إنجازٌ أكاديمي جديد يُضاف إلى مسيرتكِ العلمية المميّزة، ويؤكد أن حضوركِ في الحقل الفكري ليس مجرد طرحٍ نظري، بل رؤية واعية تنطلق من فهم عميق للواقع، وتستشرف آفاق المستقبل، وتُسهم في ترسيخ وعيٍ قيادي أكثر مسؤولية وإنسانية.
يجسّد هذا الكتاب فهمًا ناضجًا لمفهوم القيادة في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات، ولم تعد فيه الحلول التقليدية كافية. وهو طرح يضع الإنسان في صميم العملية القيادية، ويُعلي من شأن القيم قبل النتائج، ويقدّم القيادة بوصفها فعل تأثير وبناء، لا مجرد إدارة أو ممارسة سلطة.
ويتميّز هذا العمل بقدرته على قراءة التغيير بوعي واتزان، ومخاطبة الواقع دون تهويل، وفتح مساحات جادّة للتفكير بدل تقديم إجابات جاهزة، مانحًا القارئ أدوات فكرية تعينه على فهم التحوّلات واتخاذ القرار بثبات في عالم سريع التقلب.
يحمل هذا الإصدار رسالة واضحة مفادها أن التغيير مسار مستمر، لا حدثًا عابرًا، وأن قيادته تتطلب وعيًا فكريًا، وشجاعة معرفية، واتزانًا إنسانيًا. فهو يذكّر بأن القائد الحقيقي هو من يُحسن الإصغاء قبل التوجيه، ويفهم التحوّلات قبل إدارتها، ويقود بالقدوة قبل القرار، في زمن نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى نماذج قيادية تعيد للمعنى مكانته وللإنسان أولويته.
وأفخر بكِ أختًا وباحثة، وبجهدٍ صادق لم يكن يومًا سعيًا للظهور، بل إيمانًا راسخًا بدور العلم في البناء والتأثير. هذا الكتاب امتداد لمسيرة من الاجتهاد والعطاء، وخطوة جديدة تُضاف إلى حضوركِ العلمي الذي نعتز به عائليًا قبل أي اعتبار آخر.
أسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يجعل علمكِ علمًا نافعًا، وأثره طيبًا ممتدًا في العقول والقلوب، وأن يجعله في ميزان حسناتكِ.
وأن يتغمد والدينا الغاليين بواسع رحمته، ويجعل هذا الإنجاز صدقة جارية عنهما، وجزاءً لما غرسا فينا من علم وقيم ومحبة