ان مايحدث في ساحة التحرير لا يمكن ان يصفه شاعر او كاتب اوبليغ وضليع في اللغة انها بعبارةبسيطة ملحمة او اسطورة قل نظيرها ويعجز اللسان عن وصفها مهما بلغت المفردات اللغوية التي تزخر بها لغتنا العربية 'ان ما يحدث في ساحة التحرير ساحة العزة والكرامة والتأريخ المجيد من قبل ثوار الانتفاضة انما هو بداية لحياة جديدة ملؤها العزة والكرامة والتضحية والفداء ونكران الذات عندما يتسامى الثوار عن جراحاتهم والامهم التي تسببت بها السلطة القمعية التي تحاول ان تثني المتظاهرين عن مطالبهم المشروعة التي تعيد للوطن عزتة وكرامتة والقه والتي حاولت هذه السلطة غير الشرعية ان تخمد وهجة باباطيل وادعاءات لا اساس لها من الصحة والواقع حيث بات للقاصي والداني انها سلطة غاشمة تقتل القتيل وتمشي في جنازتة كما يقول المثل العربي٠ليس غريبا على الثوار ان يرسموا صورة جديدة للحياة عندما يصروارغم كل الظروف على تجسيد معالم الحب والحياة والامل لوطنهم الجريح الذي تكالبت عليه سكاكين وخناجر الاعداء سواء في الداخل او من الخارج٠ فمن يحضر كعبة التحرير يجد ويشاهد شبابا وشابات يعملون كخلية نحل او ساعد واحدة كل في اختصاصة فمنهم من يرسم على جدار التحرير لوحة للغد المشرق للعراق وشعبه ومنهم من يأخذ على عاتقة تنظيف وتزين الموقع وجماعة اخرى تتلقى المساعدات التي يجود بها الغيارى من العراقيين بالداخل والخارج وخاصة من الاردن بجانب تضميد الجرحى وتشيع الشهداء الذين طالتهم يد الغدر والخيانة السلطوية والميليشاوية والحرس الايراني٠ انها بحق لوحة كتبت حروفها وملامحها بالدم ويعجز اي فنان ان يكتب خطوطها العريضة مهما بلغت حرفيتة٠والاكثر من ذلك والملفت للنظر والناظر هذا الانسجام بين جميع الثوار كل يعرف ما مطلوب منه وخاصة اولئك المرابطون على حدود التحرير حيث يقومون بالتناوب بحماية المتظاهرين من محاولات غدر الحكومة اوالالتفاف على مرابض الابطال حيث يتنافس كل واحد منهم على نيل الشهادة التي جعلوا منها غاية ووسيلة كيف لا وهم يدافعون عن شعب حاولوا سرقتة واذلالة على مدى ١٦ عاما من قبل قوى الرذيلة والفساد والمحسوبية والفئوية والعنصرية٠ان ما يحدث في ساحة التحرير هو انبعاث جديد لماضي تليد ميز العراق عبر عصورة المختلفة والتي اطلت بشعاعها ونبراسها على شعوب العالم جميعا وهي تعود اليوم من جديد حيث يكتب الثوار هذة الولادة التي سيكتب لها الحياة باذن الله وترسم بها لوحات سوف تتذكرها الاجيال الحاضرة والقادمة باحرف من نور وعزة وفخر وسوف تبقى الذكريات التي ولدت في ساحة التحرير عالقة وتحكي عنها الاجيال تلو الاجيال وتولد من رحمها مئات القصص والروايات٠ومهما يكن فأن العراق اليوم وبفضل الثوار ليس عراق الامس فبثوارة الابطال الذين تعدت تضحياتهم كل الحدود سيعود كما كان وكما يريده الابطال الثوار منارة للعلم والحضارة والقوة والبسالة وليس للاعداء سوى الذل والخيبة والخدلان وان غدا لناظره قريب لا بل هو يولد اليوم لا بل قد ولد