رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

المؤتمر الدولي للحد من أضرار الأمراض غیر الساریة یناقش الحالة العالمیة لجھود الحد من المخاطر للمدخنین

المؤتمر الدولي للحد من أضرار الأمراض غیر الساریة یناقش الحالة العالمیة لجھود الحد من المخاطر للمدخنین
جوهرة العرب

على ھامش انعقاد المؤتمر الدولي للحد من أضرار الأمراض غیر الساریة (غیر المعدیة)، الذي جمع حشداً من الباحثین 
والعلماء والأطباء والمعنیین من قطاعات عدة تحت سقف واحد في العاصمة الفرنسیة باریس مؤخراً، تم مناقشة تأثیر العدید 
من السلوكیات السائدة المؤثرة على الصحة العامة، وكیفیة الوقایة من الأمراض غیر الساریة، فضلاً عن مناقشة البدائل 
والحلول المبتكرة المتاحة التي تعزز تغییر نمط الحیاة وتسھل الانتقال لنمط أقل ضرراً.
وكان المؤتمر قد شھد انخراط عالم الأورام السرطانیة البارز، البروفیسور دیفید خیّاط، في فعالیاتھ، متحدثاً حول منھج "الحد 
من الضرر" فیما یتعلق بالتدخین باعتباره من السلوكیات المضرة بالصحة، وحول فاعلیة ھذا المنھج في الحد من العدید من 
الأمراض، ومصرحاً بالقول: "بصفتي أخصائیاً في الأورام، فإنني أشجع مرضاي على الإقلاع عن التدخین، وأرى أنھ من 
واجبي أن أقدم لھم البدائل وأعزز وعیھم حولھا في حال عدم تمكنھم من الإقلاع عن التدخین نھائیاً."
وقال البروفیسور خیّاط خلال حدیثھ: "إن الحد من التدخین یتطلب منا دعم المرضى الذین لم ینجحوا في محاولات الإقلاع 
عن التدخین باستخدام المنتجات المخصصة لذلك، أو باتباع أسالیب ووسائل عدیدة، ذلك أنھم سیواصلون التدخین ما لم 
ندعمھم، خاصة أنھ وبالرغم من معرفة وإدراك المدخنین البالغین حول العالم بأن التدخین یضر بالصحة، إلا أن معظمھم 
یواصل ممارسة ھذه العادة. ھذا وقد بینت الإحصائیات بأن ما نسبتھ %64 من المصابین بسرطان الرئة یواصلون التدخین." 
وأوضح البروفیسور خیّاط بأن التقنیات الحدیثة قدمت أدوات وبدائل تسھم في تخفیف الضرر، مبیناً بالقول: "على سبیل 
المثال، عدما تنصح المرضى بتقلیل الكمیات المتناولة من الدھون أو باستخدام حزام الأمان في المركبات، فإنك تساعدھم في 
اللجوء لبدائل یمكنھا التخفیف من الضرر الذي قد یصیبھم. كذلك الحال بالنسبة للتدخین والتبغ الذي لا یجب علینا رفض 
البدائل المتاحة عنھما للتخفیف من ضررھما. كأطباء متخصصین في علم الأورام، فإن دورنا لا یتمثل في القضاء على التبغ، 
بل أننا نطمح للقضاء على مرض السرطان، كما نطمح لأن یتاح المزید من الوقت أمام المرضى لعیش حیاتھم. وفي ظل 
التقنیات الحدیثة، فإن بدائل السجائر التقلیدیة باتت متاحة بوجود تلك المعتمدة على التسخین والتبخیر كخیارات أفضل حالیاً، 
كما ستقدم مستقبلاً حلولاً أخرى لتعزیز باقة الخیارات."
وقال البروفیسور خیّاط في سیاق حدیثھ: "إن منظمة الصحة العالمیة تسعى لمعرفة ما إذا كانت ھذه البدائل الجدیدة آمنة، لا 
معرفة أنھا قد تكون أكثر أماناً من المنتجات التقلیدیة أم لا، وھنا یكمن الفارق الكبیر."
ھذا وتواصل منظمة الصحة العالمیة معارضتھا القاطعة للمنتجات والبدائل المعتمدة على التسخین والتبخیر (السجائر 
الإلكترونیة)، كما تدعو لحظرھا. وفي ھذا السیاق، كانت ورقة حقائق صدرت عن منظمة الصحة العالمیة بخصوص أنظمة 
توصیل النیكوتین الإلكترونیة "ENDS "في التاسع والعشرین من شھر كانون الثاني، قد بيّنت بأن ھذه المنتجات لیست 
آمنة، وبأنه من السابق لأوانھ الإدلاء بأیة إفادات وإجابات حول الأثر بعید المدى لاستخدام ھذه المنتجات أو التعرض لھا، 
محذرة من خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة جراء استخدامھا.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمیة، فإنھ من المتوقع وفاة ملیار شخص في العالم خلال ھذا القرن لأسباب مرتبطة بالتبغ، في الوقت 
الذي أجمع فیھ الخبراء على أن التحدي الرئیس في نھج التوقف الفوري والتام عن تدخین السجائر التقلیدیة یتمثل في حدوث 
الانتكاس. وعلى ھذا الصعید، تم استعراض ملخص دراسة أخیرة خلال المؤتمر، أظھرت بأن ما نسبتھ %20 من الأشخاص 
الذین شملتھم الدراسة ممن توقفوا بشكل فوري عن التدخین، استطاعوا الإقلاع عن التدخین لمدة عام، وأن ما نسبتھ %14
استمروا لمدة زادت عن العام، وھو الأمر الذي یستدعي البحث عن المزید من الحلول والبدائل الأخرى.
وھذا وقد عارض بعض الخبراء موقف منظمة الصحة العالمیة، ومنھم مدیر مركز دراسات التبغ والكحول والمستشار في 
الطب التنفسي بجامعة نوتنغھام، البروفیسور جون بریتون؛ حیث قال خلال المؤتمر: "تقوم منظمة الصحة العالمیة بتشویھ 
الأدلة العلمیة المتوافرة حول بدائل السجائر التقلیدیة، كما أن تداعیات استخدامھا والتي تتحدث بھا المنظمة مضللة من عدة 
جوانب. وبینما تزعم المنظمة بعدم وجود دلیل علمي وقوي على أن البدائل التي تعمل على التسخین والتبخیر ھي وسائل فعالة 
للإقلاع عن التدخین، فإن الأدلة السریریة المعاكسة لمزاعمھا متاحة، وقد أثبتت ھذه المنتجات فعالیة أكبر من منتجات الإقلاع 
عن التدخین ومنتجات النیكوتین التي تدعمھا المنظمة."
وبالرغم من اختلاف وجھات النظر، فإن جمیع الخبراء یتفقون على أن الإقلاع عن التدخین ھو الخیار الأفضل للصحة الجیدة 
المستدامة.
ومن جانبھ، قال الطبییب الكیني، أنتوني كیاماتي: "ھناك المزید من المدخنین الذین یموتون في أفریقیا. المشكلة الحقیقیة تكمن 
في نظرة الصناعات لأفریقیا والتي تعتبر صناعة الأدویة جزءاً منھا؛ حیث یسود الافتراض بأن القارة لا تستطیع تحمل حلول 
مبتكرة قائمة على العلم لتقلیل الضرر. ویعد عدم التفكیر في إدخال البدائل المبتكرة لأفریقیا من الفرص الضائعة، والتي 
یتوجب على المستھلكین وصناع القرار والحكومات والمعنیین بالطب والصحة اقتناصھا وذلك بھدف إنقاذ أرواح مدخني 
السجائر التقلیدیة من غیر الراغبین أو غیر القادرین على الإقلاع عن ممارسة ھذا السلوك. وھنا، یجب تشجیع البدائل الخالیة 
من الدخان حتى في ظل ضعف السیاسات التنظیمیة الصحیة."
ھذا وقد أعرب المشاركون في المؤتمر عن مدى اقتناعھم بضرورة وأھمیة الابتكار من أجل العمل على تقلیل الضرر الناتج 
عن استھلاك التبغ.
البدائل المفقودة بین الوقایة والتوقف
في معظم الدول، تستند التشریعات وعملیة تبادل المعلومات بھدف التوعیة (الاتصال) إلى الوقایة والتوقف، بمعنى آخر، فإن 
التشریعات والاتصال تستھدف غیر المدخنین ومن یریدون الإقلاع عن التدخین. وبالنسبة لمن ھم غیر ذلك، فتبرز الحاجة 
الماسة لوجود تشریعات أخرى تستھدفھم، وذلك وفقاً للخبراء الذي شاركوا في فعالیة جانبیة ضمن المؤتمر.
وعلى ھذا الشأن، علقت المدیرة التنفیذیة/ رئیسة شركة فیلیب موریس فرنسا، جین بولیس بالقول: "تمتلك فرنسا تشریعات 
وقوانین ھي الأكثر تقییداً وصرامة فیما یتعلق بالتبغ في أوروبا، ومع ذلك فإنھا تعد الدولة الثانیة من حیث انتشار البدائل 
فیھا."
وفي الوقت الذي تمیل الحكومات فیھ إلى الاعتقاد بأنھ یجب على مصنعي التبغ الابتعاد عن مناقشة البدائل التي قد تكون أقل 
ضرراً، تتخذ شركة فیلیب موریس منھجاً آخراً.
أما الباحثة في شركة فیلیب موریس إنترناشونال، جیزیل بیكر، فقالت: "یوجد الیوم ملیار مدخن في العالم. ونحن ھدفنا ھو 
إبعاد الناس عن السجائر التقلیدیة العاملة على الاحتراق، وھو ما یعزز الحاجة لتطویر منتجات مختلفة بالاعتماد على الابتكار 
والعلوم لمساعدة ھؤلاء المدخنین. على سبیل المثال، نعلم أن ھناك عدد من المدخنین الذین لا یرغبون بالإقلاع عن التدخین، 
وأن المنتجات القابلة للتسخین ورغم كونھا أقل سُمّیّة، فإنھا تقدم تجربة مشابھة للسجائر التقلیدیة القابلة للاحتراق."
ویتمثل طموح شركة فیلیب موریس إنترناشونال والذي تم الإعلان عنھ مؤخراً في تقدیم "مستقبل خالٍ من التدخین" في ظل 
رؤیة مفادھا "أن المنتجات الخالیة من الدخان ستكون البدیل للسجائر التقلیدیة."