يشكّل ملتقى الشارقة الدولي للراوي واحداً من أبرز المنصات الثقافية التي تحتفي بفن السرد وحفظ التراث الشعبي الإنساني. وعلى مدار خمسة وعشرين عاماً، استطاع هذا الحدث أن يرسّخ مكانته كملتقى عالمي يجمع الرواة والباحثين والمبدعين من مختلف الدول، ليؤكد أن الشارقة باتت مركزاً رائداً في رعاية التراث وصون الذاكرة الإنسانية.
في يوبيله الفضي هذا العام، ينطلق الملتقى بفعاليات ثرية ومتنوعة تجمع بين الجلسات الحوارية والندوات العلمية والعروض الفنية والورش التدريبية، بما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه إمارة الشارقة – بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة – للثقافة والتراث كجزء أساسي من هوية الشعوب ووسيلة للتواصل بين الحضارات.
لقد نجح الملتقى، منذ انطلاقه عام 2001، في أن يكون منصة لحفظ التراث غير المادي، سواء من خلال جمع الحكايات الشعبية أو توثيق سير الرواة أو إبراز الفنون الشفاهية التي تُعد من أهم مكونات الذاكرة الجماعية. كما أسهم في خلق حوار حضاري عالمي حول أهمية صون الموروثات، وفتح المجال أمام الأجيال الجديدة للتعرف على كنوز الماضي والاستفادة منها في بناء المستقبل.
ويمثّل الاحتفال باليوبيل الفضي للملتقى محطة فخر واعتزاز، ليس فقط للشارقة والإمارات، بل لكل المهتمين بالشأن الثقافي حول العالم، إذ يؤكد أن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في الإنسان ذاته، وفي استمرارية الذاكرة الإنسانية التي تُعد أساساً للهوية والتنوع.
إن مرور ربع قرن على هذا الحدث العالمي ما هو إلا بداية لمرحلة جديدة من الإبداع والعطاء، تعكس رؤية الشارقة المتجددة في جعل الثقافة جسراً للحوار والتقارب بين الشعوب، وحصناً لحماية التراث من الاندثار