رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الكاتبة سجى السليمان تكتب : فنجان قهوة… وطاقة حياة

الكاتبة سجى السليمان تكتب : فنجان قهوة… وطاقة حياة
جوهرة العرب - بقلم: الكاتبة سجا السليمان

أصنع قهوتي كما أرتّب روحي… بهدوء، وتأمل، ونيّة طيبة." – سجا

في روتين الصباح الهادئ، لم تكن القهوة بالنسبة لسجا مجرد مشروب؛ بل كانت طقسًا منزليًا يمحو هموم الليل ويمد روحها بالطاقة والسكينة. ففي كل فنجان تُحضّره، تجد سجا ملاذًا لتجديد ذاتها قبل أن تتوجه بابتسامتها وطاقتها الإيجابية نحو من حولها.
تؤمن سجا أن أول خطوة لنشر الطاقة الإيجابية في المجتمع هي الاهتمام بالنفس؛ فكيف يمكن أن يُضيء قلب آخر إذا لم تجد في قلبك مكاناً للدفء والسكون؟ ومن هنا، جاء عشقها للقهوة، ذلك المشروب الذي يحمل في طياته حكايات الصبر والتأمل. فهي تتذكر دوماً أن تكرس لنفسها لحظات من الهدوء والاستجمام مع فنجانها، لتكون قادرة لاحقًا على منح الآخرين لمسة من الراحة والدعم.
في كل صباح، كانت تقول:
لا أستطيع أن أنقذ أحدًا وأنا غارقة في همومي. إنما أُضيء دربه بمن أشعتها في نفسي."
وهكذا، تتجلى طريقتها في رسم بسمة على وجوه من حولها؛ سواء كانت بتقديم كوب من القهوة إلى صديقة متعبة أو بكلمة بسيطة تمنح الأمل لمن يبحث عن دفء إنساني. ليس الأمر عن إنجازات كبيرة تُعلن في الساحات، بل عن التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق الحقيقي في الحياة.
سجا تثبت أن الطاقة الإيجابية ليست بالضرورة أن تكون ضجيجاً أو فرحة مبالغاً بها، بل يمكن أن تكون هدوءاً مختبئاً في نظرة صادقة، أو في ابتسامة عفوية، أو في رائحة قهوة تعبق بالأمل. وفي كل فنجان، كانت تذكر نفسها والآخرين بأن الحياة تبدأ بالعناية بأنفسنا أولاً، ثم تمتد لمسة حبنا للآخرين.
بهذا الأسلوب المتواضع والبسيط، تُعيد سجا تعريف معنى الانتماء والمشاركة المجتمعية، وتؤكد أن لكل منا القدرة على إشاعة طاقة إيجابية تُحدث فرقاً في من حولنا، كما يُحدث الفنجان الصغير من القهوة تأثيراً كبيراً على صباح يوم جديد.