الشارقة، 13 ینایر 2019 - صدر مؤخراً عن معھد الشارقة للتراث العدد الأخیر من مجلة «مراود» محتفیاً في ملف خاص بالمعھد
وإنجازاتھتحت عنوان «روعة الإنجاز وبراعة الإعجاز»، متتبّعاً أصداء الإنجازات الكبرى التي حققھا المعھد لدى المؤسسات الثقافیة والتعلیمیة، والنخب المثقفة والخبراء والباحثین في مجال التراث، من خلال متابعة وقع ھذا التتویج المستحق في نفوسھم ورؤیتھم لھ.
وقال سعادة الدكتور عبدالعزیز المسلّم، رئیس معھد الشارقة للتراث، رئیس التحریر: "یأتي ھذا العدد احتفاءً وتوثیقاً لحصاد مسیرة العمل المتواصل والإنجازات الكبرى، التي بوّأت المعھد مكانة سامقة في المحافل الدولیة، تُوّجت بمنحھ صفة «مركز من فئة 2 ،«تحت رعایة «الیونسكو»، وھو إنجاز وطني مھمّ وملھم، ومحفّز قوي للمضي قدماً في استكمال رؤیتھ الاستشرافیة نحو التمكین للتراث الإماراتي، وحفظھ وتوثیقھ وصونھ، وتسخیر الجھود كافة؛ من أجل الاضطلاع بھذه الغایة النبیلة، والانفتاح في الوقت نفسھ على التجارب العالمیة في مجال التراث الثقافي، ودعم الجھود المبذولة في ھذا المجال، والتي أثمرت عن افتتاح
مركز المنظمات الدولیة للتراث الثقافي، من قِبل صاحب السموّ الشیخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في 22 دیسمبر 2019 ،لیكون المركزَ الأول من نوعھ في المنطقة، ویضم ست منظمات دولیة متخصصة في مجال التراث الثقافي، ھي: مركز إیكروم ــ الشارقة، ومركز إقلیم الشرق الأوسط وشمال إفریقیا للمنظمة الدولیة للفن الشعبي، والمجلس الدولي لمنظمات مھرجانات الفولكلور والفنون الشعبیة، وأولمبیاس الألعاب الشعبیة في سردینیا (مكتب الشرق الأوسط وشمال إفریقیا)، والمركز الصیني للتبادل الثقافي (جامعة زیھجیانغ)، والمعھد الوطني لعلوم الآثار والتراث في الرباط (مكتب الشرق الأوسط وشمال إفریقیا)".
وأشار المسلّم إلى أن العدد یبرز الإسھامات الكبرى التي قدّمھا المعھد على مدى السنوات الماضیة، في خدمة التراث الإماراتي، ودور الإدارات والمراكز التابعة للمعھد، التي تسھر على تنفیذھا، بما یتوافق مع أھداف المعھد ورسالتھ، ویتسق مع رؤیتھ الاستراتیجیة الرامیة إلى تعزیز الوعي بالتراث الثقافي، وتصدیر الصورة اللائقة للاحتفاء بھ، وتقدیر الجھود المبذولة في ھذا السیاق.
واستعرض العدد أخبار الأنشطة والفعالیات والبرامج التي نظمھا المعھد أو نفذھا خلال الفترة الماضیة، ودورھا في التأكید على أھمیة التواصل والتبادل الثقافي بین مختلف الجھات والمؤسسات والأفراد والجماعات، داخل الدولة وخارجھا، والتي من بینھا أسابیع التراث الثقافي العالمي، التي جعلت الشارقة حاضنة التراث الإنساني بكل أنواعھ وألوانھ، وبمختلف عناصره ورموزه، بالإضافة إلى المشاركات الدولیة في الملتقیات الفكریة ومعارض الكتب، وربط شبكة من العلاقات والاتصالات مع الھیئات والمؤسسات العلمیة والأكادیمیة في مختلف أنحاء العالم. واشتمل العدد على الفعالیات الشھریة التي نظمھا المعھد، احتفالاً بالمناسبات الرسمیة لدولة الإمارات العربیة المتحدة، وھي: یوم العَلَم، ویوم الشھید، والیوم الوطني، والیوم العالمي للتسامح.
وقدّم العدد صورة شاملة ومتكاملة، تظھر الجھود الكبیرة التي یضطلع بھا المعھد، والآفاق الواعدة لأنشطتھ وبرامجھ التي تتوخى النھوض بالتراث فكرة وموضوعاً، ودراسة وتحقیقاً، وتوعیة وتثقیفاً، وتعلیماً وتكویناً، بما یتسق مع رؤیتھ الاستراتیجیة.
وقال الدكتور منّـي بونعامھ، مدیر إدارة المحتوى والنشر، مدیر التحریر، إن معھد الشارقة للتراث غدا أیقونة التراث العربي بفضل دعم وتوجیھات صاحب السمو الشیخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومشروعھ الثقافي الإحیائي الرائد الرامي إلى إحیاء التراث الإماراتي، والمحافظة على رموزه وعناصره، وكل ما یتّصل بھ، وما تأسیس معھد الشارقة للتراث، إلا مؤشر مھم
وملھم وحیوي، یعزّز ذلك التوجّھ ویدعمھ بقوة؛ من أجل المحافظة على التراث وصونھ من الضیاع والاندثار.
وأشار إلى أن المعھد قام بوضع سیاسات ثقافیة مكینة، وخطط تراثیة متقنة، أشرف على تنفیذھا عن طریق الفعالیات الرئیسة، والأنشطة الثقافیة التي تعنى بالاضطلاع بھذا الجانب، ومنھا: ملتقى الشارقة الدولي للراوي، وأیام الشارقة التراثیة، وملتقى الشارقة للحرف التقلیدیة، وأسابیع التراث الثقافي العالمي في الشارقة، وبشارة القیظ، ولیلة «النص»، بالإضافة إلى سلسلة من الندوات والمحاضرات، والملتقیات العلمیة والفكریة التي یتم تنظیمھا على مدار العام، من أجل التوعیة والتثقیف بأھمیة التراث وحفظھ وصونھ من الضیاع والاندثار، علاوة على الدبلومات المھنیة والنشر العلمي، وقد توّجت تلك الجھود بحصیلة متمیّزة،
حتى غدا المعھد، في غضون خمس سنوات، مركزاً دولیاً لتنمیة القدرات، وتكوین الخبرات، وتعزیز المھارات للأفراد والمجموعات المشتغلة بالتراث، من خلال التدریب والتكوین والتدریس والتعلیم والتوعیة والتثقیف، وھو نھج قویم انبنت علیھ رؤیة المعھد وعكستھ وإسھاماتھ التي تركت بصمة قویة وأثراً باقیاً في الجمھور والمھتمین بالتراث كافة، وتوّج مؤخراً بمنح المعھد صفة مركز من فئة 2 تحت رعایة
«الیونسكو».
وأكد أن المعھد أوجد، عبر مشاركاتھ الخارجیة الفاعلة، شبكة من نقاط التواصل بمختلف الھیئات الثقافیة والمؤسسات التراثیة في مناطق مختلفة من العالم، لاتزال في اطراد مستمر، سعیاً إلى دعم جھوده وحضوره على المستوى العالمي، وخاصة بعد افتتاح مركز المنظمات الدولیة للتراث الثقافي، الذي یحتضن ست منظمات دولیة متخصصة في التراث الثقافي.
وأشار إلى أن المعھد یتطلع إلى تفعیل دوره الثقافي والتراثي والتكویني، وتطویر علاقاتھ بمختلف الجھات والمؤسسات؛ من أجل النھوض برسالتھ، والارتقاء بمستوى أدائھ؛ لیكون في الصدارة دائماً، كما یسعى إلى تنفیذ حزمة من المشروعات التراثیة المھمة، والارتقاء بالعمل في مجال التراث، عن طریق تطویر مستوى الأداء في الجانب الثقافي وجانب التوعیة، المرتبطین بالفعالیات، والجانب التكویني المتعلق بالبرنامج الأكاديمي .