مؤتمر القمة اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻼﺑﺘﻜﺎر ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ "وايز"، مبادرة من مؤسسة قطر، تطلق المقياس العالمي للتعليم
تصورات الشباب حول التعليم والمستقبل في عام 2020
يشعر 9 من بين كل 10 من الشباب بأن جيلهم لديه مسؤولية تحسين العالم ؛ ومع ذلك ، فهم لا يشعرون بأنهم مستعدون
جوهرة العرب
28 يناير 2020. بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، كشفت دراسة جديدة نشرها مؤتمر القمة اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻼﺑﺘﻜﺎر ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ "وايز" النتائج المتعلقة بتصورات الشباب تجاه تعليمهم. أجرت شركة إبسوس الدراسة في 20 دولة حول العالم، بما في ذلك الأردن ولبنان وقطر والمغرب، وضمّت أكثر من 9500 شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا.
يضطلع كل من لبنان والأردن وقطر بمركز جيد على مؤشر التعليم العالمي
عبّر العديد من المشاركين عن رضاهم عن جودة التعليم الذي اختبروه في بلدانهم، حيث وافق 54% على أنه ممتاز أو جيد جدًا في لبنان، مقارنة بـ 59% في قطر و41% في الأردن. بالمقارنة، صنّف 20% من المشاركين من المغرب تجربتهم بأنها سيئة، مع وقوع دول أكبر مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية على قدم المساواة مع الشرق الأوسط.
تعتبر المرافق المدرسية منطقة فرص للمعلمين في لبنان والأردن، مع وجود أثر كبير للتحديات الاقتصادية القائمة. فقد وافق 26% فقط من الطلاب في الأردن على أن المرافق جيدة أو ممتازة، مقارنة بـ 34% في لبنان و60% في قطر.
تعتبر المساواة بين الجنسين بين الطلاب ناجحة، ولكن لم تؤثر بعد على فرص العمل
على الرغم من التحديات المادية والاقتصادية التي تواجهها المدارس في الشرق الأوسط، يبدو أنها تكتسب قوة دافعة في مسألة المساواة بين الجنسين. إذ تُشير الدراسة إلى أن 77% من الطلاب الذين تمت مقابلتهم في قطر قالوا إنهم عوملوا على قدم المساواة، وكانت الأرقام أدنى بقليل في لبنان حيث بلغت 72%، و61% في الأردن. غير أن هذا الأمر لا يُترجم بالضرورة إلى مساواة في مكان العمل، مع عدد أقل من المجيبين الذين قالوا إن هذه المساواة أدت إلى فرص عمل مماثلة. في لبنان، اعتقد 34% فقط أن الفرص متساوية بين الجنسين، مع 39% في الأردن و65% في قطر.
وتملك المدارس في الشرق الأوسط فرصة أخرى محتملة وهي تبني التكنولوجيا كوسيلة لتوفير الوصول إلى التعليم. وفي حين أن الحواجز الاقتصادية تشكل في بعض الحالات عقبة فعلية، إلا أن مجموعات إبداع مبتكرة مثل "التعلم البديل" اللبنانية (LAL) كانت رائدة في إنشاء جهاز منخفض التكلفة أطلق عليه اسم "طبشورة في صندوق"، تمكّن من المشاركة في برنامج Accelerator الخاص بـ"وايز" منذ عامين. يمكن لذلك أن يساعد بعض الشيء، في الوقت الذي لا يزال فيه طلاب الشرق الأوسط يشعرون بأن هذا المجال لا يزال بحاجة إلى تطوير.
في لبنان، قال 61% من المجيبين إنه توفرت لهم التكنولوجيا بشكل جيد أو ممتاز مقارنة مع 63% في الأردن و78% في قطر. والجدير بالذكر أنه على المستوى العالمي، سجلت فنلندا أعلى مستوى حيث وافق 90% من المجيبين على هذا الشعور.
غير أن التحرك للحفاظ على البيئة لم يكتسب حتى الآن زخمًا بين جيل ما بعد الألفية
مع تمثيل تغير المناخ والمسؤولية البيئية مشكلة عالمية متزايدة، من غير المستغرب أن يكون العديد من المجيبين من حول العالم قد وافقوا على أن من واجبهم تبني ممارسات أفضل. فقد وجدت الدراسة الاستقصائية أن 87% يعتقدون أن جيلهم يحتاج إلى جعل الكوكب مكانًا أفضل، ولكن قال أقل من النصف، 48%، إن تعليمهم قد أعدهم لمهمة التعامل مع مثل هذه القضايا المجتمعية الكبيرة.
في سياق الشرق الأوسط، من الواضح أن للمعلمين والمؤسسات مهمة رئيسية في إشراك الشباب في القضايا البيئية. قال 13% فقط من المجيبين في قطر إنهم سيؤدون دورًا نشطًا في دعم الحلول البيئية، وبلغت هذه النسبة 22% في لبنان و16% في الأردن. في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، احتل المغرب المرتبة الأولى بنسبة 31%، مساوياً مع الهند، لكن عمومًا لم يُبدِ معظم الطلاب اهتمامًا كبيرًا بهذا الأمر. وقد سجلت روسيا أدنى اهتمام بنسبة 9% فقط.
وصرح ستافروس ن. يانوكا، المدير التنفيذي لوايز، في هذا الصدد قائلاً: "يدرك الشباب التحديات التي يواجهها عالمنا ويعترفون بأنهم لديهم مسؤولية لمواجهة هذه التحديات. وفي الوقت نفسه، يتخذون نهجًا واقعيًا في ما يتعلق بمستوى استعدادهم – فهم لا يشعرون بأنهم مستعدون تمامًا بعد – وأيضًا بالحاجة إلى أن يكونوا مشاركين نشطين في الاقتصاد. أصبحت الكرة الآن في ملعب صانعي السياسة لتهيئة الظروف للشباب كي يضعوا الحلول التي ستدفع عالمنا إلى الأمام."