رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الأديبة الأردنية الشّعلان والعراقي حسن في الجامعة الأردنية حول القصّة القصیرة

الأديبة الأردنية الشّعلان والعراقي حسن في الجامعة الأردنية حول القصّة القصیرة
جوهرة العرب - بعدسة : مایكل العمش

 عمان/ الأردن: احتضنت الجامعة الأردنیة في العاصمة الأردنیّة 
عمان ندوة نقدیّة وشھادة إبداعیّة للأدیبة د. سناء الشّعلان عضو ھیئة 
التّدریس فیھا والنّاقد العراقيّ المھجريّ عباس داخل حسن في نقاشیّة 
إبداعیّة حول فنّ القصّة القصیرة وملامح الحداثة فیھا، وخصائص 
تطوّرھا، وجمالیّات بنائھا.
 وقد تحدّث عباس داخل حسن عن فنّ القصّة القصیرة، وملامح إبداع 
الشّعلان في ھذا الفنّ، مشیراً إلى خصوصیّة تجربتھا الإبداعیّة، وقال في 
معرض كلامھ: "أھمّ ما یمیّز قصص سناء الشّعلان وسردیاتھا لغتھا 
الشّاعریّة المتوقدة والمكثّفة ذات العمق الدّلاليّ الخاصّ والنّسیج الفنّيّ 
الدقیق والانبھار الفینومینولوجيّ للصّور الشّاعریّة وشجاعة البوح 
الأنثويّ والتّوق الجارف الذي تارة یأتي مباشراً، وتارة من خلال الرّمز 
المؤنس، وھي تمارس لعبة التّشكیل السّرديّ بأشكال مختلفة، وأنماط 
دقیقة في الحبّكة ورسم شخصیّات قصصھا وترسم ملامحھا ودواخلھا 
وعمقھا النّفسيّ من خلال التّدویر وتعدّد الأبعاد وشعرنة الوصف بكشف 
ھادئ وموحٍ بأدق التّفاصیل، حتى لو اخترقت التّابوات كلّھا. بصراحة 
ھي تذكّرنا بشاعرات الأندلس، وتعیدنا إلى أساطیر الحبّ الأوّلى 
وإشراقاتھ الجیّاشة بالعواطف والآیروس المقدّس. 
 تشتغل بوعي المثقّفة الفاعلة والمجدّدة بتجریب محكم، وتقود سفینتھا، 
وتبحر في الواقع والحیاة، وھي تقاوم الأمواج الھوجاء جمیعھا وتیارات 
النّشاز للجندرة وبغض المنع وتغول المتغوّلین، وتحافظ على قلقھا 
الإبداعيّ النّبیل، وھي تعرف أنّ المعرفة لا تضیق على العارفین 
والمخیلة؛ لذلك فقد كانتْ عنواناً بارزاً في المشھد الإبداعيّ والثّقافيّ على الرّغم من كلّ المعوّقات والخیبات والانكسارات التي یعاني 
منھا المثقف والمبدع العربيّ عموماً..."
 وقال في نھایة حدیثھ عن تجربة الشّعلان: "... إنّھا تقاتل الظّلم 
والجھل والقبح بالكتابة الواعیة مستقصیة تخوم مشاعر الحبّ والعشق 
ویوتوبیا الأحلام المجنحة للإنسانیّة التي أرھقتھا الحروب والھروب 
الجماعيّ من الأوطان "اللّجوء" كلّ ھذا یحصل بسبب الجشع والتّسلط 
ومحاولة قلب معادلة ھذا الواقع المترع بكلّ أنواع الرّثاثات، من خلال 
الكتابة، مثل تجمیع وتفكیك لما یجري، وجرى بإبداع وسمو دون 
مواربة؛ فھي لا تجامل بالأفكار التي تؤمن بھا، وتصرّ علیھا بشجاعة، 
فكانت نصوصھا السّردیّة متّقدة بالعاطفة الإنسانیّة الأسمى "الحبّ" الذي 
یمثّل أقانیم الحقّ والعدل والجمال، ویخلّص الإنسانیّة من دنسھا، ویبعث 
الطّمأنینة في النّفس، ویسبغ علیھا التّسامح الذي افتقدتھ..." 
 وقد قدّمت الشّعلان شھادة إبداعیّة عن قصصھا بعنوان "تأثیر طلبتي 
في البناء القصصي عندي"، وقالت في معرضھا: "قد یتوقّع طلبتي أنّني 
سوف أقرأ علیھم بعضاً من قصصي وروایاتي وطرائف من مسرحیّاتي، 
وقد أعرّج على بعض رؤاي النقدیّة، وھذا توقّع صحیح، ولكنّھم لم 
یتوقّعوا أبداً من سأختار الیوم لیكونوا أبطالاً للقصص وروایاتي 
ومسرحیّاتي في ھذا اللّقاء؛ لأنّني سوف أتحدّث عن بعض الفرسان 
الحقیقیین الذین قابلتُ في حیاتي القصیرة، وھم كثر كثر، وجمالھم أكبر 
من ذاكرتي المشحونة بھم، سوف أعرّفكم ببعضھم في ھذه النّدوة؛ إذ 
یضیق المقام عن التعریف بھم جمیعاً.
أتعرفون من ھم فرسان الحقیقة عندي؟ بالتأكید لا تعرفون من ھم.
 إنّھم طلبتي ھم فرسان الحقیقة، ھم لیسوا أبطالاً ورقیین، ولا جنوداً 
صلصالیین، ولا مقاتلین بواسل لا یشق لھم غابر، ولا أصحاب مقامات 
مخمیلیة أو حریریة، ولكنّھم أصحاب مواقف تملي على كلّ من یتوقّف 
عندھا أن یعترف لھم بحق الحیاة؛ إذ ھم أولادھا المخلصون لھا، لقد 
تعلّمت منھم معنى الجمال الممھور بالانتقال إلى كلّ مكان. أفتح لكم 
الأبواب على طلبتي عبر ما قدّموه في عروض تحدّثھم..."