منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي یختتم أعمالھ

الخبراء والباحثون زاروا حدیقة البحیص الجیولوجیة

جوهرة العرب 

الشارقة، الامارات العربیة المتحدة – 7 فبرایر 2020

اختتمت أمس الخمیس، أعمال النسخة الحادیة والعشرین من منتدى الشارقة الدولي 

لصون التنوع الحیوي، الذي ناقش على مدار أربعة أیام في منتزه الصحراء موضوع 

البیئة البحریة والساحلیة، حیث سینبثق عنھا نتائج وتوصیات من شأنھا أن تسھم في 

تحقیق أھداف المنتدى بشكل عام، وأھداف النسخة الـ ٢١ بشكل خاص، والتي تتعلق 

بأھمیة وضرورة صون البیئة البحریة وحفظ الأنواع.

وكان الخبراء والباحثون المشاركون في أعمال المنتدى زاروا أول من أمس الأربعاء، 

حدیقة البحیص الجیولوجیة، التي افتتحھا صاحب السمو حاكم الشارقة في ینایر 

الماضي، وأعربوا عن تقدیرھم لكل تلك الجھود التي بذلت من أجل الحدیقة، كما عبروا 

عن إعجابھم بھا، خصوصاً أنھا تتمیز بموقعھا الأثري المھم والغني بالبقایا المتحجرة 

للعدید من الكائنات البحریة القدیمة. 

وقالت سعادة ھنا سیف السویدي، رئیس ھیئة البیئة والمحمیات الطبیعیة، تشرفنا قبل 

عدة أیام بحضور صاحب السمو الشیخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو 

المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لتدشین حدیقة البحیص الجیولوجیة، التي تھدف إلى 

تعریف الزوار والسكان بالأھمیة الجیولوجیة لجبل بحیص والمناطق المحیطة بھ، حیث 

ویتیح المكان للزوار فرصة استكشاف المعروضات في القاعات الداخلیة، والتجوّل في

أرجاء الحدیقة الخارجیة عبر مساراتھا المصممة للتعریف بكیفیة تكوّن أبرز المعالم 

الجیولوجیة لمنطقتنا، مثل سلسلة جبال الحَجَر، والجبال المنفردة الأخرى، والسھول 

الحصویة، وكثبان الرمال، وحتى الخلیج العربيّ بحدّ ذاتھ. 

ولفتت إلى أن الحدیقة الجیولوجیة تعتبر أحد المشروعات الرائدة في قطاع السیاحیة 

البیئیة، خصوصاً أنھا ذات موقع أثري مھم، وغني بالبقایا المتحجرة للعدید من الكائنات البحریة القدیمة، كما أنھا تحتوي على موقعین أثریین، یسھمان في تعزیز المعرفة بتاریخ استیطان البشر لھذه المنطقة، الذي یعود إلى أكثر من ١٢٥ ألف سنة.

وجاء إنشاء حدیقة البحیص الجیولوجیة، لإحیاء التاریخ الجیولوجي العریق والثري 

للشارقة، وتعریف الزوار بتاریخ الشارقة الجیولوجي، فقد كانت الجبال والمراوح الطمییة والكثبان الرملیة لإمارة الشارقة، الممتدة بین خلیج عُمان والخلیج العربي، تقدم 

لمحة فریدة من نوعھا عن الصفائح التكتونیة وطبیعة الصفیحة المحیطیة الصغیرة، 

وكیفیة تَشَكُل قشرة المحیط وتأثیرات تغییر المناخ وتطور المناظر الطبیعیة والھجرة 

البشریة، فھناك حدث الانقراض الجماعي الرئیسي الذي یعود إلى ٦٥ ملیون عام، 

والذي قضى على ٧٥ ٪أو أكثر من الحیوانات البحریة والبریة، بما في ذلك 

الدیناصورات التي لا تطیر.

إلى أن الموقع الممیز للحدیقة خصوصاً والجبل عموماً یحتضن دلائل تاریخیّة حول

كیفیة تشكلّ الطبیعة المحلیة قبل فترة لا تقلّ عن ٩٣ ملیون سنة، وھو موقع غنيّ

بالبقایا المتحجّرة للعدید من الكائنات البحریّة القدیمة التي استوطنت بحاراً ضحلة كانت

تغمر معظم الیابسة في الإمارات حتى فترة قریبة من المنظور الجیولوجي.

٧٠٠ منطقة میتة في العالم

أشار الخبراء في المنتدى إلى أن ھناك نحو ٧٠٠ منطقة میتة على مستوى العالم، 

(المنطقة المیتة ھي المنطقة المائیة التي تحتوي على كمیة أقل من الأكسجین)، وأن 

المنطقة المیتة في بحر العرب تعتبر الأكبر على مستوى العالم، ومنطقة میتة تعني فیما 

تعنیھ أن معظم الأحیاء البحریة فیھا إما تموت او تغادرھا. وقد تضاعف عدد المناطق 

المیتة أربع مرات في نصف القرن الماضي، وما زال ینمو بوتیرة متسارعة. العاملان 

الرئیسیان اللذان یسببان المناطق المیتة ھما تغیر المناخ والجریان السطحي للمغذیات 

من كل من الأسمدة التي یستخدمھا المزارعون على الأرض، والذین یساھمون في 

محطات معالجة میاه الصرف الصحي وخزانات الصرف الصحي. وفقاً لما عرضھ 

الدكتور زھیر لشكر. 

ولفت إلى أن المحیطات توفر غذاء لأكثر من ٥٠٠ ملیون شخص، خصوصاً في الدول 

الفقیرة، وتوفر فرص عمل لأكثر من ٣٥٠ ملیون شخص، لكن وجود مناطق میتة 

یؤثر في تلك الفرص ووفرة الغذاء، خصوصاً مع انخفاض مستوى الأكسجین في میاه 

المحیطات. 

تغیر المناخ قضیة عالمیة

أكد متحدثون في منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحیوي على أن تغیر المناخ 

یعتبر قضیة عالمیة، فمع ارتفاع درجات الحرارة عن ٤٥ درجة مئویة، فإن زیادة ٣

درجات أخرى في المناطق الجافة والساخنة یمكن أن تمحو نصف الأنواع الحیوانیة 

والنباتیة بحلول عام ٢١٠٠ .ویحدث تغیر المناخ بسبب الزیادة السریعة في تركیزات 

الغازات الدفیئة في الغلاف الجوي، ویوجد الآن إجماع قوي على أن تغیر المناخ یمثل 

تحدیًا أساسیًا لرفاھیة جمیع البلدان، مع احتمال أن یكون أقسى على البلدان المدرجة 

بالفعل في المناطق الجافة والساخنة.

ولفتوا إلى أن تغیر المناخ یؤدي بالفعل إلى تعطیل الكائنات الحیة والنظم الإیكولوجیة 

على الیابسة وفي الماء، وبسبب تغیر المناخ، فإن العدید من الحیوانات تغیر مواقعھا، 

لكن تأثیر تغیر المناخ سریع للغایة، بحیث أن معظم الأنواع غیر قادرة على تجاوزه. 

على أي حال، لا یعتبر التنقل دائمًا حلاً بسیطًا، فقد یعني الدخول إلى منطقة جدیدة 

مواجھة المزید من التنافس على الغذاء، أو التفاعل مع الأنواع غیر المألوفة، والتي قد 

تشكل خطراً على بقائھا. 

وأوضحوا أن المنتدى یمثل أحد أھم التجمعات والمحطات للخبراء والمتخصصین من 

جمیع أنحاء العالم، ویشكل فرصة لتبادل الأفكار والمعلومات والخبرات، بالإضافة إلى 

عرض وتقدیم الاقتراحات والمبادرات التي ستساعد في الحفاظ على التنوع البیولوجي 

والحفاظ على البیئة، والمساعدة في تحدید حالة الطبیعة في دولة الإمارات، بشكل 

خاص وفي شبھ الجزیرة العربیة بشكل عام، والتي تتمتع بتنوع بیولوجي كبیر، ویساعد 

المنتدى أیضاً في تنظیم خطط مختلفة لحمایة ثروة التنوع البیولوجي في شبھ الجزیرة 

العربیة.