يشيع في الثقافة الاردنية استعمال مصطلح "دياركم عامرة " لدى انتهاء التجمعات والمناسبات والولائم لكن أن يبقى بيت الشهيد وصفي التل عامرا بآلاف الزوار سنويا بعد مرور ٤٨ عاما على استشهاده حيث سجل هذا العام ما يقارب ٢٩ ألف زائر هنا وجب التوقف والتأمل ٠
وكانت قوائم الزوار في المتحف قد سجلت هذا الرقم الكبير مع ما يرافقه من جهود لكادر اداري وفني وأمني مختص داخل منزل الشهيد الذي حولته أمانة عمان لمتحف تشرف على إدارته الدائرة الثقافية في الأمانة بالتعاون مع لجنة وقفية ورسمية مختصة ٠
وتعكس الأعداد الكبيرة للزوار تأكيدا وإجماعا من عموم الشعب الأردني على ضرورة استذكار مناقب الشهيد كمسؤول زرع محبته واحترامه في وجدان كل أردني واصبح منزله وجهة مهمة للغيارى على الهوية الوطنية ٠
وبين مسؤول المتحف الدكتور محمد طرمان الأزايدة ان شهر ١١ تصدر قائمة الأشهر التي سجلت أعلى رقم زيارات وهو الشهر الذي يشهد ذكرى استشهاد التل حيث يتوجه الآلاف من ابناء الوطن ومن شتى مناطق المملكة للمتحف لإحياء الذكرى ٠
وأضاف ان عدد الزوار هذا العام شهد ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية معزيا ذلك لارتفاع مستوى الوعي والثقافة السياسية لدى عموم المواطنين وخاصة فئة الشباب الذين يؤكدون خلال زياراتهم أن شخصية الشهيد لم تكن شخصية عابرة وانما شخصية ملهمة من خلال جممعه بين اللين والحزم الى جانب رؤيته الثاقبة ونظافة يده ٠
يذكر ان الشهيد التل اغتيل في القاهرة قبل ٤٨ عاما خلال
مشاركته في مؤتمر وزراء الدفاع والاركان العرب حيث كان يحمل مشروعا نهضويا عربيا للنضال ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وتولى وصفي التل منصب رئيس الوزراء في الاعوام 1962 و1965 و1970 وعرف بإخلاصه وولائه لقيادته الهاشمية وعشقه لوطنه وامته العربية ووحدتها كما آمن بدولة الانتاج وكرس كل أدوات ومؤسسات الدولة في خدمة المواطن الأردني ٠
والشهيد التل هو ابن الشاعر الاردني المعروف مصطفى وهبي التل و من مواليد ١٩٢٠ وتلقى دراسته الابتدائية في المملكة ثم انتقل الى الدراسة في الجامعة الاميركية ببيروت وتقلد العديد من الوظائف والمناصب الرسمية في عمان والقدس واريحا ولندن وعمل دبلوماسيا في السفارات الاردنية في موسكو وطهران وبغداد ٠