رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

القيامة التي بدأت بي بقلم: سامية كيحل سفيرة التحدي و السلام

القيامة التي بدأت بي بقلم: سامية كيحل سفيرة التحدي و السلام
جوهرة العرب
لم تَخنّ…
لكنك لم تأتِ.
وأنا… من انتظرتك
بين عتبة وهمٍ
وظلّ نداء.

رفعتُ اسمك كدعاءٍ
في ليلٍ لا يسجد
ورسمتك على جدران قلبي
كأنك الوحي…
نسيتُ أن الملائكة
لا تتأخّر… ولا تتردّد.

كنتَ ظلًّا بلا وجه
صوتًا لا يكتمل،
وعدًا نصفه صمت
ونصفه ندم.

أما أنا…
فكنتُ العاشقة التي
أغمضتْ عينيها
كي لا ترى الحقيقة
تتربّص خلف الستار.

الخديعة؟
ليست فيك…
بل في قلبي الظمآن
الذي شرب من السراب
وسمّاه مطرًا
وفي روحي…
التي سجدت لطيفٍ
يشبهك…
ولا يكونك.

أنا من خلقتُ لك حروفًا
نسجتُ من صمتك اعترافًا
ومن غيابك دفءَ خرافة.

أنا من أطلقتُ عليك
أسماء الحب
وأنت…
ما كنتَ سوى عابر حذر
ينحني للظل
ويهرب من الضوء.

لكنني…
استيقظت.
لا على نداءك،
ولا على اعتذارك
بل على شهقةٍ من أعماقي
تقول: كفى.

اليوم…
لا أكرهك
ولا أحبك
ولا أبحث عنك.
أعدتُ روحي إليّ
جمعتُ شظاياها من غبارك
ومسحتُ وجهها
من ملامحك المتخيلة.

أنا التي غفرتُ…
لي، لا لك.
غفرتُ لحلمي لأنه صدّق
ولقلبي لأنه وسعك
ولصمتي…
لأنه أنطقك بما لم تقله

الآن…
أرتدي صمتي كدرع
وأمشي فوق الرماد
كالنار…
لا تحترق.

لا أفتح نافذة
لريحٍ لا تهب
ولا أضع خارطة
لعودةٍ لن تحدث.

أمزّق العهد،
أخلع الحنين
وأُعلنني وطنًا
لا يستقبل اللاجئين
من خيبة.

أنا لست ضحية
أنا الحارسة
على بوابات روحي
وسيدة القرار الأخير.