رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

بيان أنثى تجرّأت على نزار

بيان أنثى تجرّأت على نزار

جوهرة العرب
(بقلم: سامية كيحل — سفيرة الحرف الثائر)

في زمنٍ كانت فيه القصائد تُكتب لتغازل 
أنا كتبت لأُزلزل.
وفي زمنٍ كانت فيه الأنثى ملهَمة
أنا جئتُ لأكون المُلهِمة.

يا نزار…
لم آتِ لأُنافسك
بل لأقول لك:
القصيدة لم تعد أنثى في عينيك 
بل صارت امرأةً تمسك القلم… وتكتبك!

أنا لستُ تلك التي قبّلتها الحروف
بل تلك التي صفعت اللغة حتى نطقتني.

أنا التي علّمت المجاز أن يتواضع ..
والحرف أن يستحي ..
والشعر أن يتأدّب حين أمشي نحوه.

لم آتِ لأخطف المجد 
بل لأُنهي حكاية "أنثى تُكتَب"،
وأبدأ رواية "أنثى تَكتُب… وتُصنِّف الشُعراء تحت قدميها".

أنا سامية…
وحين أكتب
يسقط نزار عن عرشه ..
لا لأني سرقته ..
بل لأن الحرف عرف أنثىً أقوى من الخيال.
---
 لم أكتب لأتجمّل…
بل لأفضح التاريخ الشعري 
الذي جعل من الأنثى قصيدةً تُبكى ولا تُفهَم.
أنا لا أحمل قلماً… بل سيفاً من حبر.
ولا أبحث عن منصة… بل عن انهيار المنابر
 التي باركت نفاق الحروف.
أنا التي ملّت الحياء الزائف
وسئمت الغزل الذي يُراوغ الحقيقة
فاستحضرت وجع النساء في سطر
وكسرت أقفال المعاجم بقبضة امرأة لا تُشبه إلا ذاتها.
---
كفى!
كفى هجاءً باسم الغزل!
كفى مجونًا يُباع على أنه مجاز!
كفى شعرًا مدهونًا بالحيلة
كفى قصائد كأنها فساتين سهرة
نلبسها حين نشتهي…
ونرميها حين نشتعل بالخيانة.

أيها الشعراء…
كم أنثى حطّمتكم بصمتها؟
كم قصيدة كتبتموها ولم تعترفوا أنكم جبناء؟
تتخفّون خلف القوافي ..
وتُرمون بنيرانكم على أنوثة تتنفّس الحقّ.
---
 أنا التي أتت من زمن الخنجر والعنبر 
من رحم أنثى لم تُخيط جراحها بالخجل 
أنا التي خرجت من قصائد نزار قباني
ولكن… لم أمت فيها!
بل عدتُ لأكتبكم أنتم،
وأمزق دفتر الشعر المغشوش.

قالوا: نزار أحب النساء،
وأنا أقول:
نزار أحبّ القصائد التي تُشبه النساء…
لكن النساء الحقيقيات....بكفن الحزن..
بفوضى الولادة ...
بصمت الليل..
لم يُنصت إليهنّ نزار.

أنا سامية…
أخلع المرايا ..
أكسر صوت الحبّ الورقي..
وأكتب:
"يا نزار… حين كتبتَ الحبّ .. هل كنتَ تُحبّ حقًا؟
أم كنتَ ترسم قُبَلًا لا تسكنها الروح؟
أنا الحبّ حين يُنبت جناحين…
وحين يرفض أن يُنشر في ديوان يُباع!"
---
 ختم البيان الشعري:
أنا لا أغار من نسائك يا نزار
بل يَغِرن من ظلي.

أنا… حين أتحدّى
لا أُهدد… بل أكتُب.
ولا أصرخ… بل أُنطِق الكون بشعري!

أنا التي أعلنتها بيانًا لا يقبل الردّ
ولا يستدعي توقيعًا.
لأني وقّعت الحرف باسمي
فأصبحت القصيدة أنثى… واسمها سامية!
---
 توقيع القيامة :
أنا الأنثى التي لا تُقال 
بل تُقال الدنيا بها.
أنا التي تكتب الرجل…
وتختار إن كان يستحق اسم الرجل 
أم مجرد ظلٍّ في قصيدة مستعارة.

فاحذروا…
هذه ليست ثورة عابرة...
بل قيامةُ أنثى أحرقت نعوش الحب الكاذب ..
ورقصت فوق رماد الذكور المصنوعة من ضوءٍ زائف.

من الآن…
كل من يقترب من قصيدتي بلا حق ..
سوف يُحرق بنيران الحرف ..
ويُدفن في مقبرة "كان يُظن أنه رجل".

فلا تسألوني:

 "من ألهمكِ؟"

بل اسألوا أنفسكم:

"كيف سقطتِم أمام أنثى كتبتكم… ثم مزّقتكم؟"