نستيقظ على صور لأصدقاء يسافرون، وآخرين يحتفلون، وغيرهم يعيشون "نسخة مثالية من الحياة”. نقلب الشاشة… فنقلب مزاجنا دون أن ندري.
هذه الظاهرة تعرف في علم النفس باسم "متلازمة المقارنة” (Comparison Syndrome)، وهي النزعة اللاشعورية لمقارنة الذات بالآخرين. أظهرت الدراسات أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل يزيد القلق وعدم الرضا بنسبة تصل إلى 25%، خصوصًا لدى الشباب.
لماذا المقارنة مؤذية؟
• المقارنة تقارن كواليسنا بواجهة الآخرين، ما يولّد شعورًا بالنقص.
• الدماغ يفرز الدوبامين الطبيعي عند الإنجازات، لكن متابعة "الحياة المثالية” تقلل إفراز الدوبامين، ما يزيد الرغبة في المزيد والمزيد.
• قد يظهر القلق، فقدان الرضا، وأحيانًا أعراض جسدية مثل صداع التوتر أو الأرق.
المفارقة أن الشخص الذي نحسده ربما ينظر إلينا بالغيرة ذاتها. الجميع يقيس نفسه على مقياس مشوّه من الكمال المصوّر.
كيف نتحرر من فخ المقارنة؟
• الوعي الرقمي: قلل وقت متابعة المحتوى الذي يولد شعورًا بالنقص.
• ممارسة الامتنان: كتابة ثلاثة أشياء تشعر بالرضا تجاهها يوميًا يغير الكيمياء العصبية ويزيد السعادة.
• مقارنة نفسك بنفسك فقط: ركّز على تقدمك الشخصي وليس ما يفعله الآخرون.
• التواصل الواقعي: بناء علاقات حقيقية يدعم الصحة النفسية أكثر من اللايكات الافتراضية.
الرضا الداخلي لا يأتي من امتلاك المزيد بل من فهم أن ما لدينا كافٍ. تعلم إعادة توجيه الانتباه إلى حياتنا الحقيقية هو المفتاح للسلام النفسي في عصر الصور المثالية