وتأتي ھذه الفعالیة الفكریة تأكیداً لتطلعات صاحب السمو الشیخ خلیفة بن زاید آل نھیان، رئیس
الدولة (حفظھ الله)، حیث أعلن عام 2019 في دولة الإمارات عاماً للتسامح، یرسخ دولة الإمارات
عاصمة عالمیة للتسامح ویؤكد قیمة التسامح باعتبارھا عملاً مؤسسیاً مستداماً، من خلال مجموعة
من التشریعات والسیاسات الھادفة إلى تعمیق قیم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على
الثقافات المختلفة، خصوصاً لدى الأجیال الجدیدة بما تنعكس آثاره الإیجابیة على المجتمع بصورة
عامة.
وسیساھم المشاركون في الملتقى بأوراق عمل وبحوث تصب في خانة التسامح لتعمیق القیم الإیجابیة
والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع، وترسیخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمیة للتسامح، من خلال المبادرات والمشروعات الكبرى في ھذا الإطار، وتعزیز خطاب التسامح وتقبل الآخر .
یذكر أن فضیلة الدكتور محمد عبد الرحیم سلطان العلماء ھو أستاذ الفقھ وأصولھ بكلیة القانون
بجامعة الإمارات العربیة المتحدة بمدینة العین، بالإضافة إلى كونھ الخبیر المعتمد في الشؤون المالیة
المتوافقة مع أحكام الشریعة الإسلامیة. ویشغل الدكتور حمد بن الشیخ أحمد الشیباني العضو المنتدب
للمعھد الدولي للتسامح، مدیر عام دائرة الشؤون الإسلامیة والعمل الخیري بدبي. ویمثل المطران
غریغوریوس (إدوار) خوري عبد الله طائفة الروم الأرثوذكس في الإمارات، ویمارس عملھ الرعائي
في دولة الإمارات العربیة المتحدة منذ أواخر العام 2015 برعایة المسیحیین من طائفة الروم
الأرثوذكس المقیمین في الدولة وبشكل خاص المنحدرین من أصول عربیة. وتشغل الدكتورة نضال
الطنیجي منصب مدیر عام دار زاید للثقافة الإسلامیة، وكانت عضواً في البرلمان العربي التابع لجامعة
الدول العربیة، وعُینت في المجلس الوطني الاتحادي من عام 2007 حتى 2011 ،وشغلت بین عامي
2000 و2006 منصب عضو في الھیئة التدریسیة لجامعة الإمارات. ویعد الأستاذ علي عبید الھاملي
أبرز كتاب الصحافة في الإمارات، وھو مدیر مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام ونائب رئیس
مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي. وشغل الدكتور غانم جاسم السامرائي عدة مناصب أكادیمیة
وثقافیة وھو مترجم ومؤلف لھ العدید من الدراسات باللغتین العربیة والإنجلیزیة. في حین تمثل
الأستاذة لینا الطراقجي الحاصلة على شھادة البكالوریوس في الدراسات الدولیة، الصوت العربي
القادم من مجتمعات غربیة، حیث تدربت في أوساط النظام القانوني في كالیفورنیا، وعملت على
ترجمة كتاب (في التسامح: دفاع عن الاستقلال الأخلاقي) للمؤلف فرانك فریدي. بینما یعد الأكادیمي
والكاتب الدكتور نصر عارف (مستشار رئیس المجلس الأعلى للمجتمعات المسلمة) من أبرز الأسماء
التي تكتب في میدان الدراسات السیاسیة والاجتماعیة ولھ عشرات المؤلفات بالعربیة والإنجلیزیة
ومئات المقالات في مختلف الشؤون الفكریة والفلسفیة.
وكانت مؤسسة سلطان بن علي العویس الثقافیة قد نظمت في مطلع مایو الماضي ندوة مشابھة
بعنوان "التسامح بین الثقافات" وشارك فیھا مجموعة من الكتاب والمفكرین والمترجمین وخلصت إلى نتائج أبرزھا أن الإمارات أصبحت مثالاً للتسامح، وتعمیق الحوار مع الأخر وتقبلھ والانفتاح على الثقافات المختلفة.
یذكر أن مؤسسة سلطان بن علي العویس الثقافیة كانت قد نظمت العشرات من الندوات الفكریة داخل
وخارج الإمارات صبت في خانة تطویر الوعي والارتقاء بالمعرفة بمشاركة أسماء لامعة في عالم الثقافة العربیة، منھا ندوة موسعة عن عمید الأدب العربي الراحل طھ حسین، بمناسبة مرور أربعین
عاماً على رحیلھ، وندوة الترجمة وتحدیات العصر في القاھرة، وملتقى الأمن الثقافي العربي في
عمان بالأردن وغیرھا من الندوات ذات التوجھ الفكري والنقدي.