رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي الـ ٢١ یناقش البیئة البحریة وكیفیة الحفاظ علیھا وحفظ الأنواع

منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي الـ ٢١ یناقش البیئة البحریة وكیفیة  الحفاظ علیھا وحفظ الأنواع
بمشاركة ١٥٨ خبیراً وباحثاً من ١٤ دولة

ورش عمل وجلسات نقاش تھدف إلى تحقیق أھداف المنتدى والوصول لنتائج مفیدة

جوهرة العرب

الشارقة، الامارات العربیة المتحدة – 6 فبرایر 2020
ناقش خبراء ومختصون وباحثون في عالم البیئة على مدار أربعة أیام موضوعات 
متنوعة ومھمة في عالم البیئة البحریة والشعاب المرجانیة، وتطرق الخبراء الذین 
استضافتھم ھیئة البیئة والمحمیات الطبیعیة، إلى أھمیة البحث عن أسالیب وآلیات 
مستدامة لوقف استغلال أسماك القرش، وضرورة وضع استراتیجیات تسھم في تحقیق 
تغییرات ونقلات نوعیة للحد من التدھور في البیئة البحریة والساحلیة، والتأكید على 
أھمیة التعاون الدولي والإقلیمي من أجل العمل معاً للحد من تدمیر التنوع الحیوي في 
البیئة البحریة والساحلیة.
وقدم الخبراء والمختصون خلاصة معرفتھم وتجاربھم وخبراتھم في أعمال المنتدى، 
وأشاروا إلى أن أكثر من ثلث التنوع الحیوي في میاه الخلیج العربي یمكن أن یضیع 
بعد نحو ٧ عقود، ولفتوا إلى التلوث البلاستیكي وزیادة حركة السفن وتغیر المناخ 
كأسباب رئیسیة للتدمیر في البیئة الحیویة البحریة والساحلیة. 
وأكدوا على أھمیة الحفاظ على أشجار القرم وإعادة زراعتھا، لما لھا من فوائد عدیدة 
متنوعة، وتطرقوا إلى تجربة الإمارات في ھذا الشأن، وتجربة الیمن في جزیرة 
سوقطرة، التي تعرضت لأعاصیر عام ٢٠١٥ أثرت على أشجار القرم في الجزیرة، 
وقضت على أعداد كثیرة منھا. كما تطرقوا إلى أھمیة الثدییات البحریة للحفاظ على 
نظام بیئي صحي. 
الشعاب المرجانیة وتجربة الشارقة
قالت سعادة ھنا سیف السویدي، رئیس ھیئة البیئة والمحمیات الطبیعیة، تعمل الھیئة 
على مشاریع حیویة عدیدة في محمیة صیر بونعیر، من بینھا مشروع دراسة حالة 
السلاحف البحریة وتعشیشھا، ومشروع إعادة تأھیل الشعاب المرجانیة، حیث عانت 
الشعاب المرجانیة في العقود الأخیرة من تدھور شدید بسبب العوامل الطبیعیة 
والبشریة، نتیجة للعدید من الممارسات الخاطئة، وكان لا بد من التحرك الفوري لإعادة تأھیل المناطق الساحلیة المدمرة وزیادة مساحة الشعاب المرجانیة، ما مكننا من رصد 
٤٠ نوعاً من الشعاب المرجانیة الاصلیة.
وشرحت السویدي أن زراعة الشعب المرجانیة تسھم في إعادة التوازن للبیئة البحریة،
وتوفیر بیئة بحریة مستدامة، وتساعد البیئة الطبیعیة كي تعود إلى ما كانت علیھ، ومن 
خلال عملیة زراعة الشعب المرجانیة یتم جمع بعض المرجان الطبیعي لیزرع في
الأقفاص، لتنمو وتتكاثر فیما بعد، فالأقفاص تمثل محطات احتضان الشعب المرجانیة. 
موضحة أن الشعاب المرجانیة أو ما یسمى الحید المرجاني، ھو ھیاكل تتكون من
كائنات حیة موجودة في المیاه الضحلة عموماً، وھي عبارة عن جزء مرتفع من قاع
البحر في منطقة ضحلة نسبیاً، تتكون من صخور ناتجة من تراكم الھیاكل الخارجیة
الكلسیة لحیوانات المرجان، والطحالب الحمراء الكلسیة والرخویات، وتبني حیوانات
المرجان الحیة الشعب المرجانیة طبقة بعد طبقة، فوق ھیاكل الأجیال المرجانیة التي
سبقتھا، وتتمیز بأن لھا منظومات بیئیة. ویعتبر الحید المرجاني في جزیرة صیر بو 
نعیر من أكثر مناطق الشعاب المرجانیة تنوعاً مقارنة بالمناطق الأخرى في الخلیج 
العربي، وتمتد الشعاب المرجانیة في الجزیرة إلى ٢٠ متراً لعمق البحر.
وبدوره، تناول الدكتور جون بیرت، الأستاذ المساعد في البیولوجیا لدى جامعة 
نیویورك أبو ظبي، الشعاب المرجانیة في المنطقة البحریة العربیة وأھمیتھا، وممیزات 
وسمات الشعب المرجانیة في الخلیج العربي، وتطرق إلى سطح البحر والبیئة العامة 
ودرجات الحرارة والظروف العامة التي تتعلق بالشعب المرجانیة والتغیرات في درجة 
الحرارة، والتغیرات المناخیة التي تؤثر على الشعب المرجانیة، والنظام البیئي 
الإیكولوجي للشعب المرجانیة في المستقبل. 
ومن جانبھ، تحدث المستشار والخبیر البیئي الأردني، إیھاب عید، عن الدراسة التي 
أنجزتھا الجمعیة الملكیة لحمایة البیئة البحریة حول الشعاب المرجانیة في خلیج العقبة، 
ونتائج تلك الدراسة، وذلك ضمن الجھود الھادفة إلى الحفاظ على البیئة البحریة 
وحمایتھا من التلوث، وتوفیر قاعدة بیانات وطنیة لأنواع المرجان الصلب، وعلى 
ضوء الدراسة التي استمرت نحو خمس سنوات، أصدرت الجمعیة دلیلاً نوعیاً عن 
أنواع المرجان الصلب في الأردن، یحتوي على معلومات تفصیلیة مرتبطة بخلیج 
العقبة من حیث خصائص الخلیج الحیویة والفیزیائیة التي ساھمت بتكوین حیود 
مرجانیة مھمة وفریدة من نوعھا، كما یتضمن شرحاً عن المھددات والفرص المتوافرة 
على الصعید التشریعي والمؤسسي والفني لحمایة أنواع المرجان المھدد بالانقراض في 
خلیج العقبة. 
التحدیات المستقبلیة
قال الدكتور فرید كروب، من معھد سینكینبرج للأبحاث في ألمانیا، من بین أھم العوامل 
التي تشكل تھدیدات للتنوع البیولوجي الساحلي والبحري، یمكن الحدیث عن التطورات 
الحضریة والصناعیة والسیاحیة، وقد كان للتجریف، وطمر النفایات، والتخلص من 
النفایات الصلبة وتصریف المجاري، والانسكابات النفطیة، والإفراط في استغلال المیاه 
السطحیة والجوفیة، من الأسباب الرئیسیة للضغط المتزاید على التنوع البیولوجي 
الساحلي والبحري.
وتطرق إلى التحدیات المستقبلیة التي ترتبط بصون التنوع الحیوي البحري والساحلي، 
مثل النظم الإیكولوجیة البحریة الرئیسیة، الموائل شبھ الناعمة والقاسیة، أشجار القرم، 
المستنقعات المالحة، الأراضي الرطبة الساحلیة، والأعشاب البحریة، قیعان الطحالب 
الكبیرة، التجمعات والشعاب المرجانیة، وغیرھا الكثیر.
أسماك القرش
ومن جانبھا، تحدثت الدكتورة جولیا سبایت، من جامعة كامبریدج، عن أسماك القرش 
وموائلھا وما تتعرض لھ من تدمیر، فأسماك القرش ھي من بین أكثر الكائنات البحریة 
التي تتعرض للصید الجائر وتدمیر الموائل.
ولفتت إلى أن عدد أنواع أسماك القرش یصل إلى نحو ٥٠٠ نوع، من بینھا ٥٦ نوعاً 
یوجد في المنطقة البحار العربیة، (الخلیج العربي، خلیج عمان، البحر الأحمر)، بعضھا 
معرض لخطر الانقراض.
١١ نوعاً من القرم معرض للانقراض
وفقاً لما تحدث بھ الدكتور ھیمانسو داس، تحمي أشجار القرم أكثر من ٣٠٠٠ نوع من 
الأسماك، وھناك ١١ نوعاً من حوالي ٧٠ نوعاً من أشجار القرم معرضة لخطر 
الانقراض، الأمر الذي یستدعي العمل دوماً من أجل الحفاظ علیھا وكیفیة استعادتھا. 
ولفت إلى أن الإمارات تبذل جھوداً عدیدة لحمایة أشجار القرم. وتطرق داس إلى 
تجربة أبو ظبي في زراعة القرم.
٣٠٠٠ شتلة قرم في جزیرة سوقطرة
الدكتور عبد الكریم ناشر، أستاذ جامعي سابق في جامعة صنعاء، والاستشاري في 
إدارة مشروع الأمم المتحدة للبیئة، في الحفاظ على التنوع الحیوي في جزیرة سوقطرة، 
والذي یشارك في المنتدى منذ أكثر من ١٢ سنة، تطرق إلى تجربة إعادة زراعة 
أشجار القرم في جزیرة سوقطرة، والاستخدام المستدام لھا، حیث كان أحد أھم 
مخرجات المشروع إعادة تأھیل أشجار القرم في جزیرة سوقطرة حیث تعرضت الأشجار إلى تدمیر كبیر بسبب أعاصیر عام ٢٠١٥ ،وقد اقتلعت الأعاصیر الكثیر 
منھا، خصوصاً في غرب الجزیرة والجنوب الغربي منھا. وقد بدأ المشروع بفریق 
توزع المھمات الأساسیة، بدءاً من جمع البذور وتأسیس المشاتل لإعادة إنبات البذور، 
ومن ثم إعادة زراعتھا من جدید. ویسعى المشروع إلى إعادة زراعة نحو ٣٠٠ شتلة 
قرم لإعادة زراعتھا. 
٢٢ نوعاً من الثدییات البحریة 
قالت میثاء الھاملي، من ھیئة البیئة في أبو ظبي، في ورقة قدمتھا في الیوم الثاني في 
المنتدى، إن الإمارات ثاني دولة في العالم یوجد فیھا أكبر عدد من أبقار البحر، لافتة 
إلى أھمیة حمایة الثدییات البحریة للحفاظ على نظام بیئي صحي، وأشارت إلى أن نحو 
٢٢ نوعاً من الثدییات البحریة یوجد في میاه الخلیج العربي وخلیج عُمان والبحر 
العربي وخلیج عدن والبحر الأحمر، ومن بین نحو ٧٣٠٠ من أبقار البحر الیت تعیش 
في میاه الخلیج العربي، یعتقد بأن نحو ٣٠٠٠ منھا تعیش في میاه أبو ظبي.
وتابعت: نحن بحاجة إلى أبقار البحر، لأنھا مھمة للحفاظ على النظم الإیكولوجیة 
البحریة الصحیة، فھذه مناطق حاضنة للعدید من أنواع الأسماك، وبالتالي فھي مھمة 
لتحقیق الأمن الغذائي في المنطقة. ولفتت إلى أن نحو ٢٩ ٪من الأعشاب البحریة في 
العالم قد اختفت، الأمر الذي یؤدي إلى التقلیل من أعداد أبقار البحر. ودعت الھاملي في 
ورقتھا كل العالم لاستخدام الموارد الطبیعیة بشكل جید، ووقف التدمیر للطبیعة والبیئة.
الإدارة الفعالة للمناطق البحریة
ومن جانبھا، تطرقت الدكتورة ریبیكا كلاوس، إلى أھمیة الإدارة الفعالة للمناطق 
البحریة المحمیة، حیث یمكن أن تؤدي إلى نتائج إیجابیة أفضل، من حیث ضرر أقل 
في الموائل وضغط صید أقل، وطول عمر الأسماك، وأقل تسربا. وبالتالي فإنھ بقدر 
أھمیة إدارة المناطق البحریة المحمیة، من المھم أیضاً تقییم فعالیتھا، لتحقیق الأھداف 
والغایات الصحیحة. 
ولفتت إلى أن تقییم فعالیة الإدارة یمكن أن یؤدي إلى تبني ممارسات الإدارة بشكل 
استباقي، والمساعدة في تحدید أولویات تخصیص الموارد، وبناء الوعي والدعم، 
وتعزیز المساءلة والشفافیة، وتحدید المناطق المحمیة المعرضة للخطر، فضلاً عن 
كونھا نموذجاً للدفاع عن أفضل الممارسات.
وأوضحت أن أحد الأھداف التي یجب متابعتھا ھو حمایة ٩٥ ٪من المناطق التي 
تستخدمھا أبقار البحر، ومواقع تعشیش السلاحف بنسبة ١٠٠ ،٪و٨٠ ٪من الشواطئ الصخریة، و٩٥ ٪من الشعاب المرجانیة، والشعاب المرجانیة و٧٠ ٪من القیعان 
الصلبة والشعاب المرجانیة.
إلى ذلك، یشارك في النسخة الحادیة والعشرین من منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع 
الحیوي ١٥٨ باحثاً وخبیراً ومختصاً من ١٤ دولة، یناقشوا على مدار أربعة أیام مقدمة 
واسعة للإدارة البحریة والساحلیة، بما في ذلك المجموعات الرئیسیة من أنواع المرجان 
والسلاحف وأسماك القرش والثدییات البحریة وأشجار القرم والأعشاب البحریة، 
والمشكلات الحالیة التي تواجھ ھذه البیئات، بما في ذلك مصائد الأسماك، تربیة الأحیاء 
المائیة، التلوث، البلاستیك، التسربات النفطیة، والتغیر المناخي. ویكمن ھدف المنتدى 
في المساھمة في إعداد وصیاغة استراتیجیات حمایة وخطط عمل ذات صلة بشأن 
الأنواع المھددة بالانقراض في المنطقة العربیة، حیث یستند إلى خطة تقییم وإدارة 
الحمایة الموضوعة والمعدة من قبل المجموعة المتخصصة في حمایة وإكثار الحیوانات 
التابعة للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبیعة. وتتجلى أھمیتھ في كونھ محطة لقاء وتفاعل 
الخبراء والمختصین من مختلف بلدان العالم، وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات، 
بما یساعد في معرفة أوضاع وطبیعة الحیاة الطبیعیة في دولة الإمارات بشكل خاص، 
ومنطقة شبھ الجزیرة العربیة بشكل عام 
  • منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي الـ ٢١ یناقش البیئة البحریة وكیفیة  الحفاظ علیھا وحفظ الأنواع
  • منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي الـ ٢١ یناقش البیئة البحریة وكیفیة  الحفاظ علیھا وحفظ الأنواع
  • منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي الـ ٢١ یناقش البیئة البحریة وكیفیة  الحفاظ علیھا وحفظ الأنواع
  • منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي الـ ٢١ یناقش البیئة البحریة وكیفیة  الحفاظ علیھا وحفظ الأنواع