د. طالب بن محمد البلوشي.. رائد الدراما العُمانية وسفير الفن العُماني إلى العالم

مسيرة فنية تجاوزت العقود الثلاثة، بصمتها راسخة في ذاكرة الدراما العمانية والعربية، إنه الفنان والمخرج والكاتب العُماني الدكتور طالب بن محمد البلوشي، أحد مؤسسي الحركة المسرحية والدرامية في سلطنة عُمان، وصوت من الأصوات الرائدة التي تركت أثرًا عميقًا في المشهد الثقافي الخليجي.

انطلقت رحلته الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر عام 1980، ليعود بعدها إلى وطنه محمّلًا بشغف المسرح وأدواته، مساهمًا في تأسيس اللبنات الأولى للدراما العمانية، ككاتب وممثل ومخرج ومنتج.

قدّم البلوشي أعمالًا إذاعية وتلفزيونية وسينمائية، وشارك في معظم المسلسلات التي أُنتجت في تلفزيون سلطنة عُمان، إضافة إلى ظهوره في إنتاجات خليجية لصالح تلفزيون الكويت والإمارات وقطر، ليصبح أحد وجوه الدراما الخليجية المألوفة.

في رصيده الفني مشاركة مميزة في مسلسل "الكعبة المشرفة” (1982) إلى جانب الفنان الراحل جميل راتب، ومن إخراج عادل صادق، وهو أحد أبرز الأعمال التاريخية التي نُفذت على مستوى عربي رفيع.

أما أحدث أعماله، فكان ظهوره اللافت في الفيلم الهندي العالمي "حياة الماعز”، الذي حظي باهتمام نقدي وجماهيري، وفتح أفقًا جديدًا لتجربة الفنان العُماني في السينما العالمية.

إلى جانب أعماله التمثيلية، تقلّد البلوشي عددًا من المناصب الفنية والإدارية، من بينها رئيس قسم الدراما بإذاعة سلطنة عُمان، ثم مدير دائرة الإنتاج التلفزيوني للدراما بتلفزيون سلطنة عُمان، وأخيرًا عمل كـ خبير دراما أول، ليساهم في تطوير المحتوى الدرامي المحلي وتدريب أجيال من الفنانين والكتّاب.

وفي الإنتاج السينمائي، قدم عدة أعمال قصيرة، كان آخرها فيلم "أقدام متسخة”، الذي قام بتأليفه وإخراجه، ليؤكد حضوره كمبدع متكامل قادر على صياغة الصورة والحدث والرؤية الفنية.

كتب د. طالب البلوشي العديد من مقدمات المسلسلات العمانية، التي عُرفت بعمقها الأدبي وبلاغتها، ما أضفى طابعًا خاصًا على تلك الأعمال وجعلها أكثر قربًا من الجمهور.

يمثل البلوشي اليوم ذاكرة فنية حيّة، ومرجعًا مهمًا في تاريخ الدراما العمانية، وإحدى الشخصيات التي أسهمت في رسم ملامح المشهد الفني الخليجي، بأسلوبه المتفرد وشغفه الدائم بالفن