انطلقت، اخيرا، فعاليّات برنامج التبادل الثقافي "مشروع إضاءات من خلال الموسيقى والتراث" ضمن برنامج "المجتمعات تربط التراث" بدعم من وزارة الخارجيّة الأميركيّة، وإدارة منظّمة وورلد ليرنينج، وبشراكة تنفيذية بين الجمعيّة الوطنيّة للمحافظة على البترا في الأردن، ومركز تريون للفنون الجميلة في الولايات المتحدة الأميركية.
وبموجب البرنامج تم اختيار عشرين مشاركًا، ذكورًا وإناثًا، من القرى الست ضمن إقليم البترا، ممن اجتازوا أسس ومعايير القبول للبرنامج ضمن الفئة العمرية (13-18)، حيث يهدف البرنامج إلى بناء الشراكات بين المجتمعات وتمكين الشباب في العالم من خلال مشروعات التبادل التي تستكشف وتعزز قيمة التراث الثقافي المادي وغير المادي وأهمية الحفاظ عليه من خلال التوعية المجتمعية والتعليم.
ويتضمّن البرنامج تجربة تبادل ثقافيّة باستخدام أنظمة الاتصال التقنية لمدة أربعة أشهر في الأردن (البترا)، تتبعها زيارة مجموعة من المشاركين من الولايات المتحدة الأميركية إلى الأردن في نهاية شهر حزيران 2020. وتتضمن الزيارة تقديم تجارب ثقافية وموسيقية خلال المعرض العام الذي سيقام في العطلة الصيفيّة في منطقة البترا.
وستقوم الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا بإيفاد ثلاثة طلاب أردنيين إلى الولايات المتحدة الأميركية - ولاية نورث كارولاينا لمدة أسبوعين في شهر تموز 2020 لخوض تجربة مماثلة وبناء علاقات قائمة على تبادل المعارف والتجارب. وقالت رئيسة مجلس إدارة الجمعيّة سمو الأميرة دانا فراس عن هذه التجربة "نحن في الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا فخورون بالانضمام إلى المجتمعات التي تربط التراث وتيسر التبادل العالمي من أجل تعزيزه والحفاظ عليه، كون الموسيقى والفن والثقافة والتراث هي من صميم المجتمعات المرنة والإبداعيّة والحيويّة، وتوفر لغة مشتركة للتفاهم".
واضافت "نتطلع إلى استضافة الشباب والشابات من ولاية كارولينا الشمالية في البترا، ونثق بأن شبابنا سيكونون سفراء مميزين للأردن وتراثنا الإنساني المشترك في زيارتهم للولايات المتحدة".
من جهته، قال المدير التنفيذي للجمعية عبدالله أبو رمّان "يأتي هذا المشروع ضمن جهود الجمعيّة الوطنيّة للمحافظة على البترا في تعزيز تراثنا الموسيقي لدى الأطفال والشباب وإطلاع العالم على موروثنا الغني"، لافتا الى أنّ الجمعية بصدد التوسّع في المرحلة المقبلة بتنفيذ حزمة من المشروعات التي تعنى باستدامة الإرث الثقافي وصونه، إضافة إلى مشروعات التمكين الإقتصادي والإجتماعي لأهالي المجتمعات المحاذية لمواقع التراث في الأردن والمنطقة.
ويتم تنفيذ هذا البرنامج بالتعاون مع سلطة إقليم البترا التنموي السياحي والمجتمعات المحلية وبدعم جزئي من جمعية أجنحة الأمل وهي جمعية خيرية تأسست عام 2011، يتكون أعضاؤها من مجموعة من الأفراد والشركات المساهمة العامة والخاصة المساهمة في تطوير المجتمعات المحلية، وذلك من خلال دعم جميع الهيئات الثقافية، والمبدعين في المجالات الفكرية، والأدبية، والرياضية، وتقديم العون والمساعدة والمساهمة في النشاطات الخاصة بالفئة الشبابية سواء من النواحي الفنية والثقافية والرياضية.
ودأبت جمعية أجنحة الأمل على دعم عدد من البرامج التي تتعلق بحماية التراث والتي تنفذها الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا.
ويذكر أنّ وورلد ليرنينج هي منظّمة تعمل على مستوى العالم لتعزيز قدرة والتزام الأفراد والمؤسسات والمجتمعات لخلق عالم أكثر استدامة وسلمية وعدلا، حيث تعمل على تمكين الأفراد، وتقوية المؤسسات من خلال التعليم، والتنمية المستدامة، وبرامج التبادل المهنيّة والأكاديمية.
والجمعية الوطنية للمحافظة على البترا هي جمعية غير حكومية وغير ربحية تأسست في عام 1989 كأقدم جمعيّة وطنيّة تُعنى بالمحافظة على التراث الثقافي في موقع التراث العالمي مدينة البترا، ولتعزيز أفضل الممارسات في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في المملكة وما حولها.
وعلى مدار ثلاثين عامًا، دأبت الجمعيّة على تشجيع، وتعزيز نهج الإدارة المستدامة لمواقع التراث الثقافي، وهي رائدة في تنفيذ المشروعات متعدّدة الأوجه التي تهدف إلى تعزيز الحفاظ على مواقع التراث العالمي والحياة البرّية، وتنفيذ برنامج رائد لتعليم الأطفال قائم على قيم التراث الثقافي.
وتهدف الجمعيّة إلى تلبية الحاجة الملحّة لحماية وحفظ وصون التراث الأثري والتاريخي والثقافي للأردن والمنطقة، إضافة إلى دورها في كسب التأييد الدوليّ.