نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، جلسة حوارية صباح اليوم في مقره بمدينة العين، تحت عنوان "الدبلوماسية الثقافية للإمارات وإستراتيجية الاستعداد للخمسين"، استضاف فيها الأستاذة شيخة المطيري رئيسة قسم الثقافة الوطنية بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وأدار الحوار معها الدكتور سلطان الوحشي عضو هيئة التدريس في كلية الإعلام بكلية الخوارزمي الدولية، وحضر الجلسة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، والأستاذة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، وجمع من الإعلاميين والمثقفين والمهتمين.
وتناول الحوار في بدايته الدبلوماسية الثقافية ومفهومها، حيث أوضحت المطيري أنه مصطلح ظهر مؤخراً وانتشر حتى أصبح الآن يدرس كتخصص جامعي في أوروبا. وقالت إن الدبلوماسي الثقافي يبحث دائماً عن نقاط التقاء ثقافية مع الآخر، لاسيما عندما يكون هناك نوع من الخلاف مع هذا الآخر، حيث تصبح الثقافة أداة للتقريب بين المختلفين.
وقالت إن دولة الإمارات ظلت حريصة على الدبلوماسية الثقافية، مشيرة إلى جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في هذا الجانب. مؤكدة أنه على الرغم من أن الغرب يتكلم اليوم عن فكرة الدبلوماسية الثقافية كشيء جديد، إلا أن الإماراتيين ظلوا يمارسونها بشكل فطري منذ وقت طويل.
وطالبت المطيري بإبراز التاريخ الثقافي للإمارات لكي تعرفه الأجيال الجديدة، وضربت مثلاً بعدد من المؤلفات لمؤرخين إماراتيين بينوا فيها اهتمام المجتمع منذ القدم بالثقافة والنهضة الفكرية والمكتبات والمجالس الثقافية، مشددة على ضرورة التسويق لهذا التاريخ الثقافي الذي يبين أن عمر الإمارات ليس فقط 50 سنة، وأن هذه النهضة التي نشهدها اليوم لم تظهر فجأة.
وعن الدبلوماسية الثقافية بعد قيام الاتحاد، قالت المطيري إنه قبل قيام الدولة كان التوجه في المنطقة هو ملء العقول من أجل أن تظل متزنة ومشغولة بما ينفعها فكان تأسيس المكتبات وتأسيس الصحافة والمجالس الثقافية التي بدأت تشغل الناس انشغالاً إيجابياً، وعندما جاء الاتحاد رسخ كل هذه المبادئ، فالاتحاد وجد أن هذه الشعوب كلها متشابهة في عطائها الإنساني وفكرها المتزن الواعي، فعملت الدولة على ترسيخ هذه المبادئ.
وأشارت المطيري إلى السياسات الحكيمة للشيخ زايد "رحمه الله" ودورها في جعل مؤسسات الدولة قائمة لخدمة المجتمع ووصفتها بأنها كانت "البذرة الأولى التي زرعها الشيخ زايد" حيث كان ينظر ببصيرته الثاقبة إلى المستقبل.
وقالت عن الاستعداد للخمسين إننا في الداخل قد لا نرى ما يراه الناظر إلى الإمارات من الخارج، بكونها تجربة اتحاد قوية ومتطورة مستمرة منذ خمسين عاماً بفكر متحد يجمع كل مكوناتها. وقالت إن ما يمثلنا اليوم كإماراتيين هو هويتنا الإماراتية والعربية وعاداتنا وتقاليدنا، مؤكدة أن التطور لا يعني الانسلاخ من هذه التقاليد، وأن الدبلوماسية الثقافية هي أيضاً الطريقة المشرفة التي نمثل بها بلادنا.
كما أوضحت المطيري أن الهدف الأساسي للدبلوماسية الثقافية يمثل ما كان يريده الشيخ زايد "رحمه الله"، وهو توحيد الإنسانية، وأن الهدف الأسمى هو أن أتفق مع الآخر فيصبح كل العالم هو بيتي ووطني، مشددة على أن الثقافة هي التي تقرب وتجمع، وأن ما يجمعنا بشكل حقيقي هو الإنسانية.
وشهدت الجلسة مداخلات ثرة من الحضور، وفي ختامها كرم سعادة علي عبد الله الرميثي المشاركين فيها بشهادات تقديرية ودروع مقدمة من نادي تراث الإمارات.