أكدت إحصاءات المجلس الأعلى للسكان أن كبارالسن (60 سنةفأكثر) يشكّلونحوالي 5.4٪ منسكانالأردنحالياً،والتوقعاتتشيرإلىأنالنسبةسترتفعإلى 7.7٪ بحلولعام 2030 وإلى 13.5٪ بحلولعام 2050.
يعاني المسنون تحديات تؤثر في حياتهم اليومية، أبرزها التراجع في الصحة كضعف النظر والسمع ومشاكل المفاصل، وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة كالضغط والسكري وأمراض القلب، والمشكلات النفسية والاجتماعية والشعور بالوحدة والعزلة بعد فقدان شريك الحياة أو ابتعاد الأبناء، وضعف الدعم المادي وعدم توفر الرعاية. هذه الظروف تجعل المسنين في حاجة ماسّة إلى اهتمام خاصلضمان عيش كريم يليق بما قدموه طوال حياتهم.
الرعاية الصحية والنفسية على قائمة الأولويات
وفي ظل الحاجة المتزايدة في الدول الفقيرة والتي تنهشها الحروب أو الكوارث البيئية والفقر، تغفل العديد من المؤسسات الخيرية عن رعاية هذه الفئة. لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development رغم مسئولياتها العديدة وضعت برامجاً عملية وفعالة، حيث تقول فيكي روب مديرالبرامجالوطنيةوالدوليةبالمؤسسة: "وفقاًلتقارير صندوقالأممالمتحدةللسكانيبلغنسبةكبارالسن (60 سنةومافوق) حوالي 8٪ منسكانالعالماليوم،وفيالعالمالعربييُتوقَّعأنيرتفعمنحوالي 27 مليونشخصعام 2015 إلى 50 مليونفي 2030،ثمإلىأكثرمن 80 مليونبحلولعام 2045 ،كماأنبعضالدولالعربيةستكونفيهانسبةكبارالسنأعلىمننسبةالأطفال (تحت 15 سنة) بحلولمنتصفالقرن،مثللبنان،ودولالخليجوبعضدولالمغربالعربي.
ومن خلال برامج "لايف" في 60 دولة حول العالم عملنا فيها خلال 34 عاماً مضى نعمل على وضع المسنين ضمن قائمة أولوياتنا من خلال معظم برامجنا سواء في الإغاثات العاجلة، ورعاية اللاجئين أو البرامج المستدامة وتطوير المجتمعات، كالمشروعات الطبية وتوفير المياه النظيفة، والمشروعات الموسمية، وبرامج الدعم الأسري وحتى مشروعات الكفالات والتعليم كما سنوضح.
للمسنين في مخيمات الإيواء والنازحين حق معلوم!
كما تواصلنا مع ندى هارون مدير مكتب "لايف" الأردن والتي تتحدث عن أنشطتهم المستمرة بهذا الخصوص قائلة: " نعمل على دعم كبار السن الأكثر احتياجاً في دور المسنين منمختلفالديانات، حيث يسعدون بالجلسات الحوارية والاستفادةمنخبراتهموحكاياتهمالتيتشكلرصيداًإنسانياًغنياً، بجانب تقديم الوجبات الغذائية المفيدة والهدايا الرمزية المفيدة، كما يعمل فريق المتطوعين لدينا على دراسة احتياجات هذه الفئة، كالاحتياج لورشلتعليمأساسياتالتكنولوجياللتواصلمعالعائلة، وأنشطةتعليميةوهواياتترفيهيةتناسبقدراتهم، وبرامجلدمجخبراتهموحكمتهمفيخدمةالمجتمع.
وبشكل عام فللمسنين حقخلال أنشطة "لايف" حول العالم من خلال توفيرالأدويةالأساسية، وتقديمفحوصاتطبيةدوريةوخدماتعلاجمستمر، ودعمتوفيرممرضينأوفرقطبيةمتنقلةلمتابعةالحالاتالحرجة. كما نعمل على تأمينوجباتغذائيةمتوازنةبشكلدوري، ونوفر الملابسوالأغطيةخاصةفيفصلالشتاء، بالإضافة لتقديممساعداتماليةلتغطيةاحتياجاتالحياةاليومية لكبار السن الذين يعولون الأيتام خاصة.
ولم نغفل عن الجوانبالنفسيةوالاجتماعيةمنخلالتنظيمأنشطةوبرامجاستماعوجلساتدعمنفسيتساعدهمعلىالاندماجوالتخفيفمنشعورالوحدةوالعزلة، وإشراكهمفيفعالياتمجتمعيةتُشعرهمبقيمتهم، وتساهمفينشرالوعيالمجتمعي،ممايعززقيمالتكافلوالتراحمفيالمجتمعات، وبضرورةردالجميللهذهالفئةالتيقدّمتالكثير،وبأهميةغرسقيمالاحتراموالتقدير، ودورالمؤسسات هوسدالفجواتالتيقدتعجزالأسرأوالحكوماتعنتغطيتها لهذه الفئة".
وتتفق معها نور سوالمة مدير مكتب "لايف" فلسطين بأن جهودهمعلىالأرضهوبمثابةخلالتسليطالضوءعلىالدورالحقيقيللمنظماتالإنسانية مضيفة: "منخلالمشروعنا الأخير في بيت لحم وبين ساحور وبيت جالاعملناعلىدعمكبارالسنالذينيحتاجونإلىرعايةمستمرة،لكنهمقديكونواعزيزيالنفسفلايطلبونالعون رغم أنهم الفئة الأكثرضعفاً خاصة أصحابالإعاقات.
وفي غزة نعمل على تقديم المساعدات الإغاثية والطبية ومستلزمات المواسم في مخيمات النزوح للأسر الأكثر تضرراً والتي غالباً ما تحوي كبار السن والذين يعانون الأمراض المزمنة، أو فقد الأبناء خلال الحرب، فأصبحوا فجأة مسئولين عن أيتام رغم أنهم أصلاُ بحاجة لمن يتحمل مسئوليتهم!
استغاثة صامته ... لاحتياجات عاجلة
وقد عبر العديد من كبار السن عن مشاعرهم خلال هذا المرحلة واحتياجاتهم التي قد لا يفصحون عنها بشكل مباشر حيث يقول أبو محمود 54 عاماً من الأردن " انضمامي الجديد لدار المسنين جعلني أعاني من الصمت القاتل، أسعدني فريق المتطوعين بحديثهم الممتع وأدبهم الجم في فن الاستماع لكبار السن وعدم مقاطعتهم".
ويتفق معه أبو ناصر 71 عاماً من غزة قائلاً: "لم ترحم الحرب هرمي، فوجدت نفسي مسئولاً عن 6 أطفال بعد وفاة ابني وزوجته، وتوفير السلال الغذائية وأدوات العناية الشخصية والمياه حفظ قلبي من الخوف المستمر لأن يخرج حفيدي الطفل للمخاطر ليعولنا جميعاَ، كما كان لتوفير "الحمامات" راحة كبيرة لي ولزوجتي في مخيمنا".
ومن أفغانستان كانت فاطمة 73 عاماً قد خرجت من تحت أنقاض الفيضانات حيث تقول: "كنت في هلع شديد ولا أقوى على الحركة ولا الكلام، وفرت لنا لايف أماكن الإيواء الكريم، كما عملت على توفير الرعاية الطبية نظراً لما تعرضنا له".
وتضيف عائشة جول من تركيا 67 عاماً: "عقب زلزال كهرمان مرعش وجدنا أنفسنا في العراء نواجه الخوف وبرد الشتاء القارس، تعقبتنا "لايف" بعد النزوح وتكفلت بكل ما نحتاج بداية من الإيواء ومرروا بالأدوية والملابس والسلال الغذائية، وتابعت شئوننا حتى استقر وضعنا".
وقد نجى أبو عامر 78 عاماً من التجمد برداً في مخيمات الشمال السوري قائلاً: "دعمتني "لايف" بتوفير بيت في قريتهم السكنية حيث عانيت بسبب شتاء الخيام لسنوات طويلة، وأصبحت الآن في أمان".
خوف وقهر ... واحتياج للأمان
ويتفق معه الحاج إدريس من المغرب 63عاماً قائلاً:" لا أنسى محاولات رجال الإغاثة من "لايف" تخفيف عبء الخوف والقهر عقب الزلزال، زارونا في المخيمات ووفروا لنا كل ما نحتاج".
ومن السودان كانت إيمان 59 عاماً تصارع الموت مع ابنتها الحامل وأطفالها في العراء: "هربنا من الحرب لنواجه قطاع الطرق حتى وصلنا مصر آمنين، فتولتنا "لايف" بالإيواء وإمدادنا بالطعام والأدوية، والكشوفات الطبية لي ولابنتي".
لكن سيمون 65 عاماً من لبنانكانت له معاناة أخرى حيث يقول: "قضاء الحاجة بشكل كريم كانت أكبر معاناتي، فمع توفير الاحتياجات الطبية تيسر على ذلك ولم أعد في خجل مستمر ممن حولي".
وفي الدومينيكانجلس الجد " بيدرو" 71 عاماً وعينه تبرق بلمعان المياه العذبة وهو يرى أحفاده في سعادة لأن "لايف" عملت على إعادة تأهيل مدرستهم، والتي أعادتهم لصفوفهم الدراسية مجدداً، ووفرت عليه التواصل مع المتبرعين لاستجداء عطفهم بالمال لأجل أيتامه".
وبنفس المشاعر كانت جميلة 70 عاماً من اليمن والتي كست ملامحها تعب الدهر كله سعيدة بالإغاثات العاجلة عقب فيضانات اليمن، حيث كانت هي وأمثالها على قائمة الأولويات، مما أضفى عليها شعوراً بالراحة والعدل.
وفي سيراليون كانت مشاعر الامتنان تغطي ابتسامة فاطوماتا 58 عاماً وهي في سريرها بالمشفى وقد فوجئت بفريق "لايف" يوزع الطعام المدعم بالفيتامينات لكبار السن ممزوجاً بكلمات الدعم وروح الحب والتضامن".