رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

مكاسب الذهب تتوقف وسط تصاعد الأمل بخفض سعر الفائدة الشهر المقبل وسط تفاقم المخاوف الاقتصادية‎

مكاسب الذهب تتوقف وسط تصاعد الأمل بخفض سعر الفائدة الشهر المقبل وسط تفاقم المخاوف الاقتصادية‎
جوهرة العرب


بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com

يميل الذهب إلى التراجع الطفيف اليوم بعد المكاسب بأكثر من 2% كان قد سجلها الجمعة الفائتة في حين لا يزال يحاول التماسك أعلى مستوى 3360 دولاراً للأونصة. 

الأداء الجانبي للذهب صباح اليوم يأتي بفعل العوامل المتعاكسة التأثير، وذلك ما بين تصاعد الأمل بإمكانية خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة في سبتمبر وما بين التشاؤم حول سلامة الاقتصاد بعد سلسلة البيانات الأخيرة إلى جانب عدم اليقين تجاه ملف المفاوضات التجارية.

فبعد أن بدأ الأمل حول الخفض المتعدد للمعدلات يتضاءل خصوصاً بعد التصريحات المتشددة من جيروم باول، باتت السوق أكثر تمسكاً بإمكانية الخفض في سبتمبر وتحقيق خفض بما قد يصل إلى 75 نقطة أساس قبل نهاية هذا العام. فوفق أرقام CME FedWatch Tool، ارتفعت احتمالية الخفض في سبتمبر إلى أكثر من 80% من 63% قبل أسبوع ومن 20% إلى 47% لإمكانية أن ينتهي العام مع الخفض بثلاثة أرباع النقطة المؤية عن النطاق الحالي.

جاء هذا بعد الأرقام مخيبة للتوظيف غير الزراعي والبطالة في يوليو الفائت حيث لم يضف الاقتصاد سوا 73 ألف وظيفة بعيداً عن التوقعات عند 106 إلى جانب ارتفاع البطالة إلى 4.2%. كما انكمشت أنشطة التصنيع بوتيرة أسرع من المتوقع وذلك وسط بيئة من الطلب الخارجي الضعيف وتراجع التوظيف في القطاع على ضوء عدم اليقين التجاري، وفق تقرير يوليو مديري المشتريات التصنيعي من معهد إدارة سلاسل التوريد.

لتعزيز فرضية الخفض هذه، تقدّمت عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أدريانا كوغلر، باستقالتها قبل انتهاء ولايتها، مما يمنح الرئيس ترامب فرصة غير متوقعة لتعيين عضو جديد وربما التأثير في قرارات الفيدرالي.

إلا أن مسار السياسة النقدية هذا لا يسير بمعزل عن مسار السياسة التجارية التي لم تحسم المفاوضات بشأنها إلى الأن خصوصاً مع الصين وكندا والمكسيك. حيث تنتهي مهلة تعليق التعرفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين في الأيام المقبلة في حين لم التوصل إلى اتفاق ينزع فتيل هذا التصعيد إلى الأن. 

على الرغم من الأمل الذي قد ساد بعد التوصل إلى اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي بعض دول آسيا، إلا أن الاتفاق مع الصين سيكون أكثر تعقيداً. ولا يمتلك الرئيس دونالد ترامب القدرة على فرض شروط تجارية على الصين كما فعله مع غيرها. 

حيث لا تمتلك الولايات المتحدة اليد العليا على الصين التي لا يزال في يدها العديد من أوراق الضغط. على سبيل المثال، كشفت وول ستريت جورنال عن تشديد الصين قيودها على صادرات المعادن الحيوية، مما تسبب في اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد الدفاعية الغربية، وكُشف عن اعتماد الجيش الأميركي العميق على العناصر الأرضية النادرة الصينية. وقد أدّت التأخيرات ورفض الشحنات، لا سيما للأغراض العسكرية، إلى تباطؤ الإنتاج وارتفاع تكاليف المواد ونقص في الإمدادات. ورغم جهود واشنطن لتنويع مصادرها، بما في ذلك استثمار البنتاغون بقيمة 400 مليون دولار، إلا أن البدائل الجاهزة لا تزال بعيدة سنوات، ما يبرز النفوذ الاستراتيجي لبكين وهشاشة القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية.

بهذا، فإن المسار التفاوضي قد يكون وعراً للغاية وقد يحمل العديد من الصدمات للسوق. فإن لم يتمكن ترامب من فرض شروطه التجارية على الصين فقد يلجأ إما إلى زيادة التصعيد أو تمديد المفاوضات إلى حين تحصيل شروط أفضل وكلا السيناريوين يحملان مخاطر متعددة. فحتى إن تم تمديد تعليق التعرفات، فإن حالة عدم اليقين المطولة تجاه مستقبل السياسة التجارية قد تبقى على حالة ضعف تدفق الاستثمارات وإضافة الوظائف وهذا ما تحدثت به تحديداً جملة التقارير السابقة وأبرزها تقارير مديري المشتريات.