تعدّ المخدرات إحدى أخطر الآفات التي تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، لما تخلّفه من آثار مدمّرة تطال الفرد والأسرة والدولة على حدٍّ سواء. وقد ازدادت خطورة هذه الظاهرة في العصر الحديث مع تنامي شبكات التهريب والترويج، وتطور أساليب الجريمة المنظمة، مما جعل مواجهة المخدرات ضرورة وطنية وأمنية لا يمكن التهاون فيها.
وفي إطار اهتمام العلوم العسكرية بحماية الأمن الوطني وتعزيز المناعة المجتمعية، يأتي هذا التقرير لتسليط الضوء على مفهوم المخدرات، أنواعها، أسباب انتشارها، وأهم المخاطر الصحية والاجتماعية والأمنية الناجمة عنها، إضافة إلى استعراض الجهود الوطنية والعسكرية المبذولة في مكافحة هذه الظاهرة والحدّ من آثارها.
ويهدف هذا التقرير إلى إبراز أهمية الوعي والوقاية باعتبارهما خط الدفاع الأول في حماية الشباب والمجتمع، وترسيخ دور المؤسسات الأمنية والعسكرية في حفظ الأمن ومواجهة التحديات المرتبطة بالمخدرات.
فمتى تم إنشاء مكافحة المخدرات ؟!
أُنشئت مكافحة المخدرات في الأردن (إدارة مكافحة المخدرات — التابع لـمديرية الأمن العام):
أول مكتب مختص بمكافحة المخدرات أُسس في عام 1968م تحت إدارة التحقيقات الجنائية.
ثم في 4 يناير 1973 تم إنشاء إدارة رسمية لمكافحة المخدرات في الأردن.
تعد المخدرات محرمة شرعاً لأنها تخالف احكام الشريعة الإسلامية
فما هي المحاور التي تقدمها دائرة مكافحة المخدرات ؟
1.محور توعوي: الدرهم وقاية خير من قنطار علاج فيجب التوعية من خلال الوقاية من خطر المخدرات وتوعية الأفراد من خطر هذه المواد المخدرة والمذهبة للعقل
2.المحور العملياتي : قانون المخدرات هو قانون خاص حيث وظيفة مديرية مكافحة المخدرات هي ضبط كل متعامل في المواد المخدرة سواء كانت تعاطي أو ترويج وإحالته إلى القضاء حيث الخطة القضائية هي التي تحاكم المتهم بناءً على قانون
3.محور العلاجي:حيث إدارة مكافحة المخدرات ومديرية الأمن العام قاموا بإنشاء مركز علاجي لمرضى الإدمان
حيث هناك مادة في القانون الأردني تنص على "كل من تقدم على نفسه أو من ذويه إلى العلاج يبتعد عن العقوبة" حيث إعطاء الشخص فرصة بالتغير إلى الأحسن والابتعاد عن الإدمان والعلاج فيه سري
مركز العلاج يعتبر أول مركز في الشرق الأوسط يعالج الإدمان من قبل الدولة
موقعه في المدينة الرياضية في دولة الأردن
ومن مميزات مركز العلاج الأردني التي تميزه عن باقي الدول إنه:
1.تتبع لورزاة الصحة
2.تتبع لجهات خاصة
3 . هو مركز تابع لمديرية الأمن العام
4.اضافة طابع السرية على مرحلة العلاج من حيث وجود أطباء مختصين لهذا النوع من الإدمان
ما هو تعريف المخدرات ؟
هو كل مادة طبيعية أو خام أو مصنعة تحتوي على عناصر إما أن تكون مهدئة أو منبهة أو مهلوسة تؤثر على الجهاز العصبي والتنفسي في جسم الإنسان
وتعد المستحضرات الطبية من الأنواع المخدرة ولكنها تندرج تحت إشراف طبيب وصرفها بوصفة طبية
ما هي أسباب تعاطي المخدرات ؟
1. الضغط النفسي: الهروب من القلق، الاكتئاب، أو المشاكل العاطفية.
2. رفاق السوء: التأثير القوي للأصدقاء المحيطين.
3. الفضول وحب التجربة: خاصة لدى فئة الشباب.
4. ضعف الرقابة الأسرية: غياب المتابعة والتوجيه.
5. المشكلات الأسرية: مثل العنف الأسري أو التفكك.
6. الفراغ والبطالة: عدم وجود هدف أو نشاط يشغل الوقت.
7. الجهل بمخاطر المخدرات: أو الاعتقاد الخاطئ بأنها تعطي طاقة أو سعادة.
8. سهولة الحصول على المخدرات: في بعض البيئات أو المناطق.
9. الأمراض النفسية غير المعالجة: مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب.
والسبب الأساسي للجوء إلى الإدمان هو البحث عن السعادة أو الهروب من ألم
وتعد المخدرات مرتبطة بالجرائم الأخرى مثل القتل والسرقة والنهب
فما هو الإدمان ؟
الإدمان هو حالة نفسية وجسدية يفقد فيها الشخص السيطرة على تعاطي مادة معينة (مثل المخدرات، الكحول، الأدوية) أو ممارسة سلوك ما، ويستمر فيه رغم معرفته بالأضرار الخطيرة التي يسببها.
باختصار:
هو اعتماد قوي يجعل الشخص يشعر بأنه غير قادر على التوقف، لأن جسمه وعقله أصبحا مرتبطين بالمادة أو السلوك.
يتضمن الإدمان:
رغبة شديدة للتعاطي.
فقدان السيطرة على الكمية أو التكرار.
ظهور أعراض انسحاب عند التوقف.
استمرار التعاطي رغم الأذى الصحي والاجتماعي والنفسي .
ما هي أهم النصائح للمجتمع للإبتعاد عن عالم المخدرات.
1. تعزيز الوعي
نشر معلومات صحيحة عن مخاطر المخدرات في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام.
تنظيم حملات توعوية مستمرة تستهدف الشباب وأولياء الأمور.
2. تقوية الروابط الأسرية
بناء علاقة حوارية بين الأهل والأبناء تقوم على الثقة والاحترام.
متابعة سلوك الأبناء وملاحظة أي تغيّرات غير طبيعية.
3. ملء وقت الفراغ بأنشطة مفيدة
تشجيع الشباب على الرياضة، والهوايات، والأنشطة التطوعية.
توفير أماكن آمنة ومراكز شبابية تستقطبهم بشكل إيجابي.
4. اختيار أصدقاء صالحين
الابتعاد عن رفاق السوء.
تعزيز مهارة قول "لا" لأي سلوك ضار.
5. اللجوء للمساعدة مبكرًا
طلب الدعم النفسي أو الطبي عند ظهور بوادر اضطراب نفسي أو سلوكي.
توفير خطوط ساخنة ومراكز علاج متاحة بسهولة.
6. تقوية القيم الدينية والأخلاقية
تعزيز الوازع الديني والأخلاقي الذي يردع الفرد عن السلوكيات الخطرة.
7. تشديد الرقابة المجتمعية
الإبلاغ عن أماكن بيع أو ترويج المخدرات.
دعم جهود الأمن في مكافحة التهريب والترويج.
8. خلق فرص عمل
الحد من البطالة التي قد تدفع بعض الشباب نحو التعاطي.
دعم المبادرات الاقتصادية لتوفير بيئة مستقرة.
وفي الختام، يتبيّن لنا أن مشكلة المخدرات ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل هي خطر حقيقي يهدد الفرد والمجتمع على حدٍّ سواء. إن مواجهتها تتطلب وعيًا جماعيًا، وتعاونًا مستمرًا بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والأمنية والصحية. والتزام كل فرد بدوره في الوقاية والتوعية هو الأساس لبناء مجتمع خالٍ من الإدمان، يسوده الأمن والصحة والاستقرار.