رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي يواصل فعاليات دورته التاسعة

مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي  يواصل فعاليات دورته التاسعة
جوهرة العرب 
 

الشارقة: 15 ديسمبر

برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تتواصل فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي تنظمه دائرة الثقافة وتجري فعالياته في منطقة الكهيف.

 

وفي حضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة مدير المهرجان، استُهلت أنشطة اليوم الثالث من المهرجان بالمسامرة الفكرية التي جاءت تحت عنوان: «المسرح الصحراوي وجماليات السير الشعبية العربية». أدار جلسات هذا اليوم الفنان عبدالله راشد (من الإمارات).

 

المسامرة الفكرية

وجاءت المداخلة الأولى تحت عنوان: "جماليات القيمة في شكل ومضمون المسرح الصحراوي"، وقدمها الناقد المصري عبدالرازق حسين الذي أعرب عن إعجابه بتجربة المهرجان، معتبراً إياه منصة جديدة وفاعلة لاستعادة ومقاربة التراث العربي.

وفي حديثه عن مضامين المسرح الصحراوي، أشار حسين إلى أن الحكايات والسير والملاحم الشعبية العربية تُعد من أهم مصادر القيمة في بناء الحبكة والأفكار والشخصيات للعروض المسرحية. فهي تتميز بأبعاد درامية عميقة قابلة للتكييف والتطوير مع كل تجربة، كما أن بنيتها اللغوية مركبة يمتزج فيها النثر مع الشعر والكلام العادي. وأكد على أن هذه السير، بما تقدمه من صور للبطولة والفروسية وإغاثة الملهوف، تُعبّر عن الأخلاق والقيم الاجتماعية العربية، وتمثل تعبيراً فنياً ملهماً عن الهوية العربية والشعور الجمعي.

وفي حديثه عن أشكال عروض المسرح الصحراوي، أوضح الباحث المصري أن تقديم العروض في الفضاء الصحراوي المفتوح يمثل تجاوزاً لنمطية "العلبة الإيطالية" للمسارح المغلقة، ويحوّل عناصر الطبيعة (مثل الكثبان والرمال والتلال) إلى جزء عضوي من مشهد العرض. ونوّه بأن المخرج المبدع يستطيع التغلب على المشاكل الفنية للفضاء المفتوح (كالصوت والإضاءة) وتحويلها إلى قيمة جمالية مضافة باستخدام التقنيات الحديثة لخلق فرجة مسرحية مبهرة وفريدة تتخطى حدود وإمكانات المسارح التقليدية.

وفي مداخلته المعنونة: «موقع السيرة الشعبية في الفرجة الصحراوية»، اتخذ الباحث التونسي يوسف مارس "السيرة الهلالية" نموذجاً لإبراز الإمكانات المسرحية المتوفرة في السير الشعبية العربية، وهو أشار إلى أن أحداث السيرة الهلالية تتجسد في المسرح الصحراوي عبر مجموعة من المؤدين الذين يدمجون بين الحكي والتشخيص.

كما أن السينوغرافيا تعتمد على حضور الممثل وعلاقته بالعناصر الطبيعية في الصحراء (الرمال، الكثبان، الخيم)، بينما تلعب الموسيقى الشعبية دور ضابط الإيقاع للعرض، حيث تُوظف الطبول والدفوف والمواويل والإنشاد الهلالي للتحكم في زمن العرض ولوحاته المشهدية.

 

وأكد الباحث التونسي أن شكل العرض يأتي في هيئة "حلقة"، وهو ما يتيح للممثلين إشراك المتفرجين على نحو يسهم في تعزيز تفاعلهم وفي خلق فرجة إبداعية متكاملة في مضمونها وشكلها.

وأكدت الباحثة العمانية الدكتورة وفاء الشامسي في مداخلتها: "المسرح الصحراوي وجماليات الحكاية الشعبية"، أن مشاهداتها لعروض المهرجان في دوراته السابقة أثبتت أن السير الشعبية، من خلال حبكاتها وشخصياتها ومشهدياتها، قابلة للتحوّل إلى عروضٍ حيّة تتناغم مع الفضاء الصحراوي في انفتاحه واتساعه.

وأضافت الشامسي أن السمات الملحمية لهذه السير – بطابعها البطولي، ولغتها المركّبة، وطابعها الجماعي – تُعدّ من أهمّ المُمكنات التي يمكن توظيفها في تطوير تقنيات الأداء والإخراج المسرحي في البيئات الطبيعية المفتوحة. وخلصت إلى أن المسرح الصحراوي هو مشروع ثقافي يُعيد الاعتبار لجماليات المكان والإنسان والذاكرة.

 

عرض

في برنامج العروض، عرضت عند الثامنة مساءً مسرحية "الزير سالم"، تأليف وإخراج جمال ياقوت، وأداء فرقة "مجموعة الإبداع" المصرية، في حضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة رئيس المهرجان، والعديد من الفنانين والمهتمين.

وتدور أحداث العمل حول صعود «كليب» إلى العرش بعد أن قتل هو وأخوه «سالم» وابن عمه «جساس» التبعَ حسان اليماني. لكن نهج كليب في الحكم يثير حنق ابن عمه جساس الذي تحرّضه خالته البسوس على قتله. يقوم جساس بقتل كليب غدراً بعد أن قتل هذا الأخير ناقة البسوس «سراب». بعد ذلك، يرفض شقيقه الزير سالم كل محاولات الصلح، ويطالب بعودة كليب حياً، مُعلناً بداية حرب ضروس بين القبيلتين استمرت طويلاً.

وشارك في تمثيل العرض: مصطفى عامر، مشيئة رياض، شريف طارق، محمد صادق، عبدالرحمن عثمان، مازن معتز، أحمد زغلول، ندى جمال، يوسف جمال، محمود صلاح، محمد بسيوني، طارق أبوزيد، يحيى طارق، سماء الطويل، ساندي هاني.

 

المسامرة النقدية 

في المسامرة النقدية التي تحدث فيها بصفة رئيسة الباحث أيمن حماد (مصر)، أشاد المتداخلون بنص العرض الذي اختزل بطريقة متقنة طول وتفاصيل الحكاية المستلهمة لتقدم في ساعة زمن. كما أثنوا على جهود مصمم السينوغرافيا الذي نجح في إضفاء جماليات بصرية جذابة على المشهد العام للعرض.

وبنهاية المسامرة، قام أحمد بورحيمة، مدير المهرجان، بتكريم فريق العرض ومدير المسامرة النقدية.