صدر حديثا رواية "بقعة عمياء" للروائية سميحة خريس عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان.
تتحدث الرواية عن تآكل الطبقة الوسطى في العالم العربي، رغم أنها قدمت الأردن أنموذجاً، إذ تعد حالته نموذجية، ويمكن أن تنطبق على البلدان العربية جميعا.
وترسم المؤلفة خريس شخوصها كأنها تختارهم من بين عشرات الشخصيات التي خبرتها وحفظت كل تفاصيل حياتها، وعرفت كيف يتصرفون، وكيف يفكرون، تعرف مشاعرهم كيف تتولد، وكيف تتفاعل، وكيف تخرج، تعرف ثقافتهم، كأنها حاورتهم مرارا، حتى لا يسقط على اللوحة لون من ريشتها يخلق خللا في هارمونيا اللون والحركة على الصفحة البيضاء التي ترسمها.
وتنجح خريس في التقاط اللحظة الحياتية غير المستقرة وتثبتها، وتؤطرها، لتكون لوحة إبداعية واقعية جميلة، إنها تلتقط اللحظات بعين احترافية، تعرف زوايا اللقطة، ومكونات الصورة، ووظيفتها، وتأويلاتها، وأبعادها، وألوانها، ودرجة الوضوح (التركيز)، وتعرف كيف تتعامل مع الضوء والظل لتمنح صورتها الدلالات المطلوبة بطريقة غير مباشرة.
يذكر أن الكاتبة سميحة خريس قد فازت بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2018 عن روايتها فستق عبيد، وقبل ذلك حصلت على جائزة الدّولة التشجيعيّة في الآداب عن روايتها شجرة الفهود/ تقاسيم الحياة عام 1997، وجائزة أبو القاسم الشابي من تونس عام 2004 عن روايتها دفاتر الطوفان، وعلى جائزة الفكر العربي للإبداع العربي عن مجمل تجربتها الأدبية 2007 ، وجائزة الدولة التقديرية في الأردن عام 2014، وقُلِّدت وسام الحسين للتميز والعطاء في الأردن عام 2015.
وهي عضو في العديد من الروابط والهيئات الثقافية مثل رابطة الكتاب الأردنيين ورابطة كتاب وأدباء الإمارات ونقابة الصحفيين الأردنيين. وشاركت الروائية خريس في العديد من المؤتمرات والندوات العربية في كل من أبو ظبي والمغرب وتونس وبغداد، بالإضافة إلى مشاركاتها على الصعيد المحلي. كتبت سيناريو النص والسيناريو الإذاعي، والقصص والرواية، والمسرح، وتُرجمت أعمالها إلى الألمانية والإسبانية والإنجليزية، ونشرت أعمالها في الصحف العربية والأردنية، وحوَّلت بعض رواياتها إلى أعمال درامية إذاعية.