نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات صباح أمس، محاضرة بعنوان "عرقوب السديرة في ذاكرة الوطن"، تحدث فيها كل من المؤرخ الدكتور فالح حنظل، وأستاذة الإعلام الدكتورة حصة لوتاه، وأدارها الدكتور محمد فاتح زغل، وذلك في مسرح إدارة الأنشطة التابع للنادي.
حضر الفعالية سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في النادي، وسعادة عبد الله محمد جابر المحيربي المدير التنفيذي للخدمات المساندة، والأستاذة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، وعدد من مديري الإدارات وموظفي النادي، وطلاب كلية الشرطة وطلاب المدارس.
وقدمت الأستاذة فاطمة المنصوري كلمة افتتاحية أكدت فيها على أهمية ذكرى الثامن عشر من فبراير الذي شهد لقاء المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد آل مكتوم في عرقوب السديرة إيذاناً بوضع اللبنة الأولى لتشكيل الاتحاد وولادة دولة الإمارات العربية المتحدة.
فيما تناول الدكتور فالح حنظل في حديثه بداية فكرة الاتحاد ومراحلها التي مرت بها من اتحاد ثنائي بين إمارتين ثم تساعي، قبل ان يستقر أخيراً في شكله الحالي باتحاد الإمارات السبع.
وبين حنظل التحديات والعقبات التي اعترت مسيرة الوصول إلى الاتحاد، التي ذللتها عبقرية الشيخ زايد رحمه الله بنجاحه في تجاوز جميع المعوقات حتى تم الاتحاد. مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبته رابطة العروبة والإسلام التي جمعت سكان الإمارات معاً في ذلك الوقت وهي الرابطة التي أكد أنها تمثل أساس الهوية الإماراتية اليوم، هذا بالإضافة إلى التمازج الكبير بين جميع مكونات الإمارات منذ القدم.
وقال حنظل إن اللقاء الذي جمع الشيخ زايد والشيخ راشد رحمهما الله، يوضح رؤية زايد المستقبلية سياسياً واقتصادياً لدعم فكرة الدولة. مؤكداً أن الاتحاد ظل صامداً وراسخاً على عكس تجارب أخرى في المنطقة، نسبة إلى أن الشيوخ كانوا متدربين على أمور الحكم والسياسة، فكل منهم جاء من بيت حاكم، وهذا يعني أنهم مدركون لدروس التاريخ. وضرب مثلاً لهذا الأمر بأن الشيخ زايد رحمه الله حكم العين وعمره 18 عاماً وواجهته في تلك السن تحديات كبيرة، كما أنه شهد مجلس الإمارات المتصالحة مما جعله يدرك مشاكل الإمارات.
كذلك أكد حنظل على أن الانسجام بين حكام الإمارات أسهم في قوة الاتحاد، لاسيما أن الشيخ زايد بحكمته حافظ على الاستقلال المالي والسياسي لكل إمارة في إطار العلم الموحد والجيش الموحد للدولة. مشيراً إلى الإمارات اليوم هي نموذج لأي راغب في إنشاء وحدة عربية.
وفي كلمتها، تناولت الدكتورة حصة لوتاه تزامن الاتحاد مع خروج بريطانيا، مشيرة إلى أنه كان اقتراحاً بريطانياً، مؤكدة أنه لم يكن تحدياً سهلاً، مركزة على الجهود والتنازلات التي حدثت في سبيل تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة، منوهةً بحكمة المغفور له الشيخ زايد في تجاوز العقبات وصولاً إلى الاتحاد.
كما عرجت لوتاه في حديثها إلى مجلس الإمارات المتصالحة الذي قالت إن إنشاءه كان محاولة من بريطانيا لعزل جامعة الدول العربية من الدخول إلى المنطقة. مشيرة إلى أن فكرة الوحدة العربية كان لها دور في تماسك الاتحاد.
اما الدكتور محمد فاتح زغل، فأشار إلى أن أهم نقاط مكنت من قيام الاتحاد من وجهة نظره، هي تشكيل الشيخ زايد لصندوق الإمارات المتصالحة الذي مولته أبوظبي ودبي، وأقام العديد من المشاريع في الإمارات، فأسس لقاعدة شعبية للاتحاد قبل قيامه، والنقطة الثانية التي تناولها الدكتور فاتح هي البيان الإذاعي الذي قدمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بعد تأخر خطوات الاتحاد لأكثر من سنتين، وأدى إلى تسريع خطوات الاتحاد.
وحظيت المحاضرة بمداخلات ثرية من الحضور لاسيما طالبات المدارس، وفي ختامها تم تكريم المتحدثين، وطلاب كلية الشرطة، وتم التقاط الصور التذكارية مع المحاضرين.