الشعلان: " د. أيوب في هذه السّرديّة الحواريّة المرهفة يتكئ على حزمة جماليّة وظيفيّة للبناء اللّغويّ فيها
جوهرة العرب
تمّ إشهار وتوقيع كتاب "في حوار معها” للدكتور سمير أيوب في دائرة المكتبة الوطنيّة، بالعاصمة الأردنية، تحت رعاية مديرها العام د. نضال العياصرة، ورعاية منارة العرب للثقافة والفنون برئاسة الشّاعر الإعلاميّ نصر الزياديّ، وإذاعة سقيفة المواسم الثّقافيّة، ودار النّدوة للثقافة والفنون وسط حضور جماهيريّ نخبويّ كبير.
أدار الحفل الشّاعر الإعلاميّ نصر زياديّ الذي قدّم لمحات إبداعيّة وأكاديميّة وفكريّة وإنسانيّة عن د. سمير أيوب، وعن المشاركين في حفل الإشهار، وهم د. سناء الشّعلان، ود. بشرى البستاني، ود. إسحاق عقيقيّ. كما أدار فقرة تبادل الدّروع والتّكريمات في نهاية الحفل.
وقدّم د. سمير أيوب قراءات قصصيّة من كتابه "في حوار معها”؛ إذ اختار أن يقرأ نصّ "ذكرياتُ قُبلةٍ بربريّةٍ” الذي قال في معرضه: "البوحُ مشاعرٌ، لا يَجرؤُ كثيرون على إتقانه. قيعانُ قلبي وضفافُ الدنيا، مليئةٌ بالكثير مما أحببناه معا. يُثقلني كِتمانها. قررتُ بالأمس، أن أعيد ترتيبَ حفنةٍ من عشوائياتها. فتبدَّت ليَّ مئاتُ القصص والحكايات. أنصتُّ بشغفٍ لقلبيَ ألمُكتظ به. أنَّى تَلفتُّ أو يمَّتُ وجهي، أتعثَّرُ بتلك القبلةِ البَربَرية ألتي لن تُنسى. فباغتتني رغبةٌ في قولٍ، على قولٍ سبَق”.
في حين بدأ د. إسحاق عقيقيّ الحفلّ بقراءات شعريّة عشقيّة رقيقة بوصفها نصوص شعريّة على النّصوص النّثريّة الواردة في "في حوار معها”. مشيراً إلى أنّ أيوب يكتب حواراته بصورة سرديّة متداخلة يقدّم تجربته الشّخصيّة والإنسانيّة فيها بحسّ رومانسيّ وشعريّ عالٍ.
وأشارت د. بشرى البستانيّ في قراءتها النّقديّة للكتاب إلى أنّ كاتبه يحرص على تقديم نماذج مختلفة من النساء إيجابية مرة وسلبية أخرى، ويحرص كلك على تقديم خبراته للمرأة بإخلاص يعلمها الصبر والتأني، وهو على غير عادة المبدعين؛ لا يقدم المرأة من خلال فكر ذكوري على أنها الأضعف أو الأقل قدرة على التعبير عن ذاتها ووعي لهويتها الانثوية، بل على العكس تماماً؛ إذ نجده يعبر عن خجله من مقارنة فلسفة عقله بتلقائيتها.
وقالت د. سناء الشّعلان في قراءتها النّقديّة للكتاب: ” د. سمير أيوب في هذه السّرديّة الحواريّة المرهفة يتكئ على حزمة جماليّة وظيفيّة للبناء اللّغويّ فيها؛ فهو يملك فنيّات الحوار بما فيها من توريط للمتلقّي في شعاب هذا الزّحام الرّؤيوي، ويستخدم لغة شعريّة مفعمة بالرّومانسيّة والمشاعر المرهفة، كما يلعب بسرعة السّرد؛ فهو عند الحديث عن المشاعر والأحاسيس والانفعالات يتوقّف عندها مليّاً، أمّا عندما ينتقل إلى بينة الفعل الدّراميّ؛ فهو يسرّعه لأجل الوصول إلى بغيته في أقل بناء حدثيّ ممكن؛ كي يعود سريعاً إلى المعمار الشّعريّ الشّعوريّ الرّومانسيّ الذي تنتصر الحوارات له”.
"هذه الحوارات ليست مماحكات فكريّة وإنسانيّة فقط، بل هي كذلك نوع من البوح الجمعيّ باسم الرّجل والمرأة في آن؛ إذ إنّ د. سمير في هذه المجموعة ينطلق من إنسانيّته الغامرة ليبحث بصدق وجرأة الكثير من القضايا الشّعوريّة التي تتوارى في الصّمت، ويتحاشى الكثيرون الحديث عنها في العلن بسبب "تابوات” المجتمع الخانقة. لكنّه يتعاظم على هذه "التّابوات”، ويتكلّم عنها بجرأة وصدق طارحاً وجهة نظره ووجهات نظر غيره من الرّجال والنّساء”.
الكتاب يقع في 166 صفحة من القطع المتوسّط، ويحتوي على أربعين حكاية قصصيّة، وقدّ قدّمت له د. سناء الشّعلان بمقالة نقديّة بعنوان ” أربعينيّة العشق والحياة والتّجربة”.