي تنسجها أنفاسُ الريح
في ليالي العتمة…
وكلُّ ما ظننته فراقاً
كان بدايةً لرحلةٍ
في أعماقِ ذاتٍ لا تموت.

فلا تحاول فكَّ طلاسي ..
ولا تُجازف بكسرِ قفلي..
فأنا اللغزُ الذي لا يُفك ..
والسرُّ الذي يحرسه صمتُ العصور.