رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

العين السابق عبدالحكيم الهندي يكتب : الأردن والإمارات .. إصرارٌ على علاقات أخوية أكثر عمقاً وقوة

العين السابق عبدالحكيم الهندي يكتب : الأردن والإمارات .. إصرارٌ على علاقات أخوية أكثر عمقاً وقوة
جوهرة العرب 

مع احتفال دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، بعيد الإتحاد الـرابع والخمسين، والذي جاء تحت شعار "متحدين"، يقفز إلى الذهن مباشرة تلك العلاقة الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين الأردن والإمارات، والتي قامت منذ سنوات طويلة وليس الآن فحسب، فهذه العلاقات وعلى مدى كل تلك السنين، والتي غرس جذورها الضاربة في الأرض، المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد آل نهيان، وجلالة الملك الحسين بن طلال، رحمهما الله، وصلت حد التطابق في عهد صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ففي كل الملفات، كان البلدان يتفقان على رؤية واحدة، لا سيما في تلك الملفات التي تعتبر مصيرية للأمتين العربية والإسلامية، ومنها قضية فلسطين المحتلة، القضية العربية المركزية، فلطالما كانت عمان وأبو ظبي تتطلعان إلى وقت يسود فيه السلام وتتحقق فيه أماني وأحلام الشعب الفلسطيني الشقيق في دولة فلسطينية ناجزة قابلة للحياة. 
وفي هذه المحطة على وجه الخصوص، فإننا لا تنسى تلك الشراكة بين الأردن والإمارات في إغاثة الفلسطينيين بقطاع غزة، وتسيير الطائرات إلى القطاع لإيصال الطعام إلى شعب كان يُقتل ويُشرد كل لحظة، فكانت تلك يد حانية تمتد إليهم في لحظات هي الأصعب والأقسى.
وهكذا كان ذات الموقف الأردني والإماراتي إزاء كل الملفات، فتغليب لغة الاعتدال، وتقديم الإنسانية على سواها بعيداً عن المصالح الضيقة والأطماع، هو العنوان الأساس.
وأما على الصعيد الاقتصادي، فلطالما كانت العلاقات بين البلدين الشقيقين نموذجاً يحتذى، 
فالدولتان الشقيقتان ترتبطان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، إذ تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي ساهمت في تعزيز وتوطيد العلاقات وارتفاع حجم التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات في البلدين، ومن أبرز الاتفاقيات اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل.
وفي ذات السياق، فقد تطورت التجارة الخارجية بين البلدين بشكل مضطرد إلى أن تجاوزت المليارات من الدولارات، وهي ما تزال في تزايد، مما يؤشر إلى تنامي التجارة الخارجية لتصل إلى مستويات متقدمة تعكس عمق العلاقات الاقتصادية وتلبي طموحات وتطلعات قيادتي البلدين الشقيقين ورغبة حكومتيهما في زيادة وتنمية العلاقات مستقبلاً.
ومؤخراً، وفي تشرين الأول من العام الماضي، شهد جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تُعد محطة مفصلية في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، ونقلة نوعية نحو شراكة استراتيجية طويلة الأمد تسهم في تحفيز الاستثمار ورفع حجم التبادل التجاري ودعم القطاعات الحيوية، لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني للبلدين.
وتستهدف هذه الاتفاقية تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات الاقتصادية،وبما يُعظّم الاستفادة من الفرص المتاحة ويعزز إمكانية تحقيق التكامل في العديد من القطاعات.
ويستهدف كل من الأردن والإمارات من خلال هذه الشراكة التاريخية، زيادة قيمة التجارة الثنائية غير النفطية إلى أكثر من 8 مليارات دولار بحلول عام 2032 بعد أن وصلت قيمتها إلى 5.6 مليار دولار العام الماضي.
وبموجب الاتفاقية سيتم إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز التجارية، ما يحسّن الوصول إلى الأسواق ويوطّد سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية.
ويذكر في هذا المقام أيضا، أن أكثر من 300 ألف أردني، يقيمون في دولة الإمارات منهم نحو 15 ألف رجل وسيدة أعمال، ما يعكس قوة الروابط البشرية والاقتصادية بين البلدين، وهؤلاء يعملون في شتى المجالات وساهموا إيجاباً، وبشكل لافت، في كل القطاعات التي عملوا بها، إذ يعملون بجد وإخلاص وتفانٍ وكأنهم يعملون في بلدهم الأردن.
الحديث عن علاقات الشقيقين، الأردن والإمارات يطول، لكن تلك محطات كان لا بد من الإضاءة عليها للتأكيد على عمق تلك العلاقات وقوتها ورسوخها، ولعل الأيام والسنوات المقبلة ستحمل أكثر وأكثر من كل ما يمكن أن يزيدها ترسيخاً وقوة.