على هامش مشاركة الرابطة الثقافية الوطنية الفلسطينية في ملتقى مصر الدولي للفنون للعام الجاري 2020
الدكتور إيهاب السيد : الرابطة جسر إبداع فني وثقافي ينتصر للقضية الأم فلسطين
خاص جوهرة العرب
أجرت الحوار : رئيس التحرير سحر حمزة
القاهرة - شارك الدكتور "إيهاب السيد " الأمين العام للرابطة الثقافية الوطنية الفلسطينية ورئيسها حاليا بملتقى مصر الدولي للفنون في دورته الأولى الذي عقد في ساقية عبد المنعم الصاوي بالزمالك بالقاهرة 2020 بمشاركة 11 دولة عربية إضافة لجمهورية مصر العربية وأكد في حديثه الصحفي الخاص الذي أجريناه في القاهرة على هامش مشاركتهم المتميزة أكد بأن الرابطة تعتبر جسر إبداع فني وثقافي ينتصر للقضية الأم فلسطين وأوضح أنه قدم باسم الرابطة شهادات الرابطة ووشاحها الفلسطيني الشهير للمبدعين من الفنانين الفائزين بجائزة فلسطين للإبداع .
و يعد الرئيس الحالي للرابطة الدكتور إيهاب السيد إنسانا وطنيا وصاحب حس فنيّ وذائقة جمالية ، وانتماء لفلسطين بخاصة وهو من سلالة مناضلين ، وتواجده على رأس الرابطة سيكون امتدادا لإتمام رسالة الفقيد الدكتور " نادر القنة" بمعيّة كل الأعضاء ، على أمل أكبر أن يكون الرجل الأنسب لتحقيق الأهداف الفنية والثقافية والإبداعية .
في حواره الصحفي الذي أجرته معه وكالة الليلك نيوز الإخبارية بعجمان على هامش الملتقى تم تسليط الضوء على رسالتها وأهدافها الثقافية وإنجازاتها الثقافية العربية المناصرة للقضية الفلسطينية تاليا نصه :-
*بداية دكتور إيهاب السيد ما هو هدف وجودكم بالقاهرة كممثلين للرابطة ؟؟
حرصنا على التواجد الفلسطيني في كافة المحافل الثقافية والفنية لحمل رسالة وطننا المحتل والإسهام في تشجيع المبدعين الفلسطينيين في مختلف الفنون الأدائية والتشكيلية على أثبات الهوية الفلسطينية رغم التحديات التي تحيط بها في كافة أقطار العالم .
*ولماذا القاهرة بجمهورية مصر العربية ؟؟
-شعارنا في الرابطة بأن قوتنا كفلسطينيين تكمن بكل إنسان عربي يحمل همنا ويدافع عن هويتنا الفلسطينية حتى في مجال الفنون، وكل العرب يعرفون دور جمهورية مصر العربية في دعم القضية الفلسطينية وجاءت المشاركة لذلك والدعم من خلال اللوحات والأعمال الفنية التي عرضت في الملتقى والتي تعكس معاناة الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات لا سيما وأن عرض اللوحات وورش العمل جسدت ذلك من قبل الفنانين التشكيلين .
*متى بدأت مسيرتك بالعمل مع الرابطة الثقافية الوطنية الفلسطينية ؟
- نحن كأفراد ومواطنين فلسطينيين منتشرين في كافة أصقاع الأرض نحمل هويتنا وقضيتنا للعالم ومنها رسالة الرابطة الثقافية الفنية فانتسبت لها كفلسطيني حر أسهم ولو بالقليل لدعم القضية مع أني خارج الوطن، لكن الهم الفلسطيني معنا ونحمله في تجوالنا وحلنا ورحالنا.
*كيف جاءت فكرة تأسيس الرابطة ؟؟
- كان هذا منذ عام 2008 حين بدأت الحرب الأولى على قطاع غزة حيث تداعى عدد من الناشطين الفلسطينيين المثقفين في الداخل والشتات للمساهمة في دعم أهل غزة للصمود في وجه العدوان على أهلنا في غزة باعتباره عدوان غاشم وظالم ،وجاء تأسيسها على هامش ندوة تضامنية عقدت في الكويت وتحدث فيها العديد من الشخصيات الفلسطينية والعربية الكويتية معلنين الرفض لما يجري في غزة وتم الاتفاق على تأسيس الرابطة حينها برئاسة المرحوم الدكتور نادر القنة رحمه الله وحين تبلورت الفكرة أعلن عنها رسميا ليكون لها بروز ثقافي عربي عالمي برئاسة الدكتور نادر القنة الذي يحمل دكتوراه في المسرح والدراما .
*ما هي أبرز أهداف الرابطة الثقافية الوطنية الفلسطينية ؟
-من أهم أهدافها إبراز الهوية الثقافية الفلسطينية في كافة المحافل الثقافية حول العالم، ونصرة نضال الشعب الفلسطيني وكسب التأييد الدولي لها، وتشجيع وإبراز المنجزات الثقافية الفلسطينية، وتشجيع المبدعين الفلسطينيين وتكريمهم.
*ما هي أهم الإنجازات التي حققتها الرابطة منذ تأسيسها ؟؟
-تم توقيع عدد من الاتفاقيات للتعاون الثقافي مع عدد من الهيئات الثقافية العربية في تونس والجزائر والمغرب وتمت المشاركة في العديد من الفعاليات والمهرجانات التي نظمت في تلك الدول وغيرها وذلك لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني في أبدع صورة وتم طرح عدة مواضيع ثقافية وكان أهم انجازاتها إطلاق جائزة ثقافية باسم فلسطين في كل المهرجانات وتشكيل لجنة للتحكيم لاختيار المبدعين المتميزين للفوز بالجائزة .
*لماذا جاءت جائزة الإبداع الفلسطيني محلقة في العالم بالمبدعين في مختلف الفنون ؟؟
- جاءت من باب تشجيع الإبداع الفني والثقافي مسرحيا أو سينمائيا وحتى في حقل الفنون التشكيلية ، وتأتي جائزة فلسطين للإبداع لتكون حلقة وصل وعطاء وانصهار للأفكار والعلاقات لتكون همزة وصل ما بين المبدعين على مستوى الوطن العربي .
*من يشرف على هذه الجائزة ؟؟
-تشرف على الجائزة لجنة مختصة من الفنانين المبدعين والمتميزين وتسهم فيها الرابطة الثقافية الوطنية الفلسطينية والتي تأسست سنة 2009 وكان مؤسسها المرحوم الدكتور" ناذر مصطفى القنة" بمعية الدكتور" إيهاب عبد العزيز السيد " والدكتور "حسن إبراهيم" ، ولعل أهم أسباب تأسيس وبعث هذه الرابطة الثقافية الوطنية تكمن في فكرة نبعت من لدنّ لفيف من المحاضرين والمثقفين كان قاسمهم المشترك الغربة والولاء والانتماء للقضية الفلسطينية .
*من هم أبرز من تم تكريمهم بالجائزة مؤخراً؟؟
-تم تكريم عدة شخصيات فلسطينية إبداعية سواء كانوا على قيد الحياة أو متوفىين ، حسب مكان ونوع المهرجان الذي تشارك به الرابطة في أي دولة عربية، ومن أبرز المكرمين الشهيد هاني جوهرية وهو سينمائي فدائي ،والكاتب سميح شقير من القدس، وتم تكريم الفنانة فاتن حمامة لدورها الفني ومسيرتها في التمثيل وأداءها الفني الإبداعي وقدمنا لها درع وشهادة تقدير تكريما لها،وكذلك الشاعر الفلسطيني سميح القاسم وعدد من المبدعين في ملتقى مصر الدولي للفنون في دورته 2020 .
* كم بلغ عدد أعضاء الرابطة حتى الوقت الحالي ؟؟
- هم كثيرين منتشرين في أنحاء العالم جميعهم فلسطينيين يحملون هم القضية الفلسطينية التي تعدّ الشغل الشاغل للأمة العربية وللعالم بأسره ، مع ضرورة إعادة الشعلة لهذه القضية بخاصة بعد اتفاقية أوسلو وبعد تناسي العالم لها ، فكان للرابطة هدف واحد ألا وهو إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية والعمل على إحياء الحقوق الشرعية والوطنية للفلسطينيين قاطبة ، مع ضمان حق العودة والتحرير عن طريق التوعية ونشر الحس القومي وذلك على مستوى جسر شاهق ألا وهو المجال الفني والثقافي والإبداعي بالوطن العربي .
*ما هي الخطة المستقبلية للرابطة الوطنية الثقافية الفلسطينية ؟؟
-كان يجب إحياء الدور الثقافي الفلسطيني على مستوى المنتديات والمؤتمرات الثقافية والفنية والمسرحية والإعلامية حول العالم ، الأمر الذي اقتضى إعادة النظر في كثير من الأهداف والغايات ولعل أهمها توثيق حق العودة والحق الفلسطيني مع إعادة توثيق أواصر الصلة بين الأمة العربية والحق في فلسطين عاصمة القدس الأبدية وهي القضية المحورية في الوطن العربي ، حيث كان لابد من تحقيق ذلك عن طريق الرابطة الثقافية الفلسطينية مع ربط العلاقات والتواصل مع الجهات المنظمة للنشاطات المسرحية والسينمائية والفنون التشكيلية ، مع المشاركة ضمن الندوات والملتقيات لتثبيت جائزة فلسطين للإبداعات الفنية والثقافية في شتى الحقول والمجالات الفنية ذات البعد الإبداعي.
*هل ترى أن الرابطة حققت أهدافها الوطنية الثقافية ؟؟
-أثبتت الرابطة حضورها وفي فترة وجيزة موجوديتها عربيا وإقليميا وعالميا ،حيث تمكنت من تأكيد وجودها ومكانتها ضمن الخارطة العربية الفنية والثقافية بكل شمال إفريقيا على غرار تونس ،المغرب ، والجزائر وغيرها ، وهذا عن طريق مهرجانات عدّة منها مهرجانات الأفلام الوثائقية ومهرجانات مسرحية ، الأمر الذي رصّ أسس قاعدة متينة علميا وثقافيا وفنيا من خلال المشاركة بهذه المهرجانات والفعاليات عربيا .
--ماذا تحقق للرابطة خلال ملتقى مصر الدولي للفنون 2020؟
-ما تم انجازه للآن يعتبر قصة نجاح متواضعة كانت لنا في الملتقى وتم تكريم بعض الشخصيات القيادية الفنية خلاله وتسليم شهادات باسم الرابطة. وهي الآن في مرحلة إعادة هيكلة للرابطة بعد فقدان عمودها الفقري الدكتور" نادر مصطفى القنة" والذي كان نبضها وشريانها ، على أمل أن تستقر الأوضاع من خلال بعث برامج ونشاطات على مستوى المشاركة بعدة مهرجانات التي كان آخر ما سجلته مؤخرا في مصر ضمن مشاركة الرابطة برئاسة الدكتور "إيهاب السيد " الذي يعدّ الأمين العام للرابطة ورئيسها حاليا بملتقى مصر الدولي للفنون بالقاهرة حيث وضع بصمات ثقافية واضحة خلال الملتقى الدولي للفنون في دورته الأولى 2020 ، والتي جسدت هذا النجاح في عدّة نقط لعلّ أهمّها الاختيار الجيد والموفق للعروض المشاركة بالملتقى من حيث البعد الجمالي والفني والفكري ، مع تسجيل حجم المشاركات وكثافة الحضور الفني واحتضان عشرات المواهب الواعدة من الأطفال وأصحاب الهمم العالية ، ناهيك عن الحضور اللافت لأهل الاختصاص والخبرة في حقل الفن التشكيلي والنقد الفني ، مع نجاح مواز في تحقيق وتأسيس علاقة شراكة ثقافية وفنية ما بين ملتقى مصر الدولي للفنون من جمهورية مصر العربية والرابطة الثقافية الوطنية الفلسطينية من دولة فلسطين .
*ما هي خططكم المستقبلية ؟؟
- مخططات الرابطة الآن بصدد عمل مهرجان في الأردن ومسابقة لرسوم للأطفال ، وهناك مشروع مشاركة بمهرجان لمسرح الأطفال في مدينة قفصة بتونس ، إضافة إلى عدة مهرجانات بالمغرب على أمل التوفيق والنجاح ، ولن يتأتّى ذلك إلا بتعاضد جميع الجهود مع العمل الجادّ على المحافظة على المسار الذي نهجه " القنّة" منذ سنوات حتى يستمر العطاء والانجاز لتحقيق أهداف الرابطة وحمل راية فلسطين في كافة المحافل الثقافية حول العالم .
*دكتور إيهاب السيد هل من كلمة أخيرة لحضرتك في ختام الحوار ؟؟
- أتقدم بكل التقدير والعرفان للإخوة العرب ممّن ساندوا الرابطة وأعضائها في فقدان الدكتور" نادر القنة" ومن شتى الدول العربية ، على أمل الاستمرارية وتحقيق الدعم المعنوي ليكونا سندا وقوة في النضال لأجل القضية الفلسطينية ، ووضع أسس متينة من العلاقات في كامل ربوع الوطن العربي لإعادة الوعي بالقضية الفلسطينية .
بالإضافة إلى أنه ثمة اتفاقيات سبق وأن تمّ التوقيع عليها في عهد المرحوم " نادر القنة" تخص عدّة مهرجانات على مستوى الوطن العربي ، على أمل تنفيذها وإتمام مسارها فنيا وإبداعيا .
وعليه ، تبقى الرابطة الوطنية الثقافية الفلسطينية لبنة أساس في بعث الوعي بالانتماء والهوية الفلسطينية ، وأهمّ جسر تمتدّ عليه أهدافها وغاياتها يكمن في دعم المبادرات والمهرجانات على مستوى الوطن العربي وبعث جائزة فلسطين للإبداع في مختلف حقوله المسرحية والسينمائية والفنون ، مع ضرورة تحقيق التعاون الهادف والبنّاء للحفاظ على مسيرتها مستقبلا وفق منهج ثابت وواضح المعالم .