مزاينة التمور في مهرجان الظفرة تحتفي بالنخلة وتعزز الأمن الغذائي
جوهرة العرب
مدينة زايد- منطقة الظفرة، 12 ديسمبر 2019
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يواصل مهرجان الظفرة 2019 بدورته الـ 13، وخلال يومه الرابع تقديم العديد من المسابقات والبرامج والفعاليات التراثية المتنوعة، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في ابوظبي، وتستمر فعالياته حتى الـ 25 من ديسمبر الجاري في مدينة زايد بمنطقة الظفرة.
وتفقّد معالي اللواء الركن طيّار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، يرافقه سلطان خلفان الرميثي وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، سوق الظفرة التراثي في مهرجان الظفرة 2019، حيث اطلعوا على سير الفعاليات والمسابقات التراثية المختلفة، وزاروا مختلف أجنحة الجهات الحكومية والخاصة المشاركة في المهرجان.
كما رافق معاليه السيد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، والسيد عبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع باللجنة، والسيد عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال باللجنة.
وقال معالي اللواء الركن طيّار فارس خلف المزروعي، إن مهرجان الظفرة الذي يتزامن في دورته الحالية مع عام التسامح، يجمع الجمهور الكبير من جميع أنحاء العالم في منطقة الظفرة التاريخية، لنتمكن من خلال هذا الحدث أن نسلط الضوء على نموذج الإنسان الإماراتي المحب لوطنه، والمتفاني في الحفاظ على تراثه وتاريخه، والمتسامح مع الجميع، معرباً عن سعادته بهذه الدورة المميزة للمهرجان.
وتقدم معاليه بجزيل الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله” على توجيهاته المستمرة من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي وصونه، والدعم اللامحدود الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمختلف المشاريع الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، والمتابعة الحثيثة من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، لمختلف الفعاليات والمهرجانات والبرامج التي تُعنى بالموروث الثقافي الإماراتي.
وأعرب معاليه خلال الجولة عن شكره وتقديره للداعمين الاستراتيجيين وهم: ديوان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة، ودائرة البلديات والنقل، وشرطة أبوظبي، وشركة أبوظبي للتوزيع، والشريك الاستراتيجي شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، وراعي التواصل الاجتماعي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية (شركة نواة للطاقة، شركة براكة الأولى)، والداعمين شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، اتحاد سباقات الهجن، الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، مركز أبوظبي لإدارة النفايات "تدوير"، والشركاء الإعلامين شركة أبوظبي للإعلام، قناة بينونة، إذاعة الأولى.
كما تفقد معاليه أروقة السوق التراثي، وجناح نادي تراث الإمارات، وجناح "نون"، وعدد من أجنحة العارضين والأركان المتنوعة في السوق.
في أجواء احتفالية تتناغم فيها قيم المحافظة على التراث التاريخي والإنساني للمجتمع الإماراتي مع قيم التعايش والتسامح، اكتظ مهرجان الظفرة الذي يقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في نسخته الـ 13، وبتنظيم من لجنة الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، بحضور جماهيري كبير ومشاركات خليجية وعربية وسائحين من دول العالم قاطبة ليشكلوا أنموذجاً لمجتمع متنوع متماسك يسوده الألفة والإخاء الإنساني.
وتستمتع العائلات من جميع الجنسيات في مهرجان الظفرة بفعاليات وأنشطة المهرجان التي تحتفي بتراث التسامح الذي أرساه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث تواصل العروض التراثية وسط بهجة الحضور الذين تفاعلوا مع الفنون الشعبية الإماراتية وعروض الفرق الموسيقية وركن الأسرة والسوق الشعبي، إضافة إلى المسابقات التراثية المتنوعة.
وعبر عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عن سعادته بمستوى الوعي بقيم التسامح لدى مختلف فئات المجتمع وهو ما لمسناه من خلال الإقبال الكبير على أنشطة المهرجان ومستوى التفاعل معه من كافة الجهات والجاليات والأسر والمؤسسات الاتحادية والخاصة، مضيفا إن الإمارات بحق هي أرض التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام الاختلاف، وإن المهرجان الذي يحمل شعار المحافظة على إرث الأجداد نجح في تسليط الضوء على قيم التسامح والتعايش واحترام الآخر.
وأضاف المزروعي «يسعدنا أن نكون مع الجمهور، نحتفي معهم بقيم التسامح والتعايش ونحيي الموروث الشعبي والتراث الإماراتي العريق، في منطقة الظفرة التي تزخر بإرثنا القديم، إلى جانب تعلّم الشباب والصغار الحرف التقليدية، التي تعرض لهم صوراً من الماضي، وتخبرهم من خلال مهرجان الظفرة قصص الأجداد والآباء، ما يزيدنا قوة، ويرسخ مجتمعاً إماراتياً يفخر بماضيه، ويعمل في حاضره بجد واجتهاد، من أجل مستقبل مشرق وواعد.
ولفت المزروعي إلى أن المهرجان استطاع أن يقدم رسالته الحضارية والإنسانية في إطار قيم التسامح في أجمل صورة، خاصة أن المجتمع الإماراتي مجبول على التسامح ويعيش في إطار التآلف والتعايش الإنساني.
محبة وسلام
ويقول سالم العنزي أحد المشاركين في مزاينة الأبل من المملكة العربية السعودية، "في دولة الإمارات تعلو قيم التسامح، وهو ما يبرهن على الألفة التي تجمع العديد من الشعوب على هذه الأرض الطيبة، التي تضرب أروع الأمثلة في التعايش السلمي واحترام الآخر، مشيراً إلى أن المهرجان بأنشطته وفعالياته يرسخ قيم الآباء والأجداد في منطقة الخليج كافة ويجمع مختلف الجنسيات على المحبة والسلام.
ويرى العنزي أن مثل هذه المهرجانات ترسخ قيماً إنسانية وحضارية مشتركة بين الشعوب حيث يشعر بالسعادة الغامرة لهذه المشاركة، خاصة أن أطفاله تجاوبوا مع البرامج والأنشطة، مؤكداً حرصه على الحضور في المهرجانات المقبلة سواء فاز في السباقات أو لم يفز.
أجواء الألفة
بينما ترى نجلاء عطاالله إحدى المقيمات العربيات في الدولة، أنها استمتعت وأسرتها بأجواء ولحظات ممتعة مع كل ما يقدمه مهرجان الظفرة من عروض متنوعة في ظل الأجواء العائلية التي تظلل المكان بالمحبة، ومن ثم إشاعة أجواء الألفة، مشيرة إلى أنها لاحظت وجود عدد كبير من الأسر التي جاءت للمشاركة لتعبر عن مدى سعادتها، في ظل قيم التسامح التي تسود هذا المهرجان.
ولفتت عطا الله إلى أنها تفاعلت مع كافة الفنون الشعبية، فضلاً عن العروض التراثية المبهرة خاصة أنها من عشاق الموروث الشعبي الإماراتي الذي تتعدد عناصره في لوحة متناغمة تعبر عن حياة أبناء الجيل الماضي، الذين تركوا إرثاً تفتخر به الأجيال العربية حيث يعتبر المهرجان جسرا يربط الشعوب ببعضها بعضاً ويزيد من مساحة الأخوة بين المقيمين على أرض الإمارات.
أما سيرجوا باراساد من الجنسية الهندية فيذكر أنه جاء مع أسرته للمشاركة في فعاليات هذا المهرجان، الذي يشع بقيم إنسانية عميقة ويبث روح التسامح والأخوة بين الحضور من كافة الجنسيات، في ظل وجود العديد من الأسر والأطفال في مشهد بليغ يؤكد أن التسامح له جذور في الإمارات وأن موروثات أبناء هذا الوطن تعلي من قيمته، وأن جميع الحضور عاشوا لحظات ممتعة في ظل الاحتفالات التي يشهدها المهرجان والتي استطاعت أن تجمع العديد من الجنسيات على أرض التسامح في مهرجان يعبر بقيمه وأهدافه عن المعاني الإنسانية المهمة في هذه الحياة.
أما سارة ديلا من الجنسية الإسبانية، وهي إحدى السائحات، فتقول شاهدت بعض الدعاية لمهرجان الظفرة على وسائل التواصل الاجتماعي وأحببت فكرة مشاهدة الحياة القديمة للإماراتي القديم لاسيما أن الإبل تعتبر من الشواهد القديمة على تطور فنون النقل بين شعوب العالم، مضيفة لم أتخيل كم المعلومات والخبرة التي اكتسبتها من خلال زيارتي للمهرجان وسأنصح الجميع أن يأتون هنا إلى منطقة الظفرة التاريخية.
في ركن الأسرة والطفل، جلست الطفلة ملك سعيد لتشاهد عروضا موسيقية خاصة بالأطفال في ظل بهجة عريضة ارتسمت على جبينها، وتقول والدتها أن أسرتها تحرص على الحضور بشكل مستمر للمهرجان، خاصة أن هذه الأجواء الشتوية مشجعة ومكان المهرجان ملائم لكل العائلات مع سهولة الوصول للمهرجان وتوافر كافة الخدمات المطلوبة، الأمر الذي ساعد على الحضور الكثيف للصغار.
مزاينة التمور في مهرجان الظفرة تحتفي بالنخلة وتعزز الأمن الغذائي
تعتبر مسابقة مزاينة التمور، والتي تقام ضمن فعاليات مهرجان الظفرة 2019 بدورتها الـ 13، أحد الفعاليات التي تنظها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في سوق الظفرة التراثي بالمهرجان، والتي تهدف إلى الاحتفاء بشجرة النخيل وتساهم في تعزيز الأمن الغذائي المحلي، وزيادة إنتاج التمور الإماراتية وتسويقها محلياً وخارجياً.
واوضح عبيد خلفان المزروعي، مدير ادارة التخطيط والمشاريع في اللجنة، أن مسابقة مزاينة التمور، تعكس رؤية اللجنة وإيمانها بأهمية التمور كمنتج إستراتيجي وتقديم الدعم المستمر لجهود مزارعي المنطقة والدولة عموماً، حيث تعد التمور جزءاً أساسياً من الموروث الثقافي والحضاري لدولة الامارات، ويشكل هذا الارث علامة فارقة في تاريخ منطقة الظفرة التي تزخر بأجود أنوع النخيل.
وأضاف أن سوق الظفرة التراثي يشهد حالياً اقامة مزاينة التمور وتغليفها، والتي تستمر لغاية 20 ديسمبر الجاري، وقد خصص لها 25 جائزة موزعة على أربعة فئات من التمور للمزاينة، وهي الفرض والدباس والخلاص والشيشي، بقيمة 25 الف درهم للمركز الاول، و15 الف درهم للمركز الثاني، و10 الاف درهم للمركز الثالث، و5 الاف درهم للمركز الرابع، و5 الاف درهم للمركز الخامس، لجميع فئات التمور.
وأشار إلى أن هناك مجموعة من الضوابط والشروط للاشتراك في مسابقتي تغليف التمور ومزاينتها، ومن هذه الشروط، ألا تحتوي المشاركة الواحدة على أكثر من صنف واحد في العبوة الواحدة، وأن تكون خالية من الاصابات الحشرية، والعيوب المظهرية، إضافة الى عدم وجود رائحة أو طعم غير طبيعي، أو شوائب معدنية أو رملية، وأن تكون ذات حجم مناسب ومقبول، وخالية من متبقيات المبيدات والاسمدة، مؤكداً أنه يتم فحص المشاركات الفائزة مخبرياً.
وتضمنت الشروط أيضاً، أن يكون التمر من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات، ومن إنتاج موسم 2019، وأن يكون انتاج المزرعة التي تعود ملكيتها للمشارك، وألا تقل الكمية التي سيتم المشاركة بها عن خمسة كيلو جرامات، فيما يحق للفرد المشاركة في مسابقة واحدة بالاضافة إلى مسابقة تغليف التمور.