رسالة من أبناء قبيلة الحويطات في المملكة الأردنية الهاشمية إلى سعادة الشيخ سلمان بن معوض الغديري الحويطي حفظه الله / جمهورية مصر العربية

إلى سعادة الشيخ سلمان بن معوض الغديري الحويطي حفظه الله / جمهورية مصر العربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نرفع إلى مقامكم الكريم هذه المناشدة التي تنبع من قلوب صادقة، راجين من الله ثم منكم أن يكون لكم موقف يخلد في سجل العفو والصفح والإحسان، وذلك بالعفو عن المحكوم عليه بالقصاص إبراهيم السريعي الحويطي.

سعادة الشيخ،

إن الله تعالى يقول في محكم كتابه العزيز:

{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40].

ويقول سبحانه: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة: 237].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا» [رواه مسلم].

وقال صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس».

سعادة الشيخ،

نحن نعلم أن فقيدكم الغالي فقيد لنا جميعا، وأن له في قلوبكم منزلة ومعزة خاصة، فهو ابنكم وابننا، وفقده مصاب جلل على أهله وعلى عشيرته. ونعلم أن لفقده وقعاً أليما على والده ووالدته وزوجته وأخواته، نسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.

وكما أن ذوي المقتول يذوقون مرارة الفقد، فإن والدة القاتل اليوم تعيش حزناً عميقاً لا يوصف، وهي ترى ولدها ينتظر حكم الإعدام، وقد أنهكها الألم والفقد، كما أن وراءه أطفالا صغارا وزوجة ضعيفة وأبا شيخا كبيرا يحتاجون إلى من يعولهم.

إن ما حدث لم يكن إلا من نزغ الشيطان الذي قال الله عنه: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6]، فهو يسعى للتفريق بين الإخوة والأقارب، ويغذي العداوة والبغضاء.

سعادة الشيخ،

إن العفو عند المقدرة شيمة لا يقدر عليها إلا الكبار من أمثالكم، وهو باب عظيم للأجر والثواب عند الله، وسبيل لدوام المحبة والألفة بين الإخوان. وإن أنتم عفوتم، كتب الله لكم رفعة في الدنيا والآخرة، وأجرا عظيما لا يضاهيه أجر.

نسأل الله أن يجزيكم عن هذا الصفح خير الجزاء، وأن يجعل عفوكم هذا قربة له في ميزان حسناتكم، وأن يرفع مقامكم ويبارك فيكم وفي ذريّتكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أبناء قبيلة الحويطات

في المملكة الأردنية الهاشمية

المحامي سامي بن جارد الحويطات