تنطلق بعد غد السبت منافسات سباق أبو الأبيض للمحامل الشراعية فئة 43 قدماً، والذي ينظمه نادي تراث الإمارات في مياه الخليج العربي ضمن موسمه البحري، بمشاركة نحو تسعين محملا على متنها أكثر من ألف بحار يقطعون مسافة السباق التي تتراوح بين 18 - 20 ميلاً بحرياً تنتهي في مياه كاسر الأمواج أمام منصة التتويج في القرية التراثية التي تفتح أبوابها لاستقبال الزوار والسياح الذين يؤمونها بالمئات لمتابعة مثل هذا النشاط السنوي.
وكان التسجيل قد أغلق مساء اليوم الخميس، فيما كانت اللجنة الفنية استعرضت تفاصيل السباق وخط السير واللوائح المنظمة له سعياً إلى تنظيم سباق يجسد ما حققته الرياضات البحرية من تطور، إذ يأتي السباق في إطار استراتيجية نادي تراث الإمارات التي من أهدافها إحياء التراث البحري للدولة ورعاية الرياضات التراثية الأصيلة، كما يشكل هذا السباق واحدا من سباقات الموسم البحري للنادي التي تجسّد الالتزام بما كان أكد عليه مؤسس النادي المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان "طيب الله ثراه" من حرص على إبراز مثل هذا النوع من الرياضات البحرية التقليدية لإحياء التراث البحري للآباء والأجداد، والتمسك بالعادات والتقاليد ذات الصلة بالمجتمع البحري، وتأكيد وتأصيل ما يحمله هذا الموروث من القيم النبيلة وغرسها في نفوس الأجيال الجديدة.
وسيشهد يوم غد الجمعة سباقا للبوانيش الشراعية يسبق السباق الرئيس، ويقام في الثالثة عصرا على كورنيش أبوظبي، ويشارك فيه أكثر من مائتي بحار على متن نحو 45 من القوارب الشراعية، إذ يعزز مثل هذا السباق أهداف النادي في المحافظة على التراث البحري وإحياء ثقافة وفنون البحر ومفرداته بصورة حضارية، إضافة إلى تشجيع الشباب على ممارسة هذه الرياضة الشعبية المحببة لدى شعب الإمارات.
وتعمل سباقات البوانيش الشراعية والمحامل التراثية على توطيد علاقات الأجيال، وترسيخ وتأصيل موروث الماضي عبر هذه الرياضات البحرية، وتدعم سلاسة انتقالها من جيل إلى آخر، كما يمثل المزج بين التراث والرياضة واحداً من أهم الأسباب التي ارتقت بهذه المنافسات وعززت من انتشار شعبيتها بين المتسابقين.