رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة یودع زواره بعروض البیئتین الساحلیة والبدویة

ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة یودع زواره بعروض البیئتین الساحلیة والبدویة
أسھم في حمایة الحِرف التراثیة وصونھا ودعم العاملین فیھا

جوهرة العرب

الشارقة، 6 فبرایر 2020
أُسدل الستار صباح یوم أمس (الأربعاء) على فعالیات النسخة الثانیة عشرة من ملتقى الشارقة 
للحِرف التقلیدیة، التي أقیمت على مدى یومین في مركز الجواھر للمؤتمرات والمناسبات، 
تحت شعار "حرفٍ شارقیةٍ"، مستقطبة مئات الزوار من محبي التراث والحِرف التقلیدیة، الذین 
تابعوا العدید من المحاضرات والعروض والفنون والمسابقات والمعارض التي اشتملت علیھا 
ھذه النسخة الأكثر نجاحاً على مدى دورات الملتقى.
وشكّل احتفاء الملتقى بالحِرف التقلیدیة في إمارة الشارقة، تماشیاً مع إدراجھا مدینة مبدعة في 
مجال الحِرف والفنون الشعبیة ضمن شبكة الیونسكو للمدن المبدعة، إضافة نوعیة إلى رصید 
ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة الذي بات الحدث الرائد محلیاً في توثیق رحلة الآباءِ والأجدادِ، 
في سباقِھم مع الحیاةِ؛ لإبرازِ تنوّعِ الحِرفِ التي امتھنوھا والبیئات التي عملوا فیھا، وغرس 
ملامحھا في نفوس الأجیال الحالیة والمقبلة.
وقال سعادة الدكتور عبد العزیز المسلّم، رئیس معھد الشارقة للتراث، رئیس اللجنة العلیا 
المنظمة لملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة: "نحن سعداء بالتفاعل الكبیر مع فعالیات النسخة 
الثانیة عشرة من الملتقى، التي احتفت بحِرف الشارقة المتوارثة، وأبرزت حضورھا في الحیاة 
الیومیة للسكان، متخذة من رؤیة وتوجیھات صاحب السمو الشیخ الدكتور سلطان بن محمد 
القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدافع للاستمراریة والتطویر المتواصل، حتى 
أصبح الملتقى حاضناً أمیناً للتراث الحِرفي في دولة الإمارات العربیة المتحدة".
وأشار سعادتھ إلى أن ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة لیس فقط مكاناً لعرض الحِرف في بیئاتھا 
التقلیدیة أمام الجمھور، من الكبار والصغار، بل ھو أیضاً بمثابة أكادیمیة للبحث والنقاش حول 
ھذه الحِرف لتوسیع نطاق المشتغلین فیھا، وتعزیز مكانتھا، وتنمیة صناعاتھا، والترویج 
لمنتجاتھا، بل وإبرازھا أیضاً أمام المقیمین والسیاح باعتبارھا جزءاً أصیلاً من الھویة 
الوطنیة، مضیفاً أن الملتقى سیعمل على تطویر وتوسیع دوراتھ المقبلة لإحیاء ھذه الحِرف 
التقلیدیة وإعادة الحیاة لما اندثر منھا أو أوشك أن یلفھ النسیان.
حداثة التراث بتصامیم معاصرة
خلال مشاركتھا في تقدیم عدد من الندوات ضمن البرنامج الثقافي للملتقى، تناولت د. دانة 
عمرو، أستاذ زائر في قسم التصمیم الداخلي بكلیة الفنون الجمیلة والتصمیم في جامعة 
الشارقة، مشروعھا الذي یحمل عنوان "حداثة التراث"، والمستلھم من العناصر التراثیة في 
البیئة المحلیة الإماراتیة وتوظیفھا في تصامیم معاصرة، بحیث تم إنتاج وحدات إنارة وقطع 
أثاث ذات تصامیم مستوحاة من ھذه العناصر التراثیة. وأشارت إلى أن نحو 18 طالبة شاركن 
في ھذا المشروع، وتم عرض 15 مشروعاً لأفضل التصامیم في معھد الشارقة للتراث، فیما 
عرضت في ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة أربعة مشاریع استلھمت عناصر تصامیمھا من 
الحِرف المحلیة الإماراتیة.
واستعرضت الدكتورة دانة المشاریع الأربعة وھي: "كرسي التلي" للطالبة روضة السویدي 
والذي استوحي تصمیمھ من خیوط وبكرات التلي، وكذلك "مصباح المسندة"، وھو من عمل 
الطالبة إسراء غوزلیلي، ویتمثل في مصباح على شكل المسندة والكاجوجة وخیوط التلي 
المتداخلة فیھا، وأیضاً "مصباح البرقع" للطالبة دلال بسام، وھو مصباح على شكل البرقع، 
ومشروع "وحدة إنارة القرقور" على شكل شبكة القرقور مع المجداف. مشیرة إلى أن 
المشروع لاقى تفاعلاً كبیراً من الطالبات، اللواتي اعتمدن على مادة الكرتون المعاد تدویرھا 
والصدیقة للبیئة، وقدمن أفكاراً إبداعیة فریدة تصلیح لتحویلھا إلى منتجات تجاریة.
تجربة إماراتیة في تصمیم الأزیاء
وضمن البرنامج الثقافي أیضاً، تحدثت مصممة الأزیاء الإماراتیة فریال البستكي عن "تأثیر 
التراث في التصامیم الحضاریة"، واستعرضت بدایاتھا في علامتھا التجاریة التي أطلقتھا عام 
2003 ،مستندة على ھوایتھا وموھبتھا في التصمیم والرسوم والخیاطة والتطریز لإنشاء 
مشغل خیاطة ومن ثم بوتیك لبیع وتسویق تصامیمھا. مشیرة إلى أن تصامیمھا أصبحت تحظى 
باھتمام عالمي بعد عرضھا في بیروت وبروكسل ولندن، بفضل مزجھا بین الشرق والغرب 
وإبراز الھویة الوطنیة والتراثیة في ھذه التصامیم.
وأكدت البستكي أنھا تقوم شخصیاً بتصمیم أزیائھا بالكامل بالتعاون مع فریق عمل متخصص 
وواسع الخبرات لابتكار تصامیم موسمیة وخاصة للأعیاد وشھر رمضان والیوم الوطني 
وغیرھا من المناسبات الدینیة والوطنیة، وأضافت أن تصامیمھا تتمیّز بالتفرد والخصوصیة، 
بحیث تعبّر عن مفردات التراث الإماراتي، لتقدم العباءة الخلیجیة الفاخرة والأزیاء التي تعكس 
الأسلوب الشرقي والعربي.
إصدارات معھد الشارقة للتراث
ولأن الكتاب لابد أن یكون حاضراً في الشارقة العاصمة العالمیة للكتاب، عرض معھد الشارقة 
للتراث خلال مشاركتھ في ملتقى الشارقة للحِرف التراثیة مجموعة من الإصدارات الخاصة 
بالملتقى، من الكتب والمعاجم والمجلات، ومن بینھا كتاب "الحِرف والصناعات التقلیدیة في 
دولة الإمارات" من تألیف علي أحمد المغني، ویتناول فیھ المؤلف أھم الحِرف والصناعات 
التقلیدیة في البیئات الساحلیة والصحراویة والجبلیة، وورش الحِرفیین وألقاب العاملین فیھا، 
وأسباب اندثار بعضھا.
وھناك كتاب "حِرف شارقیة" الذي یركز على بعض الحِرف التقلیدیة التي اشتھرت بھا 
الشارقة مثل التلي، وغزل الصوف، والبرقع، والسدو، وحِرفة السعفیات، فیما یتحدث كتاب "الآلات الموسیقیة التقلیدیة المستخدمة في فنون الإمارات" للباحث علي العشر، عن مجموعة 
من ھذه الآلات مثل: طبل الراس، والطار، والطوس، والصرناي أو المزمار، والبیب، 
والطنبورة، والربابة، والعود، وغیرھا. إلى جانب كتب عن البیئة البحریة في دبا الحصن، 
والحِرف البحریة، وكتب أخرى عدیدة نالت اھتمام الزوار.
وقالت خلود الھاجري، المنسق العام لملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة: "جاءت دورة ھذا العام 
من الملتقى محتفیة بالشارقة بوصفھا مدینة مبدعة في مجال الحِرف والفنون الشعبیة تحت 
شعار "حِرف شارقیة"، عاكسةً كل ما تشتمل علیھ ھذه التسمیة من مضمون ثري، وقد تجسَّد 
ذلك بوضوح في أجنحة الملتقى بما فیھا البیئات التراثیة وحِرفھا التقلیدیة ومنھا الجلافة، 
وصناعة المالح، وفلق المحار، وصناعة القراقیر، وصناعة اللیخ في البیئة الساحلیة، وحِرفة 
السدو، وغزل الصوف، وصناعة والزربول، والسقى، والصقار، المقھوي في البیئة 
الصحراویة، كما قدّمت المعارض التراثیة لوحة جمیلة عن الأبواب التراثیة، والطب الشعبي، 
والآلات الموسیقیة، بالإضافة إلى المعارض الحیة: معرض النسیج والحیاكة، معرض النخلة".
وأضافت: "كانت ھذه الدورة استثنائیة بكل المقاییس بالتزامن مع الإنجازات والمكتسبات التي 
حققتھا إمارة الشارقة في مجال الحِرف والفنون الشعبیة، والتي قدّمت صورة مشرقة ومشرّفة 
عن تراثنا الحرفيّ الزاخر وما ینطوي علیھ من غنى وتنوّع، وما یتطلبھ من جھود ومبادرات 
ستسھم في المحافظة علیھ من الضیاع والاندثار". وشكرت الھاجري سعادة الدكتور 
عبدالعزیز المسلّم وجمیع اللجان التي عملت جاھدة على إبراز ھذه الدورة في حلّة جمیلة، 
وكذلك المشاركین والرعاة والداعمین والمساندین لھذا الملتقى.
وشھد الملتقى تنظیم معرضین حییّن، خصص الأول منھما للنخلة وحرفھا ومنتجاتھا مثل 
السفافة، وصناعة الحابول، وقلادة الحبل، فیما تناول المعرض الثاني النسیج والحیاكة، مشتملاً 
على صناعة الفروخة، وحِرفة التلي، وصناعة الدمى، وقرض البراقع، والخیاطة التقلیدیة، مع 
إبراز الحِرف التي ارتبطت باحتیاجات المرأة مثل المكاحل، والأزیاء التراثیة، وأدوات الطبخ 
الشعبي، وغیرھا الكثیر، ھذا إلى جانب ثلاثة معارض متحفیة للأبواب، والطب الشعبي، 
والأدوات الموسیقیة. 
وتضمن الیوم الختامي لملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة تكریم سعادة الدكتور عبد العزیز المسلم للمشاركین والرعاة والجھات الشریكة والمتعاونة، من المؤسسات والأفراد، وفرق العمل كافة، والجھة المستضیفة للملتقى، والخبراء والباحثین المتحدثین ومقدمي الورش المصاحبة .

واستقبل الملتقى زیارات من العدید من الجامعات والمدارس، من بینھا جامعة الشارقة 
والجامعة القاسمیة، إضافة إلى مدرسة الإمارات الخاصة، ومدرسة الأرقم، ومدرسة الشیخة 
مریم، ومدرسة النوف، ومدرسة المنار، حیث استمتع الطلاب والطالبات بالفعالیات والعروض 
وتعرفوا على كثیر من الحرف التقلیدیة الإماراتیة.
وكان البرنامج الفكري للملتقى قد استعرض موضوعات خصبة تناولت مدن الإبداع في 
الحِرف والفنون الشعبیة بالعالم العربي من خلال تجربتي المملكة العربیة السعودیة، ودولة 
الإمارات العربیة المتحدة، وواقع الحِرف وآفاق صونھا، بالإضافة إلى الورش الفنیةٍ 
والتدریبیةٍ، إلى جانب المنشورات المصاحبة للملتقى، والتي ركّزت على شعار ھذه الدورة 
منھا: ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة.. حصاد السنین، والحِرف والصناعات التقلیدیة في دولة 
الإمارات العربیة المتحدة، وحِرف شارقیة، والآلات الموسیقیة التقلیدیة وغیرھا.
  • ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة یودع زواره بعروض البیئتین الساحلیة والبدویة
  • ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة یودع زواره بعروض البیئتین الساحلیة والبدویة
  • ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة یودع زواره بعروض البیئتین الساحلیة والبدویة
  • ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة یودع زواره بعروض البیئتین الساحلیة والبدویة
  • ملتقى الشارقة للحِرف التقلیدیة یودع زواره بعروض البیئتین الساحلیة والبدویة