نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، صباح اليوم في مقره بالبطين، محاضرة بعنوان "وكالة أنباء الإمارات.. رؤية متجددة في صناعة الإعلام الوطني"، تحدث فيها الإعلامي فيصل باروت رئيس قسم الأخبار في وكالة أنباء الإمارات، بحضور الأستاذة فاطمة المنصوري مديرة المركز، وعدد من الإعلاميين والباحثين والمهتمين.
وقال باروت في مستهل حديثه إن وكالة أنباء الإمارات هي الذراع الإعلامية الرسمية للدولة، وتم إنشاؤها بقرار وزاري في العام 1976، وبعدها بعام واحد انطلقت أولى نشراتها، بعد أن تم تنظيم الهيكلة الداخلية ووضع القوانين والتشريعات لها.
وأشار باروت إلى أن تأسيس الوكالة كان نتاجاً لحرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، على أن تكون هناك ذراع إعلامية وطنية متحدثة باسم الدولة، حيث كان "رحمه الله" على ثقة، بنظرته الثاقبة، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة ستمر بمحطات نجاح كثيرة، لذا ظهرت الحاجة لوجود ذراع إعلامية لعكس تلك النجاحات داخلياً وخارجياً.
كما تناول باروت التكنولوجيا المستخدمة في وكالة أنباء الإمارات عند إنشائها، التي وصفها بأنها كانت متواضعة قياساً إلى التطور الموجود اليوم، إلا أنه في ذلك الوقت كانت أجهزة مثل الفاكس والتليفاكس تعد ثورة في في عالم التواصل، مؤكداً أن الوكالة منذ نشأتها وحتى اليوم، تسعى لمواكبة التطور التكنولوجي والفكري والثقافي، في سبيل أن تظل هي المصدر الموثوق والمعتمد للمادة الإعلامية.
وتحدث أيضاً عن السياسة التحريرية لوكالة أنباء الإمارات، التي توازي التطلعات والأهداف المنشأة من أجلها، الأمر الذي أظهر الحاجة إلى دليل مهني ينظم العملية التحريرية والإدارية. وقال إن الدليل المهني كان من العوامل التي مكنت موظفي الوكالة من امتلاك الرؤية والثقافة التحريرية اللازمة لعملهم، وهو ما جعل الخط التحريري لوكالة أنباء الإمارات خطاً واحداً وثابتاً، بحيث يستطيع أي محرر صحفي مسؤول داخل الوكالة أن يقيم نوعية الأخبار وفرزها بما يجعل نشرة الأخبار متناسقة.
وأشار باروت إلى التطور الذي شهدته الوكالة، حيث كانت في البدايات تنقل الأخبار الخاصة بالمراسيم والقرارات الرسمية، ولم تكن هناك أحداث بالكثرة والضخامة التي نراها اليوم، حيث نجد على هامش كل حدث كبير برامج وورشاً لا تقل أهمية عن الحدث الرئيسي، وهو ما استدعى من الوكالة أن تكون هناك فرق عمل في أرض الفعالية، كغرفة عمليات مصغرة.
وقال إن عدد الموظفين في الوكالة يعد قليلاً مقارنة بغيرها من الوكالات في الدول المجاورة، برغم العمل الكبير الذي يقدمونه، حيث تصنف وكالة أنباء الإمارات على المستوى العربي بين الوكالات المتقدمة. مشيراً إلى أن متوسط الأخبار التي تبثها الوكالة هو 200 خبر يومياً، وفي الأحداث الكبيرة يرتفع العدد ليصل أحياناً إلى 400 خبر.
وأكد باروت أن توطين الصحفيين الميدانيين في وكالة أنباء الإمارات وصل إلى نسبة متقدمة، قائلاً: "لدينا حوالي 28 محرراً صحفياً بينهم 25 مواطناً ومواطنة، فالعنصر النسائي لدينا متساوي مع العنصر الرجالي، والقيادات من رؤساء الأقسام وأصحاب القرار هم أيضاً من الكادر الإماراتي". مشيراً إلى أن هذا الأمر انعكس على منتج الوكالة نتيجة لملامسة ابن الإمارات للواقع، ورؤيته للتطلعات والتحديات أمامه، فيعمل على الارتقاء إلى مستوى التطلعات والمسؤولية الملقاة على عاتقه.
وسرد باروت مراحل التطور التقني في عمل الوكالة، بدءاً من نقل الأخبار عن طريق المحرر الصحفي بالقلم والورقة والفاكس، مروراً باستخدام البريد الإلكتروني، وحتى الوصول إلى مرحلة تطبيق "محرر وام"، الذي تم اقتراحه وإطلاقه منذ حوالي ثلاث سنوات، ومن خلاله يستطيع المحرر الصحفي أن يبث الأخبار من أي مكان في العالم، لتتقلص عملية بث الخبر من ساعتين إلى نصف ساعة، وهو ما اعتبره باروت تقدماً ملحوظاً.
كما أشار أيضاً إلى إطلاق خدمة "العرض الرقمي"، وهي شاشة تعرض عليها الأخبار بصورة مختصرة، وتستهدف أماكن الانتظار والتجمعات، مثل المطارات، وقال إنها أطلقت بشكل جزئي على أن يتم التوسع فيها.
وتحدث باروت عن زيادة نسبة ثقة المجتمع في وكالة أنباء الإمارات، التي قال إنها وصلت مراحل متقدمة تتجاوز التسعين في المئة، وهي تزيد باستمرار، حيث يتفاعل الجمهور مع الوكالة وفقاً للقراءات على وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي للوكالة، التي يزداد الدخول عليها تصاعدياً.
كما تناول المواد التي تقدمها الوكالة للمتلقي التي قال إنها عادة ما تكون أخباراً رسمية، لكن هناك شريحة من المجتمع تحتاج إلى مواد إعلامية خفيفة وثرية في الوقت نفسه، مما دفعهم لتقديم خدمة التقارير المجتمعية بطريقة مختلفة عن طريقة تقديم الأخبار، فكان فيها إنفوغرافيكس وفيديوغرافيكس. وقال إن هذه التقارير تستهدف الوكالة بها المجتمع الإماراتي في الأساس، لكنها أيضاً حريصة على نقل هذه التجربة إلى مختلف دول العالم، وفي سبيل ذلك وقعت الوكالة خلال السنوات الماضية ما يقارب 46 مذكرة تفاهم وتعاون مع مؤسسات ووكالات عالمية بمختلف اللغات.
من بين هذه المؤسسات كانت شركة إينكس، وهي منصة تقدم لها الوكالة الأخبار والفيديوهات، وهي توزعها لمشتركيها.مشيراً إلى أن تقريري الوكالة عن الصيدلية الذكية، وعن نافورة دبي كانا الأكثر تداولاً على مستوى العالم وفقاً لما ذكره له مدير شركة إينكس.
وقال باروت إن وكالة أنباء الإمارات وصلت الآن إلى البث بـ 13 لغة، مؤكداً أن هذا الأمر حدث لأكثر من هدف وليس فقط لاقتراب إطلاق إكسبو 2020، مشيراً إلى وجود 200 جالية في الإمارات، تربط بينها هذه اللغات، وقال: "عندما نترجم الأخبار بمختلف اللغات الموجودة هناك صحف أجنبية تأخذ الأخبار المعنية بها جالياتها"، كما أشار إلى الشراكة مع صحيفة بيبول ديلي الصينية التي يبلغ عدد مشتركيها 600 مليون، كأكبر منصة إعلالمية على مستوى العالم.
وشهدت المحاضرة عدة مداخلات من الحضور الذين أشادوا بمصداقية ومهنية وكالة أنباء الإمارات، والتطور الذي شهدته. وفي الختام تم تكريم المحاضر.