رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

عيد الأضحى المبارك: مناسبة للوحدة والتضامن ودعم القضية الفلسطينية

عيد الأضحى المبارك: مناسبة للوحدة والتضامن ودعم القضية الفلسطينية


"بسم الله الرحمن الرحيم"

جوهرة العرب

   إنَّ عيد الأضحى المُبارك هو مُناسبة دينية هامة يحتفل بها المسلمون حول العالم، ويُعتبر من أهم الأعياد الإسلامية بعد عيد الفطر، حيثُ يأتي عيد الأضحى المُبارك في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويتزامن مع موسم الحج إلى مكة المكرمة، قال الله تعالى: (وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍۢ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).(الحج: ٢٧). وفي هذا اليوم، يتجمع المسلمون؛ لتقديم الأضاحي، وتهنئة بعضهم البعض، وتجديد الروابط الأسرية والاجتماعية. وفي هذا المقال دراسة لبعض فضائل عيد الأضحى ولأوضاع الأمة العربية والإسلامية، على النحو الآتي:
أولاً: بعض فضائل عيد الأضحى من أنهُ مُناسبة للتسامح والوحدة، حيثُ يتجمع المسلمون لتقديم الأضاحي، وتوزيعها على الفقراء والمُحتاجين، كما يتخلل هذا اليوم العديد من الأعمال الصالحة، مثل التكبير والتهليل، وزيارة الأقارب والأصدقاء، وتقديم العون والمساعدة للمحتاجين، وتقرير هذه الأعمال في عيد الأضحى كما يلي:
- تقديم الأضاحي: يقوم المسلمون بتقديم الأضاحي، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، هذا العمل يعزز روح التكافل والتعاون بين أفراد المُجتمع.
- التهنئة: يتبادل المسلمون التهاني والتبريكات، ويتسامحون ويتصافحون، وهذا يُعزز الروابط الاجتماعية ويقوي العلاقات بين الأهل والأصدقاء.
- التقرب والألفة: يتقرب المسلمون من بعضهم البعض، ويتعززون بالمحبة والمودة، وهذا يعزز روح الوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع.
- التكبير والتهليل: يتكبر المسلمون ويهللون، ويذكرون الله تعالى في هذا اليوم المبارك، وهذا يعزز روح الإيمان واليقين في نفوس المسلمين.
ثانياً: بعض أهم أوضاع الأمة العربية والإسلامية، للأسف، تعاني الأمة العربية والإسلامية من العديد من التحديات والمشاكل، مثل الضعف والتفرق والصراعات الداخلية، ومن هذه القضايا "القضية الفلسطينية" التي هي واحدة من أهم القضايا التي تُواجه الأمة العربية والإسلامية، حيثُ يُعاني الفلسطينيون من الاحتلال الإسرائيلي، والتهجير والتفرقة العنصرية والقتل والتعذيب، وقطاع غزة هو أكبر شاهد على نوايا اليهود تجاه القضية الفلسطينية، وتقرير هذه الأوضاع الحلول والتوصيات بصددها، كما يلي:
- الحاجة إلى الوحدة والتكاتف حيثُ يأتي دور عيد الأضحى المبارك كمناسبة للتذكير بأهمية الوحدة والتكاتف بين أفراد الأمة العربية والإسلامية؛ قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: 2). هذه الآية الكريمة تحث على التعاون على الخير والبر، وتحذر من التعاون على الإثم والعدوان، وقال رسول الله ﷺ: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (أخرجه البخاري:(6011)، ومسلم:(2586) واللفظ له: dorar.net/hadith).
- أهمية الوحدة في مُواجهة التحديات، إذ هي السبيل الوحيد والأهم في مُواجهة التحديات والمشاكل التي تواجه الأمة العربية والإسلامية؛ قال الله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46). هذه الآية الكريمة تُحذر من التنازع والفرقة؛ لأنَّها تُؤدي إلى الفشل وذهاب القوة والمنعة، ومنهُ قوله عليه الصلاةُ والسلام: "لا يحلُّ لمسلمٍ أنْ يهجُرَ أخاهُ فوق ثلاثٍ، يلتقيانِ فيصُدُّ هذا ويصُدُّ هذا وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ" صحيح الترمذي(1932): dorar.net/hadith).
- الحلول والتوصيات: تحتاج الأمة العربية والإسلامية إلى الوحدة والتكاتف والعمل المشترك؛ لحل مشاكلها وتحدياتها، بحيث يجب على الأمة العربية والإسلامية دعم القضية الفلسطينية، والعمل على إيجاد حل عادل لها، والعمل المُتواصل في مُقاومة الهيمنة والغطرسة الأمريكية والصهيونية، والعمل على استعادة حقوقها وسيادتها من خلال التعاون والتنسيق بين الدول العربية والإسلامية والعمل المشترك لحل مشاكلها وتحدياتها، كوسيلة قوية وضاغطة؛ نصرةً للقضية الفلسطينية ونصرةً لمسجد الأقصى المبارك.
   وأخيراً إنَّ عيد الأضحى المبارك هو مُناسبة للتسامح والوحدة، وهذا حال الدين الإسلامي المُتصف بكمال الرسالة الخالدة والإنسانية والعالمية للناس كافة، والذي يُنظم علاقة المسلمين ببعضهم، وعلاقة المسلمين مع غيرهم مما عليه من التسامح والود، مُستثنياً من كانَ عدواً لهم؛ قال الله تعالى: ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)(الممتحنة).. وهذا خلاف القانون الدولي وقواعده في تطبيق القانون الدولي الإنساني (الانتقائي)! في التطبيق على فئة دونَ فئة أُخرى، وغزة العزة في فلسطين خيرُ شاهدٍ ودليل على ذلك. وبالتالي يجب على الأمة العربية والإسلامية أن تستلهم من روح هذا اليوم المُبارك –عيد الأضحى المُبارك- وتعمل على وحدتها وتكاتفها، ودعم القضية الفلسطينية، وتمكين الشراكة الفاعلة والتعاون الموصول بينَ الشعوب وقادتهم؛ للتخلص من كل ما يُهددهم أمنياً أو ما يُهدد تقدمهم في التنمية المُستدامة الشاملة في كل مجالات الحياة، والعمل على التخلص من كل ما يُعيق بناء الأجيال وبناة المُستقبل.
 
 
كتبهُ، د. ضرار مفضي بركات
محاضر غير متفرغ/ ج. جدارا/ ويعمل لدى وزارة التربية والتعليم/ المملكة الأردنية الهاشمية
عضو لرابطة الأدباء والمثقفين العرب / وعضو الاتحاد الأكاديميين والعلماء العرب
Drarbrkat03@gmail.com