خلال جلسة حواریة استضافتھ بعنوان" مسارات فكریة" .. علي الھویریني: المبدع یبني فكر الأمة ویجب العودة للكتاب

جوهرة العرب

الشارقة : 

عقد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورتھ الـ38 التي تنظمھا ھیئة الشارقة للكتاب، حتى 9 نوفمبر 

الجاري جلسة حواریة استضافت الباحث السعودي علي الھویریني، وتحدث خلالھا عن أھمیة العلم والكتاب، 

والاستفادة من جمیع المعارف والإبداعات للارتقاء بفكر الأمة، ولفت إلى الواقع التكنولوجي الجدید الذي 

فرض سطوتھ ساھم في خلق مسافة كبیرة بین القارئ والكتاب الورقي. 

وأوضح الھویریني خلال الجلسة التي أدارھا سعادة حسن یعقوب المنصوري، الأمین العام لمجلس الشارقة 

للإعلام، أن على القراء أن یعودوا إلى الكتاب، ویجادلوا فیما یقرأون وأن یقدموا الأسئلة والحجج التي تفید 

في خلق أفكار جدیدة تضیف لما قرأوه وتسھم في إیجاد آراء واعدة وجدیدة، فالكتب تخلق مبدعین، ودورھم 

كبیر في النھوض بفكر الأمة. 

وقال الھویریني: "في جمیع رحلاتي حول العالم وجدت مظھرین الأول خلال ثمانینات القرن الماضي، الكل 

كان یمسك بین یدیھ الكتاب ویقرأ، في المقھى، ومحطات القطار، والشوارع، والحدائق، كان الكتاب رفیقاً 

یومیاً للناس، الآن، لا أرى الكتاب، كلّ شخص منھم یمسك بیده ھاتفھ المحمول، أو جھازه الالكتروني، لقد 

غاب الكتاب، وھا نحن الیوم نراه في معرض الشارقة الدولي للكتاب".

وتابع": یمكن أن یجلس بجانبك صدیق یقاسمك كلمات معدودات خلال رحلة طویلة، ثم یركن إلى ھاتفھ، ھذا 

التطویر المحیط بنا أسھم في خلخلة التوازن بین الكتاب الورقي والناس، حیث بات القراء یتجھون نحو الكتابات السریعة التي تقدمھا مواقع التواصل الاجتماعیة، بل باتوا لا یتابعون غیرھا حتى الصحف یمرون 

علیھا مرور الكرام، وھذا أمر غایة في الخطورة ویسھم في إبعاد الفرد عن وعاء المعرفة الأصیل (الكتاب)، 

ولا یمكن القول إننا لم نستفد من ھذه المظاھر المتطورة لكن یجب أن یعود مجد الكتب". 

وحول ضرورة أن یھتم القارئ بما یقرأ، ویستفید من المعرفة لیطرح الأسئلة والحجج ویناقش بھا الآخرین 

قال الھویریني: "ما الفائدة من أن یقرأ الإنسان ألف كتاب دون أن یخرج بمعلومة واحدة یطبقھا في حیاتھ؟، 

ھذا السؤال مھم للغایة، الكثیر من المفكرین والأدباء العرب قرأوا وأرّخوا لعظماء لكن أین الفكر الخاص 

والجمعي للأمم؟ ما الذي استفادتھ الشعوب على صعید الفكر الخاص؟ لابد من الاشتغال على الفكرة وتطبیق 

كلّ ما تتضمنھ الكتب ولا ننكر دور الكتّاب والمؤلفین في وضع أفكار صحیحة وسلیمة ھناك من یكتب كغثاء 

السیل لا یسمن ولا یغني من جوع، ھذا واقع ولا یمكن نكرانھ". 

وأضاف:" أھم كتاب ھو ما أنزل على نبي الله محمد (ص)، لقد تعلمت من القرآن الحكمة، ففیھ بواطن العلم 

والمعرفة، وفیھ اللغة، لقد أخذت منھ العبر وأسس المعارف كالعلوم وعلم النفس والقصَصَ، كلّ ھذه وغیرھا 

جمعھا القرآن وقدمھا للناس، لكن على قراء كتاب الله جل وعلا أن یتفكّروا بھ ویكتشفوا لغتھ ومعانیھا 

ویتدبروھا، منذ أن بلغت الأربعین وأنا أدرس القرآن وأستقي منھ خطواتي في طریق الآداب والمعارف 

جمیعھا، فھو كتاب جامع لكل شيء ومنھاج حیاة".