استذكرت الأسرة الثقافية والإعلامية، مساء اليوم السبت، في حفل تأبين الأديب الراحل جهاد جبارة الملقب بـ "عاشق الصحراء".
واشتمل حفل التأبين الذي أقامته وزارة الثقافة في المركز الثقافي الملكي، وحضره وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي، ووزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، على عرض فيلم قصير من إنتاج الوزارة، يوثق جزءاً من حياة الراحل كتبه الروائي أحمد الطراونة، وأخرجه رمضان الفيومي، واسحق ياسين، إضافة إلى معرض لصور بعدسة الراحل.
وقال وزير الثقافة إن الراحل قدم مساهمة معرفية حاسمة ومهمة بإعادة اكتشاف الصحراء والبادية الأردنية عبر إضافات غير مسبوقة لمواقع جغرافية فريدة ونادرة اضفت المزيد من الهيبة والوقار على الجغرافيا الأردنية، واكدت المكانة المركزية لهذه الجغرافيا، المتمثلة في الأودية والتلال والسهوب والبوادي الواسعة أو بتوثيق عشرات المواقع الصحراوية والبركانية كما هو الحال في توثيق ووصف الطيور والحيوانات البرية ونباتات الصحراء.
وأضاف الدكتور الطويسي "نحن بحاجة إلى البناء فوق التأسيس الذي وضعه جهاد جبارة حينما ملأ المكان الأردني بالمعرفة والعاطفة، فقد انعكست أعماله في وعي جديد ومعرفة نوعية ومختلفة، تنتبه جيداً للقيم الثقافية للصحراء الأردنية وتلح علينا باكتشافها، وعلى هذا الأساس أعلنت وزارة الثقافة هذا العام اختيار ألوية البادية الشماليّة الشرقيّة والقويرة، والهاشميّة، مُدناً للثقافة الأردنيّة.
من جهته، بين وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار؛ صفات الراحل جبارة الذي كان يسلط الضوء على جماليات الوطن ويكشف عن أسراره من خلال كتاباته، مضيفا "كنت أتابع ما يكتب في الصحافة من مقالات وما ينشر من صور ولقطات بديعة وأخاذة، وكنت حريصا أن يقيم معرضا للوحاته في الجامعة الأردنية حيث حقق المعرض نجاحا باهرا".
وتحدث مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد عن دور الراحل في اكتشاف الكثير من النقوش والرسوم قبل علماء الآثار، وعن إنتاجه الابداعي من خلال مجلديه "صهيل الصحراء"، ومساهمة الراحل الذي حل ضيفاً على كتاب حداد الذي أسماه "بوح السنديان".
أما صديق الراحل في ترحاله، أحمد الفقير، فتحدث عن جبارة بوصفه من أعلام الفكر، ومن صقور الصحراء الذي تميز بعطائه المستمر، والتنوع العلمي، والتجسيد السلوكي لما يحمل من فكر، وتدويره من عالم العقل والبحث إلى عالم الاكتشاف.
وفي كلمة المؤسسة الصحفية الأردنية، قال الصحفي خالد القضاة، إن جبارة كان باحثاً بالمعنى الذي يعشق فيه تراب الوطن، وكاتبا بالطريقة التي ينسجُ فيها الحروف عباءة لتأصيل المعلومة التي ينبشُ عنها في الفيافي، ومصورا، يرسمُ الحياة بكل أبعادها على امتداد الوطن، وقبل ذلك كان إنسانا يفيضُ بالمحبةِ التي تملا قلبَهُ ووجدانَهُ للتراثِ والحضارةِ التي صنعتها الصحراء وأغمضت عليها حبات الرمل.
وقرأت ابنة الراحل روز جبارة رسالة من شقيقتها سماء المقيمة في الولايات المتحدة، كما أعرب نجل الفقيد عيسى جبارة، عن شكره لوزارة الثقافة، والقائمين على حفل التأبين.