رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

تواصل فعاليات مهرجان المفرق للشعر العربي بالأردن

تواصل فعاليات مهرجان المفرق للشعر العربي بالأردن
جوهرة العرب

تواصلت فعاليات مهرجان المفرق للشعر العربي في دورته الخامسة وبحضور سعادة الأستاذ عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة ، الأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، الأستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، و الأستاذ فيصل السرحان مدير بيت الشعر في المفرق، صباح يوم السبت الموافق 5 اكتوبر 2019 في المكتبة الوطنية وذلك بجلسة قصصية، بمشاركة القاصين: شاكر ريكان «العراق» وأسماء محمد زيتون «الأردن» وياس السعيدي «العراق» ومروة هيثم ملحم «سوريا» وأدارت الجلسة الشاعرة وفاء جعبور.
قرأ الشاعر والقاص ياس السعيدي من كتابه سِيرَةُ القِيَامَات المجموعة القصصية  بعنوان  "بوصلةومن "حَرْفٌ قَمَرِيٌّ"، فقال: يملأُ صوتُهُ الصفَّ واصلاً إليَّ في مبنى إدارَةِ المدرسة "الجيمُ "، حرفٌ قمريٌّ، هكذا كانَ يقضي يومَهُ؛ واقفاً متناسياً الكرسيَّ المخصَّصَ لجلوسِه، احذروا هذا الحرفَ المخادعَ, وأَظْهِروا "اللامَقَبْلَهُ, هكذا مثلُ: الجَمَلِ, الجوادِ, الجرأةِ, الجَمالِ, الجناحِ, الجَنينِ, الجنة، كثيرةٌ هيَ أسماءُ الكُتّابِ والمحامينَ وأساتذةِ الجامعاتِ الذين كانوا من تلاميذهِ ذاتَ يومٍ، فَنُقِلَ مُكرَهاً إلى هذا الحيِّ الراقي في المدينةِ تكريماً لهُ وحِرصاً على المستوى العلميِّ لأبناءِ مَن يسكنوه، وبالكادِ تَجنَّبَ النقلَ إلى العاصمة، لَمْ يعرف الذينَ اعتقلوهُ تُهمتَهُ فَظَنّوهُ معارضاً سياسياً، وحينَ تبيَّنوها بعد شهرين كانَ أوانُ الاعتذارِ للدمِ على فستانِ ابنتهِ قدْ فات.
أما القاصة أسماء محمد زيتون، فمن خلال نصوصها تكتشتف قدرة بالغة في إقتناص اللحظة، وبحرفية عالية تضغط على زناد الدهشة، فقد قرأت من مجموعة قصصية بعنوان "شعراء"، وقالت: إياك والوقوع في حب شاعر يعشق النساء وتعشقه النساء، هكذا قالت بيثنة جميل وهي تضع رجلا فوق رجل وتأخذ نفسا عميقا من ارجيلتها بطعم الحسرة، تجيبها ليلى المجنون: صدقت ... ظننت ليلاه ... فإذا بلياليه أكثر من نوبات جنونه تقهقه هند من بعيد وهي تسمع الحوار الدائر فقد كانت الوحيدة من بينهن التي تعطي وعدا باللقاء بعد غدوما وفت به ابدا
القاص والشاعر شاكر العزي، يعزف على غيتارات شكسبير، يدخل في شخوصه حد الوجع مالئا عيني القارئ بالدهشة، وقرأ من مجموعته القصصية بعنوان الجندي الذي كان هناك"، إذ قال: هناك مقولة بسيطة لكنها دقيقة: في الحرب يكون الموت مشوها ومثيرا للدهشة صموئيل هاينز"، واحد، اثنان، ثلاثة .... عشرة، ستة عشر، تشعة عشر، وانا عرون، كنت اعدنا في سري، نحن الجنود المرحلون في حوض شاحنة زيل خاكية اللون، رغم أني لا اعرف حتى اسماء هؤلاء الجنود العشرون، لكنهم صاروا حزءا من ذاكرتي، خلطتنا الحرب معا في أول أيامها وعجنتنا كطينة واحدة، ثم قسمتنا إلى عشرين كرة صغيرة
السورية مروة هيثم ملحم قرأت من مجموعتها "عين ثالثة"، نصوصا مثيرة فهي فقاصة موغلة في حنين عتيق ، وتتجرد الاشياء والامكنة لتجعل منها صورا لا مرئية نلمسها  باصابع الروح، في سردها خذلان الحب والحرب ولا مكان للقاء حبيبين سوى على ارض من ركام، تقول : لا مرئية ابدا، امراة بلا حب، إمراة لا ترى
وفي السابعة من مساء نفس اليوم وفي المكتبة الوطنية، أقيمت أمسية شعرية للشعراء: لؤي أحمد «الأردن» جعفر حجاوي «فلسطين» وفاء جعبور «الأردن» ياس السعيدي» العراق» وجرّاح كريم «العراق»، وادار الأمسية الشاعر الصحفي عمر أبو الهيجاء.

قرأ الشعراء نماذج من قصائدهم التي تناولت مواضيع اجتماعية وإنسانية، و في الختام كرم سعادة الأستاذ عبدالله العويس المشاركين بفعاليات المهرجان الخامس للشعر العربي في المفرق بالمملكة الأردنية.

هذا و قرأ الشاعر مصطفى مطرأبياتاً جاء فيها: 

بمنقار لهدهد كنت قمحَا 
وفي بال الأسير مررتُ صبحا

وفي كفٍّ لشاهدة انتظاري
تشكّل قلبيَ الظمآن قدحا

َولدت على الرصيف وكان ظِلّي رفيقًا عاجلَ الأنواء صلحا

وورّثني لخوفٍ موسميٍّ
يصلصلُني أنينًا ليس يُمحى

أنينًا صار لي أُمًّا تواري 
بجيب سؤالها قتلى و جرحى

أنا الطين اليباس.. دمي اشتعالٌ 
لحزنٍ قال لي أهلا ومرحى

تعمّدني فصرتُ لهُ بلادًا
وقلّدني فكان الجرح فصحى.

 

كما قرأ الشاعر جراح كريم قصيدة قال فيها :

ليس غيرُ الحزن 
من ذكرَكْ 
في بلاد أخَّرتْ
مطرَكْ 

ما تريدُ الآن
من زمن
قد نسى وعداً
وما انتظرَكْ

أنت بالأنهار
ملتحفٌ
سار نحو الموت
من عبرَكْ

أما الشاعر ياس السعيدي فقرأ من قصيد ذَاكِرَةُ الصَّهيل:

مِنْ كُلِّ أَسْرٍ 
في يَدي أَصْفَادُ             
وَرُجولَةٌ مُحْمَرَّةٌ 
وَعِنَادُ 

يا أَبْعَدَ الأَسْمَاءِ 
كَيفَ سَنَلْتَقي             
وَأَنا على سَفَرٍ 
وَأَنْتِ بِلادُ

سَيَجِفُّ نَهْرُ الوَقْتِ 
فَوقَ شِبَاكِنَا           
مِنْ أَيِّ ذاكِرَةٍ 
بِهِ نَصْطَادُ

لَنْ أَسْأَلَ الصَّهَواتِ 
بَعْدَ سُقوطِنَا           
هَلْ خَلْفَ 
ذَاكِرَةِ الصَّهيلِ جِيَادُ 

ميعَادُنَا 
مَلَّ انتِظَارَ وُصولِنَا               
فَحَضَرْتِ أَنْتِ 
وَغَادَرَ الـميعَادُ

لا تُشْعِلي وَتَراً 
يَخَافُ أَنينَهُ                
لا تَنْفُخي 
فَالأُغْنيَاتُ رَمَادُ

هذا الفَتى 
أَحْزانُهُ لا تَنْتَهي                
في كُلِّ يَومٍ 
كالأَذانِ تُعادُ

أَحْزانُهُ العَشَرَاتُ 
تَأكُلُ عُمْرَهُ               
وَتَخَافُها 
أَفْراحُهُ الآحَادُ 

لا تُؤمِني أَبَداً 
بِخُضْرَةِ صَوتِهِ             
عَطَشٌ بِحَقْلِ سِنينِهِ 
وَجَرادُ