ورش عمل وجلسات نقاش تھدف إلى تحقیق أھداف المنتدى والوصول لنتائج مفیدة
جوهرة العرب
الشارقة، الامارات العربیة المتحدة – 6 فبرایر 2020
ناقش خبراء ومختصون وباحثون في عالم البیئة على مدار أربعة أیام موضوعات
متنوعة ومھمة في عالم البیئة البحریة والشعاب المرجانیة، وتطرق الخبراء الذین
استضافتھم ھیئة البیئة والمحمیات الطبیعیة، إلى أھمیة البحث عن أسالیب وآلیات
مستدامة لوقف استغلال أسماك القرش، وضرورة وضع استراتیجیات تسھم في تحقیق
تغییرات ونقلات نوعیة للحد من التدھور في البیئة البحریة والساحلیة، والتأكید على
أھمیة التعاون الدولي والإقلیمي من أجل العمل معاً للحد من تدمیر التنوع الحیوي في
البیئة البحریة والساحلیة.
وقدم الخبراء والمختصون خلاصة معرفتھم وتجاربھم وخبراتھم في أعمال المنتدى،
وأشاروا إلى أن أكثر من ثلث التنوع الحیوي في میاه الخلیج العربي یمكن أن یضیع
بعد نحو ٧ عقود، ولفتوا إلى التلوث البلاستیكي وزیادة حركة السفن وتغیر المناخ
كأسباب رئیسیة للتدمیر في البیئة الحیویة البحریة والساحلیة.
وأكدوا على أھمیة الحفاظ على أشجار القرم وإعادة زراعتھا، لما لھا من فوائد عدیدة
متنوعة، وتطرقوا إلى تجربة الإمارات في ھذا الشأن، وتجربة الیمن في جزیرة
سوقطرة، التي تعرضت لأعاصیر عام ٢٠١٥ أثرت على أشجار القرم في الجزیرة،
وقضت على أعداد كثیرة منھا. كما تطرقوا إلى أھمیة الثدییات البحریة للحفاظ على
نظام بیئي صحي.
الشعاب المرجانیة وتجربة الشارقة
قالت سعادة ھنا سیف السویدي، رئیس ھیئة البیئة والمحمیات الطبیعیة، تعمل الھیئة
على مشاریع حیویة عدیدة في محمیة صیر بونعیر، من بینھا مشروع دراسة حالة
السلاحف البحریة وتعشیشھا، ومشروع إعادة تأھیل الشعاب المرجانیة، حیث عانت
الشعاب المرجانیة في العقود الأخیرة من تدھور شدید بسبب العوامل الطبیعیة
والبشریة، نتیجة للعدید من الممارسات الخاطئة، وكان لا بد من التحرك الفوري لإعادة تأھیل المناطق الساحلیة المدمرة وزیادة مساحة الشعاب المرجانیة، ما مكننا من رصد
٤٠ نوعاً من الشعاب المرجانیة الاصلیة.
وشرحت السویدي أن زراعة الشعب المرجانیة تسھم في إعادة التوازن للبیئة البحریة،
وتوفیر بیئة بحریة مستدامة، وتساعد البیئة الطبیعیة كي تعود إلى ما كانت علیھ، ومن
خلال عملیة زراعة الشعب المرجانیة یتم جمع بعض المرجان الطبیعي لیزرع في
الأقفاص، لتنمو وتتكاثر فیما بعد، فالأقفاص تمثل محطات احتضان الشعب المرجانیة.
موضحة أن الشعاب المرجانیة أو ما یسمى الحید المرجاني، ھو ھیاكل تتكون من
كائنات حیة موجودة في المیاه الضحلة عموماً، وھي عبارة عن جزء مرتفع من قاع
البحر في منطقة ضحلة نسبیاً، تتكون من صخور ناتجة من تراكم الھیاكل الخارجیة
الكلسیة لحیوانات المرجان، والطحالب الحمراء الكلسیة والرخویات، وتبني حیوانات
المرجان الحیة الشعب المرجانیة طبقة بعد طبقة، فوق ھیاكل الأجیال المرجانیة التي
سبقتھا، وتتمیز بأن لھا منظومات بیئیة. ویعتبر الحید المرجاني في جزیرة صیر بو
نعیر من أكثر مناطق الشعاب المرجانیة تنوعاً مقارنة بالمناطق الأخرى في الخلیج
العربي، وتمتد الشعاب المرجانیة في الجزیرة إلى ٢٠ متراً لعمق البحر.
وبدوره، تناول الدكتور جون بیرت، الأستاذ المساعد في البیولوجیا لدى جامعة
نیویورك أبو ظبي، الشعاب المرجانیة في المنطقة البحریة العربیة وأھمیتھا، وممیزات
وسمات الشعب المرجانیة في الخلیج العربي، وتطرق إلى سطح البحر والبیئة العامة
ودرجات الحرارة والظروف العامة التي تتعلق بالشعب المرجانیة والتغیرات في درجة
الحرارة، والتغیرات المناخیة التي تؤثر على الشعب المرجانیة، والنظام البیئي
الإیكولوجي للشعب المرجانیة في المستقبل.
ومن جانبھ، تحدث المستشار والخبیر البیئي الأردني، إیھاب عید، عن الدراسة التي
أنجزتھا الجمعیة الملكیة لحمایة البیئة البحریة حول الشعاب المرجانیة في خلیج العقبة،
ونتائج تلك الدراسة، وذلك ضمن الجھود الھادفة إلى الحفاظ على البیئة البحریة
وحمایتھا من التلوث، وتوفیر قاعدة بیانات وطنیة لأنواع المرجان الصلب، وعلى
ضوء الدراسة التي استمرت نحو خمس سنوات، أصدرت الجمعیة دلیلاً نوعیاً عن
أنواع المرجان الصلب في الأردن، یحتوي على معلومات تفصیلیة مرتبطة بخلیج
العقبة من حیث خصائص الخلیج الحیویة والفیزیائیة التي ساھمت بتكوین حیود
مرجانیة مھمة وفریدة من نوعھا، كما یتضمن شرحاً عن المھددات والفرص المتوافرة
على الصعید التشریعي والمؤسسي والفني لحمایة أنواع المرجان المھدد بالانقراض في
خلیج العقبة.
التحدیات المستقبلیة
قال الدكتور فرید كروب، من معھد سینكینبرج للأبحاث في ألمانیا، من بین أھم العوامل
التي تشكل تھدیدات للتنوع البیولوجي الساحلي والبحري، یمكن الحدیث عن التطورات
الحضریة والصناعیة والسیاحیة، وقد كان للتجریف، وطمر النفایات، والتخلص من
النفایات الصلبة وتصریف المجاري، والانسكابات النفطیة، والإفراط في استغلال المیاه
السطحیة والجوفیة، من الأسباب الرئیسیة للضغط المتزاید على التنوع البیولوجي
الساحلي والبحري.
وتطرق إلى التحدیات المستقبلیة التي ترتبط بصون التنوع الحیوي البحري والساحلي،