نرى فى الأنثى الليل والنهار والشمس والقمر .. فهي الضوء الساطع والشعاع الدافئ والهمس الذي لا يسمعه إلا المحبين .. هى تلك البسمة الناعمة والناجية من غرق الهموم .. هي الملمس الحقيقي للحلم الذي طالما عشنا فيه .. من أنجب أنثى يشعر بهذا الحنين ومن أحب أنثى يعشق الحياة .. فهي الوجه الآخر للحياة ان قدرناه حق تقدير فزنا براحة البال وهناء مستمر وان لم نفعل كان الأمر عكسي تماما.. ففي الطابق السادس عشر بفندق الميريديان بعقة الفجيرة كنت أراقب عن كثب ولادة شعاع الشمس من رحم الشروق وهو يسري ليمحو كل ظل في طريقه، امتطى أمواج المحيط متجها للشاطئ،فكسي الشجر بالضوء وتفتحت زهور وغادرت الطيور أغصان الشجر بصوتها العذب، تجاوز الشعاع الرمال وسقط إلى المسبح ليكشف عن وجود رواد الفندق وهم يسبحون في هدوء وسلام. وبينما اشرب فنجان القهوة بادرتني فكرة حجاب المرأة ، وعرفت أننا بعد مرور هذه القرون الطويلة ومازلنا نفتش في شرعيته من عدمها، فمن الرجال والنساء من يقول انه غير مفروض وآخرون يستدلون من القران والسنة عن وجوبه وهناك من تؤمن به ولم ترتدي ه النساء ، والحقيقة ان الحجاب واجب شرعي لا جدال فيه، وعلى نساء المسلمين أن يرتدنه.
في نفس الوقت وإنا أتطلع إلى نساء في المسبح وجدت أن حجاب المرأة في عقل الرجل، وان الحجاب يكمن في فكر الرجل ونظرته للمرأة، بان يرى فيها العقل والحكمة والكيان بعيدا عن كونها أنثى عبارة عن ماكينة استنساخ بشر آو إنها ارض صالحة لاستمرار النوع البشري ،
فقط هي النظرة التي تلبس المرأة حجابها او تنزعه عنها وان كانت مرتدياه بالفعل. تأكدت أن دورة حياة المرأة هي نفس دورة حياة شعاع الشمس، فهي بدأت مع بزوغ الشمس ملكة لها مكانتها بين الأمم ، ثم اندثرت في عصور الظلام الفكري وأصبحت تورث وكأنها تركة ، إلى أن ظهرت في محافل التنمية والقدرة على خلق أجواء مشرفة، أجبرت الجميع أن ينظر لها بوعي وان تنمي فكرة "انظر لي على أني إنسانة لها دور قوي وفعال" ومع آخر رشفة في الفنجان كنت قد أدركت أن حجاب المرأة أي امرأة في الكون يكمن في عقل الرجل، لذلك كل محارمنا لا يرتدين الحجاب بحضورنا، لان عقولنا تستبعد الأنثى وتستحضر الفطرة السليمة التي هي في عقولنا السوية