في هذه الليلة اجلس بالمكتبة .. والحضور كما كل ليلة متواجدين .. صوت المطر بازدياد .. وهنا الموقد يأكل الحطب دون رحمة .. وجيش السجائر ينتظر من الجندي الذي ستحرقه انفاسي دون شفقة .. وهناك يجلس فنجان القهوة السادة وحيدا دون رفقة .. واظن انه يعيش لحظات الفقد كما اعيش .. فجليسه صاحب جليستي لم يحضر .. وجليستي صاحبة جليسه لم تأتي .. وعلى غير العادة .. اجلس اليوم بدون غادة .
غادتي جدا أشعر بالتعب ..
غادتي .. الا تأتين ؟!
ليتك اليوم هنا جئتي ..
ليتك لحالي تنظرين ..
لتعرفين معاناتي ..
ومعاناتي لتعرفين ..
غادتي .. أما قلتي انك ..
بي تشعرين ؟؟
أما كنتي قد قرأتي ..
في وجهي احاديث العين ؟؟
الا تعلمين .. فقلبي لحضورك استسلم ..
وما زال .. باصغر كلماتك يحلم ..
وعلى محبتك .. وضع قلبي يمينه ..
واقسم .. ان لا يخذل ..
واقسم .. ان لا ينسى ..
واقسم .. ان لا يرحل ..
واقسم ..
ان لا يقسم في الروايات ..
الا على محبتك ..
التي لها استسلم ..
واقسم ..
اتسمعين ؟
فلما الغياب دون دواع ..
ولما الرحيل دون وداع ..
لتتركيني سفينة في بحر الحياة ..
كأني اسير دون الشراع ..
أخبرتك بالأمس غادة انني ..
لا احتمل طرق الضياع ..
ضباع بشريتي ضياع كلها ..
فكيف تتركيني بين الضباع ..
وترحلين !!!!
ااه غادة .. أقول وقد سئمت الحياة .. ومللت روحي التي تأبى الاستسلام حتى هذه اللحظة .. اااه غادة .. وقد أتعبتني تلك الدقات التي اشعر بها أقصى يسار جسدي .. أقول وقد ضاقت بي الرحاب ومللت انتظار السحاب .. واشعر أن الكون كله يثقل على صدري .. تلك الأنفاس لم تعد كما كانت وأصبحت ابذل مجهود أكبر للحصول عليها .. أيعقل غادة أن يموت أحد دون أن يموت ؟! هذا انا ..
هربت اليك غادة بعد شعرت بالوحدة .. فمن بين بلايين البشر لم أجد من يتفهم تلك الطريقة التي افكر بها .. ولم اجد من يتقبل تلك الطباع .. فالضباع اليوم تحلت بصفات البشرية غادة .. والبشر حملت اطباع الضباع ..