في یومھ الأول .. منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي الـ ٢١ یناقش موضوعات متنوعة ومھمة

بمشاركة ١٥٨ باحثاً وخبیراً من ١٤ دولة

في عالم البیئة البحریة والشعب المرجانیة 

جوهرة العرب

الشارقة، الامارات العربیة المتحدة – 4 فبرایر 2020

ناقش باحثون وخبراء ومختصون في البیئة موضوعات متنوعة ومھمة في عالم البیئة 

البحریة والشعب المرجانیة وأسماك القرش، في الیوم الأول لمنتدى الشارقة الدولي 

لصون التنوع الحیوي، في نسختھ الـ ٢١ ،الذي تنظمھ ھیئة البیئة والمحمیات الطبیعیة، 

وانطلقت أعمالھ وفعالیاتھ صباح أمس الاثنین، في منتزه الصحراء، وتستمر ٤ أیام 

حتى الخمیس المقبل، بمشاركة ١٥٨خبیراً ومختصاً من ١٤ دولة. 

وتطرق المشاركون إلى أھمیة البحث عن أسالیب وآلیات مستدامة لوقف استغلال 

أسماك القرش، وضرورة وضع استراتیجیات تسھم في تحقیق تغییرات ونقلات نوعیة 

للحد من التدھور في البیئة البحریة والساحلیة، والتأكید على أھمیة التعاون الدولي 

والإقلیمي من أجل العمل معاً للحد من تدمیر التنوع الحیوي في البیئة البحریة 

والساحلیة. 

وأشاروا إلى أن أكثر من ثلث التنوع الحیوي في میاه الخلیج العربي یمكن أن یضیع 

بعد نحو ٧ عقود، ولفتوا إلى التلوث البلاستیكي وزیادة حركة السفن وتغیر المناخ 

كأسباب رئیسیة للتدمیر في البیئة الحیویة البحریة والساحلیة. ولاقت الأوراق التي 

قدمت في الیوم الأول تفاعلاً حیویاً لافتاً من قبل الحضور، حیث أثرت النقاشات كل تلك الموضوعات التي تم طرحھا في سبیل الخروج بنتائج عملیة قابلة للتطبیق وتحقیق أھداف المنتدى وموضوعاتھ الرئیسیة في النسخة الـ ٢١ .

وقالت سعادة ھنا سیف السویدي، رئیس ھیئة البیئة والمحمیات الطبیعیة، حققت إمارة 

الشارقة خلال السنوات الماضیة، بفضل دعم وتوجیھ صاحب السمو الشیخ الدكتور 

سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، العدید من الإنجازات 

في مجال حمایة التنوع البیولوجي البحري، وتم إطلاق مشاریع مختلفة وتنفیذ عدید 

الأبحاث والدراسات التي تھدف إلى الحفاظ على النظم البیئیة الساحلیة والبحریة في 

الإمارة.

وتابعت: على مدى السنوات الماضیة لم تتوقف جھود إمارة الشارقة في مجال حمایة 

واستدامة التنوع البیولوجي البحري، وقمنا مؤخراً بإنشاء إدارة الاستدامة البحریة التي تنصب جھودھا على تنمیة واستدامة البیئة البحریة والساحلیة، ففي محمیة جزیرة صیر 

بونعیر البحریة التي تم إعلانھا كمحمیة طبیعیة وفقا للمرسوم الامیري رقم 25 لسنة 

2000 ،استمر العمل على تنمیة الحیاة الفطریة واستدامتھا، وتم تسجیل الجزیرة في 

العام 2012 في قائمة الیونسكو التمھیدیة للمواقع الثقافیة والطبیعیة، وكذلك تم في العام 

2013 تسجیل محمیة جزیرة صیر بونعیر في الاتفاقیة الدولیة لحمایة الأراضي 

الرطبة (رامسار)، وانضمت كذلك إلى مذكرة التفاھم حول حمایة وإدارة السلاحف 

البحریة وموائلھا في المحیط الھندي وجنوب شرق آسیا في العام .2015

وأشارت إلى أن من بین المشاریع المھمة الأخرى التي یتم تنفیذھا في محمیة جزیرة 

صیر بونعیر، مشروع دراسة حالة السلاحف البحریة وتعشیشھا، وكذلك مشروع إعادة 

تأھیل الشعاب المرجانیة بمحمیة جزیرة صیر بونعیر، حیث عانت الشعاب المرجانیة 

في العقود الأخیرة من تدھور شدید بسبب العوامل الطبیعیة والبشریة، نتیجة للعدید من 

الممارسات الخاطئة، وكان لا بد من التحرك الفوري لإعادة تأھیل المناطق الساحلیة

المدمرة وزیادة مساحة الشعاب المرجانیة، ما مكننا من رصد ٤٠ نوعاً من الشعاب 

المرجانیة الاصلیة.

وتابعت: في منطقة أخرى من مناطق إمارة الشارقة، في الساحل الشرقي من الإمارة، 

قمنا بالتعاون مع جمعیة الإمارات للطبیعة والصندوق العالمي لصون الطبیعة، بتنفیذ 

مشروع تتبع السلاحف الخضراء في محمیة أشجار القرم والحفیة، بغرض اكتشاف 

المزید عن العادات المعیشیة والغذائیة لصغار السلاحف الخضراء التي تتواجد بكثافة 

عالیة في القنوات المائیة في محمیة أشجار القرم. 

الیوم الأول

تطرق الخبراء والمتحدثون في الیوم الأول لمنتدى الشارقة الدولي لصون التنوع 

الحیوي، إلى أثر التغیر المناخي والتلوث البلاستیكي وزیادة حركة السفن في البحار 

والمحیطات وما ینجم عنھا من تلوث، تدمر الكائنات البحریة وتؤثر سلبیاً على البیئة 

البحریة والساحلیة، الأمر الذي یستوجب التصدي لذلك، والبحث الجاد عن حلول ناجعة 

لمثل ھذه المشكلات التي تؤدي إلى خلق خلل عام في البیئة، یؤثر على كل الكائنات 

الحیة، والنظام البیولوجي برمتھ. 

وناقش المشاركون النتائج التي تنجم عن التدخلات البشریة غیر السلیمة، ما یدفع 

بالنظام البیئي إلى التدھور والوصول إلى حافة الانقراض، كما تطرقوا إلى التھدیدات 

الرئیسیة التي تسببت في تدمیر النظام البیئي البحري. 

وقال الدكتور فرید كروب، من معھد سینكینبرج للأبحاث في ألمانیا، إن الرخاء المتزاید 

وتزاید عدد السكان في دول الخلیج یؤثران سلباً على الحیاة والبیئة الساحلیة والبحریة. 

وأشار إلى أن من بین أھم العوامل التي تشكل تھدیدات للتنوع البیولوجي الساحلي 

والبحري، یمكن الحدیث عن التطورات الحضریة والصناعیة والسیاحیة، وقد كان 

للتجریف، وطمر النفایات، والتخلص من النفایات الصلبة وتصریف المجاري، 

والانسكابات النفطیة، والإفراط في استغلال المیاه السطحیة والجوفیة، من الأسباب 

الرئیسیة للضغط المتزاید على التنوع البیولوجي الساحلي والبحري.

ولفت إلى أن للتنوع البیولوجي البحري والساحلي أھمیة قصوى. مشیراً إلى أن تدمیر 

الموائل والصید الجائر والتلوث أدى إلى تدھور النظام الإیكولوجي البحري، والذي إذا 

لم یتم السیطرة علیھ سیؤدي إلى فقدان النظام الإیكولوجي البحري والساحلي قدرتھ 

على توفیر الفوائد التي یعتمد علیھا الناس منذ آلاف السنین، الغذاء وسبل العیش.

وشرح الوضع الحالي، وتطرق إلى التحدیات المستقبلیة التي ترتبط بصون التنوع 

الحیوي البحري والساحلي، مثل النظم الإیكولوجیة البحریة الرئیسیة، الموائل شبھ 

الناعمة والقاسیة، أشجار القرم، المستنقعات المالحة، الأراضي الرطبة الساحلیة، 

والأعشاب البحریة، قیعان الطحالب الكبیرة، التجمعات والشعاب المرجانیة، وغیرھا 

الكثیر.

وبین أن عدم كفایة التعاون الإقلیمي، وعدم كفایة برامج الرصد، والمیزانیات 

المحدودة، تشكل عناصر رئیسیة لتدمیر التنوع البیولوجي الساحلي والبحري، فنحن 

نعیش على "كوكب مائي"، ومن الضرورة بمكان أن نھتم بالنظم الإیكولوجیة البحریة 

والساحلیة.

ومن جانبھا، تحدثت الدكتورة جولیا سبایت، من جامعة كامبریدج، عن أسماك القرش 

وموائلھا وما تتعرض لھ من تدمیر، فأسماك القرش ھي من بین أكثر الكائنات البحریة 

التي تتعرض للصید الجائر وتدمیر الموائل.

ولفتت إلى أن عدد أنواع أسماك القرش یصل إلى نحو ٥٠٠ نوع، من بینھا ٥٦ نوعاً 

یوجد في المنطقة البحار العربیة، (الخلیج العربي، خلیج عمان، البحر الأحمر)، بعضھا 

معرض لخطر الانقراض.

لافتة إلى أن معظم الدول في المنطقة لدیھا قوانین لحمایة أسماك القرش، لكن التھدید 

الأكبر ھو صید الأسماك، فجمیع التھدیدات المحتملة الأخرى، مثل تدھور الموائل أو 

التلوث، ضئیلة للغایة. 

وبدوره، تناول الدكتور جون بیرت، الأستاذ المساعد في البیولوجیا لدى جامعة 

نیویورك أبو ظبي، الشعب المرجانیة في المنطقة البحریة العربیة وأھمیتھا، وممیزات 

وسمات الشعب المرجانیة في الخلیج العربي، وتطرق إلى سطح البحر والبیئة العامة 

ودرجات الحرارة والظروف العامة التي تتعلق بالشعب المرجانیة والتغیرات في درجة 

الحرارة، والتغیرات المناخیة التي تؤثر على الشعب المرجانیة، والنظام البیئي 

الإیكولوجي للشعب المرجانیة في المستقبل. 

ومن جانبھ، تحدث المستشار والخبیر البیئي الأردني، إیھاب عید، عن الدراسة التي 

أنجزتھا الجمعیة الملكیة لحمایة البیئة البحریة حول الشعاب المرجانیة في خلیج العقبة، 

ونتائج تلك الدراسة، وذلك ضمن الجھود الھادفة إلى الحفاظ على البیئة البحریة 

وحمایتھا من التلوث، وتوفیر قاعدة بیانات وطنیة لأنواع المرجان الصلب، وعلى 

ضوء الدراسة التي استمرت نحو خمس سنوات، أصدرت الجمعیة دلیلاً نوعیاً عن 

أنواع المرجان الصلب في الأردن، یحتوي على معلومات تفصیلیة مرتبطة بخلیج 

العقبة من حیث خصائص الخلیج الحیویة والفیزیائیة التي ساھمت بتكوین حیود 

مرجانیة مھمة وفریدة من نوعھا، كما یتضمن شرحاً عن المھددات والفرص المتوافرة 

على الصعید التشریعي والمؤسسي والفني لحمایة أنواع المرجان المھدد بالانقراض في 

خلیج العقبة.

ولفت إلى أن الدراسة ھي الأولى من نوعھا التي تم تنفیذھا في العقبة، والخاصة 

بتصنیف الشعاب المرجانیة، وتحدید ارتباط ھذه الأنواع الجغرافي مع البحر الأحمر 

وغیره من المناطق التي توجد بھا الحیود المرجانیة.

إلى ذلك، یناقش منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي في شبھ الجزیرة العربیة 

الـ ٢١ عدة موضوعات رئیسیة، على مدار أربعة أیام في منتزه الصحراء (٣ إلى ٦

فبرایر الجاري)، یستعرض خلالھا مقدمة واسعة للإدارة البحریة والساحلیة، بما في 

ذلك المجموعات الرئیسیة من أنواع المرجان والسلاحف وأسماك القرش والثدییات 

البحریة وأشجار المانغروف والأعشاب البحریة، ولمشكلات الحالیة التي تواجھ ھذه 

البیئات، بما في ذلك مصائد الأسماك، تربیة الأحیاء المائیة، التلوث، البلاستیك، 

التسربات النفطیة، والتغیر المناخي. ویكمن ھدف المنتدى في المساھمة في إعداد 

وصیاغة استراتیجیات حمایة وخطط عمل ذات صلة بشأن الأنواع المھددة بالانقراض 

في المنطقة العربیة، حیث یستند إلى خطة تقییم وإدارة الحمایة الموضوعة والمعدة من قبل المجموعة المتخصصة في حمایة وإكثار الحیوانات التابعة للاتحاد الدولي للحفاظ 

على الطبیعة. وتتجلى أھمیتھ في كونھ محطة لقاء وتفاعل الخبراء والمختصین من 

مختلف بلدان العالم، وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات، بما یساعد في معرفة 

أوضاع وطبیعة الحیاة الطبیعیة في دولة الإمارات بشكل خاص، ومنطقة شبھ الجزیرة 

العربیة بشكل عام.