مسافات واسعة تفصل بين الحفيد والجد! فالحفيد هو المستقبل، والجد هو الماضي.
ومن هنا يمكن تحديد العلاقات
بين الحفيد والجد بالعلاقات بين الماضي والمستقبل: الماضي حنين وشعور، والمستقبل علم وتكنولوجيا. ويمكن إلصاق كل مزايا الماضي وعيوبه بالجد، ويمكن إلصاق كل مزايا المستقبل ومخاطره بالحفيد!
ولا يحق لجد وضع أطر الماضي لتربية الحفيد.
(١)
الجد في الثقافات
تؤكد الثقافة العربية أن الجد هو رأس العائلة، ومالك الحكمة، ولذلك يقال: أنت ومالك لأبيك. فالجد العربي لا يقبل بأقل من تسمية الحفيد الأول على اسمه!
وبما أن أسماء بعض الجدود موغلة في القدم وعدم الملاءمة، وعدم القبول من زوجة الابن أو الابن، فإن تجاوز هذا التحدي يعتبر تمردًا ثقافيًا من الابن وزوجته.
أما في الثقافة الغربية فالوضع مختلف ، ففي السويد مثلًا يحق للجد قانونيًا أخذ إجازة ثلاثة شهور لرعاية الحفيد. وهذا يعني
الاعتراف الواضح بأهمية دور الجد في تربية الأحفاد. وبشكل عام فإن الجد في كل الثقافات يمثل الحكمة والهوية والتراث الثقافي، فهو القادر على سر قصص وغرائب من الماضي.
وفي الأردن أذكر أن مدرسة البكالوريا استدعتني لأحدث صفًا
يضم حفيدي عن حياتنا في الماضي.
(٣)
تزايد دور الأجداد
يمكن ملاحظة أن متوسط عمر الحياة ارتفع بشكل واضح، وهذا يعني وجود كثير من الأجداد على قيد الحياة. كما أن الأجداد أكثر استقرارًا نفسيًا وماليًا، وهذا يسمح للجد بدور أكبر في رعاية أبنائهم وأحفادهم. كما أننا قد نجد تقاربًا بين عمر الحفيد وعمر الجد قد يصل إلى أقل من عشرين عامًا؛ وهذا يعني أن الفجوة الثقافية والتكنولوجية لن تقف عائقًا أمام تدخل الجد في حياة أبنائه وأحفاده. فالجد مؤهل ثقافيًا ونفسيًا واقتصاديًا
للعمل في تربية الأحفاد.
(٤)
أسبوع مع كايد!
كايد عبيدات حفيدي، زارني هذا الأسبوع، وعمره ثلاثة شهور، كنا جميعًا متعطشين لكي يندمج في ثقافة أجداده، فزار حرثا، وشاهد معالمها، ودخل مضافة قويدر التحفة الحضارية والسياسية والنضالية. تنفس عبق التاريخ، وعبق الجغرافيا. شاهد شجرة الزيتون، ومسك بعض ثمراتها.