رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

بيان من قلبٍ لم يُبعثره العشق… بل رتّبَه الألم بقلم د. سامية كيحل

بيان من قلبٍ لم يُبعثره العشق… بل رتّبَه الألم  بقلم د. سامية كيحل
جوهرة العرب

بيان من قلبٍ لم يُبعثره العشق… بل رتّبَه الألم 

د. سامية كيحل – دلوعتي الزرقاء – سفيرة التحدي والحرف المشتعل
---
يا من ظننتَ أن الحرفَ حين يُنشَر يكون انتصارًا…
هل قلتَ إنك شاعر؟

الشعراء لا يُطيلون البكاء في العلن
إلا إذا كان الحرفُ يرتجف فيهم، لا يرتفع.
من خنقه الصمت… كتب.
من ضاع صوته… صرخ.
لكن
ليس كل صرخةٍ قصيدة
ولا كل وجعٍ ملحمة.
---
قف الآن.
لا أمامي، بل أمام مرآة التاريخ.

هل رأيت نزارًا يستجدي فتاته بين منشورٍ ومنشور؟
هل قرأت المتنبي يردّ على امرأة؟
هل رأيت درويش يعتب على من أحبّ في زاويةٍ افتراضية؟
هل سمعنا عن عنترة ينشر فشله على هيئة أبيات؟
هل رأيت قيس يفضح ليلى في فضاء اللايكات؟
---
أنا أختلف معهم جميعًا… نعم
لكن ليس كما تختلف أنت مع اللغة.

نزار؟
كان عاشقًا، لكنه خان الأنثى حين اختصرها في جسد.
الميثاق عندي أعمق…
الأنثى وطن...لا خصر.
الأنثى وصية..لا غنيمة.

المتنبي؟
ما كتب للهوى…
بل للحرب...للخلود... للهوية.

درويش؟
ما كان شاعر حب…
كان شاعر وطن.

عنترة؟
لم يغازل عبلة في العام
كان يحميها،... لا يستعرض بها.

قيس؟
ذاب… لكنه صمت.
ما كتبها في كل زاوية..
بل ذاب ومات...دون ضجيج.
---
أما نحن؟

نكتب لا لنتلوّن
بل لنشهد.
نكتب لا لنُشفى
بل لنُنقذ الآخرين.
---
يا من كنتَ تُسمّى حبًا…
حين نشرتَ ما نشرت
أعلنتَ إفلاسك العاطفي في بورصة الصمت.
وبعتَ ما لا يُشترى.
أسقطت ما لا يُسقط.
---

فنحنُ من كتبنا ميثاقًا لا يُمسّ:

ميثاق الكرامة: ألّا نقف حيث يُباع الحب باللايكات.

ميثاق القصيدة: الأنثى حبرٌ لا يُجفّف على جدار النسيان.

ميثاق الصمت: ما يُقال لا يضاهي صمت من قررت أن ترحل دون ضجيج.

ميثاق الأنا: لا "أنا" حقيقية… حتى تموت "الأنا المتورّمة" في العلن.

ميثاق الشرف الشعري: من فقد امرأةً حقيقية… لا يجرؤ أن يكتبها ولو بشطر.
---
ثم…

من كتاب الغيم الأزرق إلى من ظنّ أنه شاعر:

ما أصعب أن تُنادي روحًا لم تعد تسكن اللغة
أن تلوّح لظلٍّ كان يومًا نبضًا
أن تبتسم لقلبٍ تحوّل مرآة
ينعكس فيها كل شيء…
إلا أنت.
---
ثمة من يكتب كثيرًا حين لا يجد نفسه
ومن ينشر حروفًا لا ليُبصر...بل ليهرب من مرآةٍ صادقة.

أيّ شاعرٍ هذا؟
يظن الحرفَ موجًا... وهو لم يعرف الغرق…
---
البعض لا يُتقن سوى العزف على وترٍ مبتور،
ويحسب أن التكرار وطن
وأنّ النشر المتتابع صلاة تُغفر بها الخيبات.

لكنّ الشعراء الحقيقيين؟
يصمتون حين تشتعل اللغة
ويكتبون حين تنضج النار
لا حين تختنق الذات.
---

ما عاد يعنيني من تكسّرت أقلامه في هوى المرايا
ولا من حسب "الميثاق" رغبة
ولا من قايض القصيدة بجسد
ولا الوطن بنهد
ولا امرأةً بحرفٍ يُدغدغ الغرور.
---
أخبروا نزار، المتنبي، عنترة، قيس، والجاحظ:
أنني اختلفت معهم،
فأنا لا أكتب شعراً…
أنا أؤسس ميثاقًا.

الأنثى ليست بيتًا يُسكن
ولا خصرًا يُوصف ..
بل صرخة أمّة
وميــثاق لا يُكتَب في حانة شهوة.
---
أنا ابنة الميثاق… لا القصائد.
أنا سيّدة الزُرقة
التي لا تفتح خزائنها لمن يهذي
ولا تركع على أعتاب مشاعر إلكترونية
تعاني من فقر المعنى، وتخمة النشر.
---
أنا لم أُمسّ
بل مسستُ الوجود بالحقيقة.
لم يُدنّسني عاشق
بل دنّستُ أوهامه حين نظرت في عينيه… ولم أجدني.
---
اسألوا النار عني
واسألوا الحبر عن سطوري،
واسألوا الليل عن أنيني الذي لم يُكتب.

واسألوا كل من مرّ بي:
هل خرج كما دخل؟
أم خُلق من جديد… ولم يعترف؟
---
نقطة نهاية؟
لا…
علامة استفهام محترقة:
هل كنتَ أنت؟
أم كنتَ فقط صدىً لصوتٍ لا يشبهك؟
---
بتوقيع:

امرأة لا تشرح،
لا تُجامل،
ولا تعود…
لكنها تكتبك كما لم تكتبك أمّك.
---
 د. سامية كيحل

دلوعتي الزرقاء – القصيدة التي لا تُكتب – سفيرة التحدي والسلام

من الألم
نُسج هذا البيان…
ولمن في قلبه مسٌّ من وهم،
فليقرأ مرتين.